افتقدت مسيرة حركة 20 فبراير ليوم أمس السبت، الزخم المعهود في غيرها من المسيرات السابقة التي حطمت أكثر من مرة أرقاما قياسية في عدد المحتجين، حيث سجلت مسيرة 20 غشت التي دعت إليها الحركة مشاركة عدد من الشباب لم يتجاوز عددهم بضع مئآت حسب تقديرات بعض المصادر. وانطلقت المسيرة من أمام ساحة بني مكادة (ساحة التغيير)، التي شهدت تطويقا أمنيا من طرف القوات العمومية، ورددوا شعارات منددة بالفساد السياسي والاقتصادي ومطالبة بمحاكمة المفسدين وكذا محاربة الغلاء في المعيشة والخدمات الاجتماعي.
وتوقفت المسيرة في قنطرة بنديبان، حيث تمت تلاوة بيان الحركة وقراءة الفاتحة ترحما على أرواح من سموا بشهداء حركة 20 فبراير. كما ضرب المحتجون موعدا مع استئناف مظاهراتهم المطالبة بالتغيير إلى ما بعد عيد الفطر، بسبب تزامن الموعد الاحتجاجي المعتاد في الأسبوع المقبل مع ليلة القدر.
وقد فسر متتعبون المشاركة القليلة في مسيرة 20 غشت، التي تتزامن مع ذكرى احتفال ثورة الملك والشعب وكذا مع ذكرى ستة أشهر على نزول حركة 20 فبراير إلى الشارع، إلى الغياب الشبه التام لنشطاء التنظيمات المنضوية تحت لواء تنسيقية 20 فبراير، وعلى رأسها جماعة العدل والإحسان، حيث امتثلت هذه الأخيرة بقرار التنسيقية التي فضلت عدم دعم المسيرة بسبب الاحتفال الوطني، فيما ذهب آخرون إلى أن غياب "الجماعة " راجع بالأساس لانطلاق الاعتكافات والرباطات التربوية التي دأبت الأخيرة على تنظيمها في هذه الأيام.