على مدى ليالي شهر رمضان المبارك، ظل صوت القارئ الشاب اسماعيل الهبطي، يتردد في سماء مدينة فرنكفورت بوسط غربي ألمانيا، عبر صومعة مسجد التوحيد خلال صلاة التراويح، ليساهم بذلك في أجواء روحانية لافتة تستقطب المئات من أفراد الجالية المسلمة، وعلى رأسها المغربية. وبدأت رحلة الشاب إسماعيل الهبطي، المولود سنة 1996، في سن مبكرة حياته، بمدرسة "النور" لتحفيظ القرآن الكريم التابعة لمسجد "أم القرى" بمسقط رأسه في مدينة طنجة، حيث ختم كتاب الله حفظا وترتيلا في سن الرابعة عشر من عمره. ولعه بالقرآن الكريم والعلم الشرعي، حفز اسماعيل الهبطي، على يواصل دراسته بمؤسسة التعليم العتيق ذاتها، وتتلمذ على يد مجموعة المشايخ والفقهاء المعروفين بإتقانهم للقراءات القرآنية والحفظ والرسم والضبط، أبرزهم عمه الشيخ محمد الهبطي، الذي يتولى مهمة إدارة المدرسة وكذا إمام بمسجد "المسيرة الخضراء" بحي الجيراري. تأثر الشيخ عبد الله في مسيرته القرآنية بالعديد من القراء المشارقة الكبار، لاسيما الشيوخ عبد الباسط عبد الصمد، ومحمد عمران، والشيخ عبد العال متولي، لكنه في الآن ذاته برهن على إتقانه للقراءة المغربية، التي تعتمد رواية ورش عن نافع، التي تمنح القارئ المغربي إمكانيات هائلة على مستوى الأداء والجودة والضبط والتفنن في القراءة، وهذا سر تعلق إبراهيم الهبطي بطريقة قراءة الشيخ عمر القزابري، إمام مسجد الحسن الثاني بمدينة الدارالبيضاء. ومنذ سنوات، دأب إسماعيل الهبطي على المشاركة في البعثة الرسمية المغربية، إلى البلدان الأوروبية والأمريكية، المعهود إليها تأطير أفراد الجالية المغربية في بلاد المهجر خلال شهر رمضان، حيث ظل يستقر المقام به بمدينة فرنكفورت الألمانية. وعن انطباعاته حول إمامته للمسلمين في مسجد التوحيد بمدينة فرنكفورت خلال صلوات التراويح، يفصح الهبطي في بوح لجريدة طنجة 24 الإلكترونية، عن غمرة سعادته لالتئام أفراد جنسيات مختلفة في هذا المسجد الذي ظل يجسد منذ تأسيسه أروع صور الوحدة بين المسلمين من مختلف الأقطار. ويؤكد اسماعيل الهبطي، أن النعرات التي تثيرها سياسات الدول، لا مكان لها وسط هذه الأجواء الإيمانية، إذ يسجل باعتزاز وفخر كبيرين أشكالا راقية من صور التآخي بين جميع المسلمين، لا سيما المهاجرين المغاربة والجزائريين، الذين يشكلون إلى جانب إخوانهم التونسيين، أكثر الجنسيات التي تحج إلى هذا المسجد المبارك، على حد تعبيره.