انصب اهتمام افتتاحيات الصحف الوطنية الصادرة اليوم الجمعة، بالخصوص، على الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس، أول أمس الأربعاء بالرياض، أمام القمة المغربية الخليجية. وتحت عنوان "الخليج والمغرب: قمة للمستقبل" أبرزت جريدة (بيان اليوم)، في افتتاحيتها، أن الخطاب الملكي في الرياض لم يكن مجرد طقس بروتوكولي تفرضه المناسبة، وإنما تضمن مواقف سياسية ورؤى واضحة لقضايا المنطقة والعالم ومعادلات العلاقات الدولية والأوضاع الإقليمية وخلفياتها وتحدياتها، بالإضافة إلى تجديد التأكيد على المواقف الوطنية وثوابت السياسة الخارجية للمملكة. وأبرز كاتب الافتتاحية أن خطاب الملك في الرياض دعا العرب إلى تقوية الوعي بحجم التحديات المطروحة اليوم على بلدانهم وعلى المنطقة، وحث على صياغة أشكال جديدة أكثر نجاعة وإستراتيجية للعمل المشترك ومواجهة المخاطر التي باتت تتربص بالجميع، أي التأسيس لعقلية جديدة ولواقع جديد يقطعان مع واقع التعطيل والتكلس والجمود السائد اليوم. وتابع أن قمة الرياض مثلت كذلك مناسبة عبر فيها قادة دول مجلس التعاون الخليجي عن تأييدهم للمغرب في معركته من أجل وحدته الترابية، وأكدوا بكل مفردات الوضوح الموجودة على أن قضية الصحراء المغربية هي أيضا قضية دول مجلس التعاون، كما شددوا على أهمية استمرار التشاور والتنسيق من أجل دعم ركائز الشراكة القائمة بين الطرفين. ومن جهتها، أبرزت يومية (الاتحاد الاشتراكي) أن الخطاب الملكي "يملك القوة المرجعية في فهم تقلبات المنطقة"، مضيفة أنه "يملك الوضوح والشجاعة الكبيرين في تسمية الأشياء بمسمياتها، عند الحديث عن السعي إلى تمزيق الدول وتفكيك وحدتها الوطنية وتغيير أنظمتها عنوة وبتخطيط خارجي مسبق". وسجلت الجريدة أن خطاب الملك " يقطع مع الصداقات الملتبسة، والتحالفات التي تكون مبررا للطعن من الخلف أكثر مما تكون مبنية على الاحترام المتبادل". كما أشارت إلى أن الملك قد وضع خارطة الطريق، لما ستكون عليه العلاقات الاستراتيجية للبلاد، مؤكدة أن هذا الخطاب "سيكون له تاريخ أيضا في تحميل المسؤولية للقوى العظمى في كل مخطط يستهدف الاستقرار والسلم ووحدة الشعوب". ومن جانبها، أبرزت (المنعطف) أن القمة المغربية الخليجية بعثت رسالة واضحة وصريحة للمنتظم الدولي والقوى الكبرى، ولخصومه كذلك، مفادها أن قضية الصحراء المغربية، هي أيضا قضية دول مجلس التعاون الخليجي. وأكدت الصحيفة في افتتاحية بعنوان "قمة تاريخية.."، أن القمة تشكل، في بعد آخر، تكريسا لشراكة جيواستراتيجية ، مكثفة وغنية ومتنوعة ومتعددة الأشكال بين المغرب وأشقائه الخليجيين. وخلصت الافتتاحية إلى أن إرادة بلدان التعاون الخليجي بشأن تعزيز شراكاتها مع المغرب هي شهادة معبرة عن مكانته كحليف موثوق فيه، بالنظر للدور الريادي الذي يلعبه، وللمكانة التي يحتلها ضمن الأمم، ولما يتقاسمه مع أشقائه في مجلس التعاون الخليجي من تحديات وتطلعات ووحدة المصير المشترك.