رضوان البعقيلي (و م ع): “عافاكم كلسو فداركم ماتخرجوش، كورونا مرض خطير، هذا ماشي اللعب”، بهذه العبارات من الدارجة المغربية اختارت طفلتان من أبناء الجالية المغربية المقيمة في ولاية نيوجيرسي الأمريكية (نهاد وميرال حسناوي)، توجيه نداء لأقرانهم ومن خلالهم لسائر الأسر في الوطن الأم من أجل الالتزام بتدابير الحجر الصحي درءا لمخاطر جائحة كوفيد-19. وفي رسالة مرئية تم تصويرها ببيت الأسرة في نيو جيرسي المتاخمة لولاية نيويورك ،البؤرة الرئيسية للوباء في الولاياتالمتحدة، عبرت نهاد ( سبع سنوات) التي كانت ترتدي هي وأختها ميرال الأصغر سنا ( أربع سنوات) قميصين أحمري اللون تتوسطهما نجمة خماسية واسم المغرب المكتوب بحروف بارزة، عن تضامنها مع الاطفال المغاربة بطريقة تلقائية مفعمة بالبراءة، “انا مابغيتش المغرب يكون بحال أمريكا، هناك أكثر من مائة ألف حالة إصابة بكورونا (…)”. الرسالة التي تم تداولها على نطاق واسع بين أفراد الجالية المغربية وعبر وسائط الاتصال المختلفة، اختزلت أيضا مشاعر القلق التي تنتاب المغتربين المغاربة بشأن أوضاع أهلهم وذويهم وعموم الشعب المغربي في هذا الظرف العصيب: “الفيروس كثير هنايا. راني خايفة عليكم. عافاكم ما تخرجوش تمرضوا راسكم واللي عزيز عليكم. هادشي ماشي اللعب. كنبغيكم بزاف”. كما حملت الرسالة مناشدة للأطفال بعدم التراخي واستثمار هذه الظرفية الاستثنائية التي اضطرت ملايين التلاميذ للمكوث في البيوت، لاستكمال مسارهم الدراسي عن بعد “ديرو تمارين ديالكم راه هادي ماشي عطلة. لعبوا مع خوتكم وماماكم وباباكم (…) كثير مايدار”. والدة الطفلتين ،فاطمة الدريوش التي تنحدر من مدينة الرشيدية، قالت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن نقل هذه الرسالة على لسان الأطفال “يعطيها قوة وعمقا أكبر ويعكس حرص الأسر في بلاد المهجر على إبقاء جذوة الانتماء للوطن الأم متقدة وزرعها في نفوس الأجيال الصاعدة”. وأضافت الدريوش الحاصلة على شهادة الباكالوريوس في العلوم الرياضية، أن المهاجرين “يوجدون بين نارين، التعامل مع الوضع المتفاقم في الولاياتالمتحدة جراء تفشي الفيروس بوتيرة متسارعة وشله لمختلف مناحي الحياة، من جهة، والانشغال بأوضاع الأسر في المغرب من جهة ثانية”، مشيدة في هذا السياق، بالخطوات الاستباقية التي اتخذتها المملكة لتطويق وباء كورونا والحد من انتشاره. وأكدت الدريوش التي تلقت عرضا للعمل عن بعد بشركة “أمازون” العالمية للتجارة الالكترونية ، على الأهمية القصوى للتقيد بالتدابير التي اتخذتها السلطات المغربية على كافة المستويات من أجل التصدي للوباء الذي تواجه بلدان كبرى ومن بينها الولاياتالمتحدةالأمريكية صعوبات جمة في مكافحته والحد من تداعياته الاقتصادية والاجتماعية. كما شددت على جسامة المسؤولية الملقاة على عاتق الآباء والأمهات سواء في البلد الأم أو في المهجر في هذه الظروف غير المسبوقة، ولاسيما في ما يتعلق بالتحصيل الدراسي لأبنائهم. وأفادت بأن هناك تواصلا مستمرا في هذه الظرفية الخاصة بين أفراد الجالية المغربية التي تتواجد بأعداد مهمة في ولاية نيوجيرسي قصد الاطمئنان على أحوال بعضهم البعض وتقديم العون إذا لزم الأمر، مشيرة إلى أن هذه الولاية التي لايبرح فيها السكان منازلهم إلا للضرورة القصوى، سجلت وفق أحدث البيانات أزيد من 11 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا، نجمت عنها 140 حالة وفاة، في حين تجاوز عدد الإصابات بالفيروس على صعيد البلد عتبة المئة ألف حالة. وتفاعلا مع الجهود المبذولة من قبل المغرب لمكافحة جائحة كوفيد-19 ،انخرطت الجالية المغربية المقيمة في الولاياتالمتحدة ،أفرادا وهيئات، في مبادرات تضامنية مع الفئات الهشة بالعديد من مناطق المملكة، كما حثت على المساهمة في الصندوق الخاص بتدبير الجائحة. وفي ظل حالة الطوارئ المعلنة في العديد من الولاياتالأمريكية جراء تفشي وباء كورونا ،أحدثت السفارة المغربية في واشنطن والقنصلية العامة للمملكة في نيويورك، خليتي “أزمة” للتواصل مع جميع أفراد الجالية المغربية وتتبع وضعهم الصحي. وحثتا أفراد الجالية على الالتزام بالتدابير الوقائية التي اتخذتها السلطات الأمريكية المختصة والتوجه بأسرع ما يمكن إلى أحد مراكز الرعاية الطبية في حال ظهور أعراض تدل على الإصابة بمرض كوفيد-19 والإبلاغ عن أي حالة تتطلب الدعم أو المساعدة العاجلة.