مخدر الفقراء في المغرب هو "القرقوبي" كما يسمى محليا، وهو مؤثر عقلي ينتشر في الأحياء الأكثر فقرا، ولكنه أيضًا ينتشر بين طلاب المدارس المتميزة. ويتم تناول الأدوية مثل "ريفوتريل" أو "الفاليوم" والتي تستخدم بوصفة طبية بدون مخاطر، في هذا البلد بجرعات كبيرة وتخلط مع الحشيش أو الكحول، والتي يمكن أن تؤدي إلى الهلوسة والسلوكيات النفسية المضطربة. الاسم العامي لهذه المؤثرات العقلية هو "القرقوبي" لكن "قاقة" أو "بولة حمراء" أو "الحلوة" أسماء تستعمل لتحديد كبسولات مختلفة من المخدر، والتي تدور في السوق السوداء. وتنفجر القنبلة الموقوتة عندما ينضاف إلى "القرقوبي" ما يسمى ب"المعجون" وهي خلطة شعبية من الدقيق الممزوج بالحشيش، التي يعتبرها معمارها ب"رحلة مباشرة إلى الجنة" ولكنها ذات آثار جانبية خطيرة. ويقول تقرير صادر عن "مركز الدارالبيضاء للإدمان" أنه "يمكن لمستهلكي المؤثرات العقلية الانغماس في آثار جانبية تؤدي إلى فقدان الذاكرة، وتشويه الذات والأفكار الانتحارية وحتى القتل". ويضيف التقرير أن "استخدام المؤثرات العقلية يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالبؤس الاجتماعي، أو المشاكل العاطفية، اللذان يحولان الفرد إلى حيوان". السرقات، الاغتصاب، الاعتداء والمشاكل العائلية، والأحكام المتكررة بالسجن، هكذا يلخص محمد متوكل (مدمن مغربي) عواقب "القرقوبي" وهو الذي بدأ يتعاطاه "من أجل المتعة" في سن السابعة عشرة، وانسحب منه قبل سبع سنوات، وفقا لتقرير أوردته وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي". وتؤكد طبيبة الأعصاب محجوبة بوطربوش على أن الذين يستعملون أقراص القرقوبي "مرضى خطيرون للغاية، لأن لديهم مستوى عالٍ كثيرا من تحمل الدواء ومن الصعب تخديرهم". ويمكن الحصول على "القرقوبي" من السوق السوداء بسعر يتراوح بين 30 و80 درهما (حوالي 2.5 و7 يورو) حسب المنتج، ووفقًا للمتخصصين، يرتفع ثمنه عندما يصبح منتهي الصلاحية (مما يزيد من تأثيره الضار) ويدخل المغرب بشكل سري من الجزائر ومن مدينتي سبتة ومليلية. ومن الصعب تحديد السنة التي بدأ فيها استهلاك المؤثرات العقلية في المغرب لأغراض إدمان المخدرات، لكن الطبيب النفسي فؤاد لعبودي، الذي يعمل في مركز الوقاية من إدمان المخدرات في مدينة سلا، يقول إنه تم "تعميمها بالفعل في السبعينيات من القرن الماضي، بشكل واسع في السوق السوداء". الإنذار الأول تم إطلاق الإنذار الأول من قبل ثلاث جمعيات في عام 2005 عندما اكتشفوا أن إحدى معاقل تجار الأقراص المهلوسة، هي المدارس والمعاهد، حيث انتقلت المؤثرات العقلية تلك الأيام من يد إلى أخرى حتى بين الأطفال في سن 12 عامًا. الفاعل الجمعوي محمد حرير، عضو جمعية تُنظّم مع اثنين من الهيئات غير الحكومية الأخرى قوافل التوعية، يقول أن "الأقراص صغيرة وسهلة الاستهلاك والاختباء، لذا فمن السهل التحايل على غارات الشرطة". المستهلكون أيضًا من الشباب يستعملونها ليكونوا "في تناغم" في حضورهم بالملاعب خلال مباريات كرة القدم حيث تتكرر أعمال التخريب. وتحذر الجمعيات المدنية، من أن التجار يقومون أيضًا بتزويد "القرقوبي" لكلابهم المزعجة ل"زيادة عدوانيتها". الأحياء الهامشية، والمدارس، وملاعب كرة القدم، والنساء والرجال والفتيان والفتيات، كلها وجهة تصلها ظاهرة "القرقوبي" في المغرب، حسب الأرقام الرسمية للأمن، التي توثق وصولها إلى جميع المستويات الاجتماعية والاقتصادية. وكما هو الحال مع جميع الأدوية، يقول الأطباء، تختلف آثارها اعتمادًا على الحالة النفسية للشخص المستعمل، لكن "من الواضح أنها أصبحت مشكلة اجتماعية". ولقد مرت سنوات منذ أصبح "القرقوبي" المخدر الخطير الذي يثير غضب الشباب من أكثر الطبقات فقرا في المغرب. كما أدى انخفاض التكلفة والمؤثرات العقلية القوية الناتجة عن مزيجه بالحشيش والمهدئات إلى استهلاكه.