تسببت سلسلة النتائج السلبية التي مني بها فريق اتحاد طنجة لكرة القدم خلال الموسم الحالي، في قيام المكتب المسير بمجموعة من الخطوات من أبرزها إقالة المدرب الجزائري نبيل نغيز بعد أقل من ثلاث أشهر على توليه الإدارة التقنية للنادي، وكذا تقديم استقالة جماعية. وبرر المكتب المسير استقالته هذه بالسب والقذف الذي يمارس في حقهم وفي حق عائلتهم من بعض الجماهير، وإلى الضغوط الكبيرة التي تمارس على المكتب المديري منذ استلامه قيادة الفريق، وهو الأمر الذي خلق ردود فعل مختلفة من طرف المتخصصين في المجال الرياضي. وبهذا الخصوص أكد الإعلامي أيمن الزبير، أن هذه الاستقالة مثيرة للجدل لأنها جاءت في توقيت عصيب، بعد انطلاق الدوري وإنهاء معظم التعاقدات وتضع الفريق أمام تحدي صعب، خاصة بعد عدم ظهور بديل متماسك يخرج الفريق من النفق الذي دخل فيه هذا الموسم. وأضاف الزبير، أنه منذ الفوز باللقب الأوحد في تاريخ النادي دخلت الإدارة في تخبط وارتجال لكنها عرضت تسليم الشعلة حينذاك اختارت مغادرة السفينة في توقيت خاطئ. فقد كان حريًا الإقدام على هذه الخطوة في نهاية الموسم الماضي أو الانتظار إلى نهاية هذا الموسم لتجنيب الفريق تحمل قراراتها. من جهته أوضح محمد البشير العجوق، صحفي متخصص في الشأن الرياضي، أن المتتبع لشؤون اتحاد طنجة لن تفاجئه إقالة نبيل نغيز، لان إدارة الفريق عودتنا على الارتجالية في اتخاذ القرارات سواء منها الإدارية أو التقنية، صحيح أن نغيز فشل في تحقيق آمال الجماهير الطنجاوية بعد الخروج من الدور التمهيدي من منافسات كأس محمد السادس و أيضا الخروج من ربع نهائي كأس العرش، لكن المسؤولية الحقيقية يتحملها من اختار الإطار الجزائري لتقلد مهمة قيادة فارس البوغاز و هو اختيار انفرادي و أسطر على كلمة انفرادي. أما بالنسبة لاستقالة المكتب، فقد أكد البشير، أنه وفي هذا الوقت بالذات فإنها تفتح الباب على عدة احتمالات قد تدخل الفريق في مرحلة فراغ، خاصة في ظل عدم وجود أشخاص عبروا علانية عن رغبتهم في تولي مسؤولية تسيير الفريق، و بالتالي أرى أن الاحتمالين الأقرب إلى التحقق هي رفض استقالة المكتب الحالي و تزكيته (من الجهات الوصية) لمواصلة عمله أو تشكيلة لجنة مؤقتة بوجوه جديدة تدبر أمور الفريق إلى حين انتهاء الموسم الرياضي الحالي. وفي وجهة نظر مغايرة تماما، أكد الإطار الوطني والمدير التقني السابق بإتحاد طنجة حسن اجنوي، أن هذه الإستقالة مجرد لعبة يتم من خلالها استعطاف السلطات والضغط عليها من أجل منح دعم مالي أكثر، وهو الأمر الذي يتوجب معه رفضها من الناحية التقنية، لأنه من المفترض أن يكون للمكتب مشروع واضح يصارع من أجل تنزيله على أرض الواقع، لا أن يتحجج بالسب والشتم من أجل مغادرة سفينة النادي بعد عدم تحقق مبتغاهم. وأضاف أجنوي، الذي سبق له التدرج في مختلف المناصب بإتحاد طنجة سواء كلاعب أو كمدير تقني ومدرب، أن السب والضغط والتهديد كلها أمور مرتبطة بكرة القدم على الصعيد العالمي وليس في المغرب فقط، لذا لا يمكن اعتمادها كذريعة للإنسحاب وبالتالي فتح باب التأويلات والتشكيك في النوايا.