سي إن إن لارا برانت (ترجمة محمد سعيد أرباط): المقاهي هي الاماكن الاجتماعية حيث يلتقي المغاربة لتبادل الحديث، على الاقل بالنسبة للرجال. يجتمعون لاحتساء كؤوس الشاي بالنعناع ومراقبة الاخرين وهم يمشون لقضاء حوائجهم في طنجة. وهذه المدينة الشمالية طنجة، تملك تاريخا هاما بخصوص الادباء البوهيميين والتعاملات غير المشروعة التي انتشرت وانتعشت في الفترة التي كانت فيها طنجة منطقة دولية، وذلك من سنة 1923 إلى سنة 1956 من القرن الماضي. في سنوات الفترة الدولية، والعقود التالية لهذه الفترة، كان يُشاهد كثيرا العديد من الكتاب والنجوم العالميون في مختلف المجالات والعديد من الاشخاص غرباء الاطوار، يجلسون على كراسي مقاهي هذه المدينة التي يفوق عدد المقاهي فيها 800 مقهى. ومن هذه المقاهي الكثيرة، يوجد اثنان هما الاكثر شهرة، أولهما مقهى "الحافة"، الذي يطل بمنظر عريض على مضيق جبل طارق، وكان أحد الاماكن المفضلة لأشهر مغترب عاش بالمدينة وهو مركب الموسيقى والكاتب الامريكي، بول بولز. والمقهى الثاني الذي يدخل في قائمة المقاهي الشهيرة في طنجة التي تستقطب السياح، مقهى "بابا"، الذي يوجد في موقع ظريف بمنطقة القصبة، وفي جو مليء بدخان السجائر و"السبسي" ترى صورة لعازف القيثار العالمي، الانجليزي "كيت ريتشارد" وهو يدخن "السبسي"، تزين حائط المقهى الذي يبدو في حالة متهالكة.