منذ يومين دار حوار بيني وبين الأستاذ مراد غجي بطل المغرب في رياضة الكاراطي ، كانت فرصة للقاء معه منذ سنوات عديدة ،و لتهنئته بمناسبة فوزه ببطولة المغرب في رياضة الكاراطي، كانت فرصة أيضا للحديث عن واقع الرياضة بمنطقة تنغير وآفاقها خاصة في رياضات فنون الحرب التي ارتفع عدد ممارسيها بشكل مهم في المنطقة في السنوات الأخيرة، وهناك إمكانية ارتفاعها إذا كان التفكير الجدي من طرف مندوبية وزارة الشباب والرياضة في الدعم المادي والمعنوي. (...)أثناء تجاذبنا لأطراف الحديث حدثني عن قصة غريبة عجيبة بقيت على أثر وقعها مندهشا...، كانت قصة الملتقى العالمي والدولي الأول لرياضة الكارطي الذي كان من المقرر تنظيمه بمدينة تنغير بحضور دول وفرق وازنة ومشهورة ومعروفة على الصعيد الدولي والعالمي تحضر إلى مدينة تنغير ، قال عنه البطل مراد غجي – بأنه لو نظم في تنغير فسوف يكون له أثر كبير وبالغ وإيجابي وصيت عالمي للمنطقة خاصة من الناحية السياحية والاقتصادية... . (...)كان الإعداد يجري على قدم وساق من طرف البطل مراد ومجموعة من أصدقائه أبطال آخرين في هذه الرياضة ينضوون تحت لواء جمعيات رياضية للكارطي بتنغير من أجل أن تجري المنافسات، ويمر التنظيم في أروع وأحسن الظروف، وكان التفكير والهم الشاغل لهم في كيفية الإخراج النهائي و الإستقبال الحار والبرمجة الحافلة والمتنوعة والتسويق الجيد، وفي توفير جميع الظروف والإمكانات اللازمة والضرورية لنجاح هذا الحدث الرياضي الكبير الأول من نوعه في المنطقة وربما في المغرب . لم تمل على مراد وجمعيته وأصدقائه شروط تعجيزية في التنظيم ، بتوفير قاعات مجهزة لوجيستكية عالية المستوى ، بل تم اقتراح إحدى ساحات مدخل تنغير لإجراء المنافسات في الهواء الطلق. (...)تعجبت من قوة تحمسه وتفاعل مع للفكرة، ومن قوة إرداته ومضاء عزيمته، ومن غيرته وحرصه الشديد على النجاح للمنطقة ؛ كما تأسفت في الآن ذاته للأبواب الموصدة في وجهه ، تحسرت على الوعود التي وعد بها من طرف عامل الإقليم السابق قبل مغادرته بشهرين الذي لو يمتلك درة تفكير ما كان عليه أن يترك إنجازا كهذا ينفلت من بين يديه يشكر عليه، أو لعله يبيض به صفحاته السوداء التي تركها وراءه في المنطقة . (...) اتصل بطلنا مراد بالعديد من المسؤولين، لكن سياسة الأذان الصماء المعهودة والتسويفات المؤجلة، وطابورات الانتظار الطويلة ، كانت في انتظاره واستقباله حيثما يتوجه من مؤسسة وإدارة مسؤولة إلى أخرى بلا مجيب وبلا رد مقنع . (...)كانت علامات المرارة والحسرة، ونبرات التأفف والتأسف بادية على محياه الرياضي الجميل ، متأسفا على ضياع فرصة ثمينة لا تعوض لمنطقة تنغير وللمغرب، لما من شأنه أن يعود عليها بالنفع العميم والمداخيل المهمة التي يمكن تدرها على خزينة البلدية، والسمعة العالمية، والصيت الرياضي الوطني، والشهرة السياحية، وهلم جرا من النتائج الاقتصادية والاجتماعية الإيجابية على ساكنة وشباب المنطقة. حز في نفسي أن يمر الموضوع هكذا مرور الكرام دون أخذ قلمي وأخط أسطرا متواضعة عن هذا الموضوع ربما أزيل عنه شيئا من اللثام وأمسح عنه غبار الرفوف وطي النسيان وأثر الزمن ولامبالة المسؤولين. لست أدري كيف رقت جفون المسؤولين في المنطقة أمام إفلات فرصة هذا الحدث الرياضي الدولي الكبير . - لماذا يراد لمنطقة تنغير أن تعيش في الإقصاء والتهميش الرياضي رغم أنها تحصد نتائج طيبة في منافسات وطنية وتطمح لتمثيل البلاد على الصعيد الدولي والعالمي؟ - من المسؤول عن إجهاض حلم إقامة الملتقى العالمي والدولي لرياضة الكاراطي بتنغير ؟ - لماذا تماطل عامل الإقليم السابق عن تنفيذ وعده لجمعية مراد وأصدقائه ؟ - هل تتلقى رياضات فنون الحرب دعما ماديا ومعنويا من طرف المسؤولين بالمنطقة ؟ - لماذا يراد للشباب التنغيري أن يستوطن أوكار الفساد بكل أنواعه، في حين تجهض كل أحلامهم الرياضة ومواهب ومهارتهم ؟ - أين دور مندوبية وزارة الرياضة بتنغير ؟ - هل يمكن تدارك هذه الفرصة الضائعة وتعويضها بفرص أخرى ؟ - لماذا فشل التدبير الرياضي بالمنطقة ما هي الأسباب الحقيقية وراء ذلك ؟ - لماذا يستمر مسلسل التمهيش والإقصاء حتى على المستوى الرياضي خاصة بالنسبة للرياضات التي تحصد نتائج مشرفة ؟ - لماذا لا تتوفر تنغير على بنية تحتية رياضية مهمة منذ الإستقلال ؟ - أما آن الأوان لسياسة "اللائحة السوداء " أن تنتهي ؟ - أسئلة نترك الإجابة عليها لمن يهمه الأمر . بقلم حسن أعبدي .