بدون مجاملة أو رياء أو مواربة، كان العديد من الناس ومن بينهم العبد الضعيف، يعتبرون الفقيه المصطفى بنحمزة، رئيس المجلس العلمي لوجدة، من صفوة علماء الدين المتنورين المتمسكين بمنهج الاعتدال، إلى أن سقط في كبوة كبيرة، الله وحده يعلم "أسباب نزولها" والغايات منها في ظرفية يتعرض فيه مكون هوياتي مغربي أصيل ورئيسي لضربات تتراوح بين الجهر بالعدوانية والضرب تحت الحزام. لقد فوجئ المغاربة، وليس فقط الناطقون منهم باللغة الأمازيغية لأن الشعب المغربي كله أمازيغي، بالتصريحات النشاز التي صب من خلالها الفقيه العلامة جام الحقد والسباب على الأمازيغية وعلى حاملي مشعل الدفاع عن إنصافها ورد الاعتبار إليها كلغة رسمية مدسترة. وفي هذا الباب لن نعيد "اجترار" القاموس الرخيص والتافه التي استعمله العالم الجليل، ولكن سنحاول أن "نفقهه" في الدين والأخلاق، لأنه من الذين تنطبق عليهم الآية الكريمة " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا"، سيما وأن الآية نزلت في شأن "الروح"، ومجازا تعتبر الأمازيغية روح المجتمع المغربي، التي عاش المغاربة بأنفاسها على امتداد العصور. لو علم فقيهنا الجليل أن الأمازيغية غنية بالأشعار والأذكار"امديازن و إمداحن" التي تمجد الدين الإسلامي الحنيف وسيرة الرسول الأمين الذي بعث إلى العالمين كافة وليس فقط إلى العرب، لانتابه الخجل من نفسه. ولو نظر الفقيه الجليل إلى المرآة قليلا، لاكتشف ( لأنه غريب عن تاريخ وتربة المغرب) أن أعلاما أمازيغ من قبيل العلامة المرحوم المختار السوسي وأجيال مدارس حفظ القرآن في "ايليغ" و"أيت وافقا" بسوس العالمة، هم من أتقنوا لغة الضاد أكثر من المتشدقين بها وصانوا دين العالمين من شوائب بدع المشرق. خسارة أن يسقط الأستاذ بنحمزة في استفزاز شعب بأكمله. ولأننا كأمازيغ مجبولون على قيم التسامح وسمو الأخلاق لن نجادل منبع القول السيئ، بل نرجو له الهداية والشفاء من "عدم الزيادة في العلم".