أشرف الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، اليوم الاثنين على مستوى المستشفى العسكري محمد الخامس بالرباط، على تدشين مركز علم الفيروسات والأمراض التعفنية والاستوائية، البنية المرجعية ذات البعدين الوطني والدولي. ويعكس هذا المركز الذي رصدت له استثمارات بقيمة 210 مليون درهم، والمنجز تنفيذا للتعليمات الملكية التي يخص بها الملك أفراد القوات المسلحة الملكية ورؤية جلالته المستنيرة الرامية إلى تحسين أداء المنظومة الوطنية للصحة، خدمة لتطوير البحث العلمي والتعاون جنوب- جنوب والتصدي للتهديدات المرتبطة بالإرهاب البيولوجي. ويروم مركز علم الفيروسات والأمراض التعفنية والاستوائية، المزود بتجهيزات متطورة، تشخيص ومعالجة الأمراض التعفنية الفيروسية والبكتيرية والطفيلية والفطرية، والتكفل بالأمراض عالية درجة العدوى التي تتطلب العزل، لاسيما الأمراض الاستوائية وأمراض السفر. وسيتيح المركز الذي يأتي لتعزيز الشبكة الدولية لمراقبة الأمراض الناشئة والظاهرة من جديد، التكوين المستمر والبحث في علم الأمراض التعفنية، وتطوير تقنيات مبتكرة في تشخيص الفيروسات الناشئة، كما سيعمل على تأمين أنشطة الصحة العمومية واليقظة الطبية داخل مصلحة الصحة التابعة للقوات المسلحة الملكية. ويدخل المركز الجديد ضمن استراتيجية محاربة الأمراض الناشئة والظاهرة من جديد شديدة العدوى والمهددة، ويستجيب لحاجيات تكفل متنوعة بالامراض التعفنية سواء بالمغرب أو في بعض البلدان الإفريقية. ولهذه الغاية، يتوفر المركز الجديد على مستشفى نهاري يمكن من التكفل التشخيصي والعلاجي بأمراض داء فقدان المناعة المكتسبة/ السيدا والأمراض المنقولة جنسيا والتهاب الكبد الفيروسي، وتدبير ومراقبة الأنماط العلاجية المبرمجة أو المحددة في إطار مستعجل، فضلا عن فحوصات طب السفر (العسكريون المتوجهون للمشاركة في عمليات خارجية، المسافرون، الحجاج المدنيون والعسكريون). كما يشتمل مركز علم الفيروسات والأمراض التعفنية والاستوائية على وحدتين للعزل من المستوى الثالث (الأنفلونزا الوبائية، الحمى النزفية الفيروسية، أمراض ضعاف المناعة)، والمستوى الثاني (الأمراض المتنقلة بواسطة حامل، أمراض الجهاز الهضمي، الأمراض المرتبطة بالعلاجات، الأمراض الجماعية)، والتي تحتوي على تجهيزات بيوطبية وتقنية ووسائل للوقاية تستجيب للمعايير الدولية. كما تشتمل هذه البنية الجديدة للعلاج والبحث، والمشيدة على قطعة أرضية مساحتها 5575 متر مربع، على مختبر لعلم الفيروسات يعمل على مراقبة الأمراض الخطيرة على الإنسان والبيئة، وتطوير تقنيات واختبارات جديدة بغرض التصدي للفيروسات الناشئة أو المتغيرات الجديدة، واليقظة الوبائية، والأنشطة المتعلقة بالأمن البيولوجي. وحرصا على حماية والحفاظ على البيئة والصحة العمومية، يتوفر مركز علم الفيروسات والأمراض التعفنية والاستوائية، على مصلحة للتعقيم والنظافة وإزالة التلوث، ومحطة لمعالجة النفايات السائلة.