تشهد منظومة التكوين المهني نقلة نوعية بفضل انكباب وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي على تنفيذ محاور خارطة الطريق الجديدة لتطوير التكوين المهني، والتي تم إعدادها تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله من أجل النهوض بالتكوين المهني، وجعله في صلب النموذج التنموي ، والحرص على ملاءمة مخرجاته مع الحاجيات الحقيقية لسوق الشغل، عبر توسيع وتنويع العرض التكويني نوعيا وكميا من أجل الاستجابة للطلب الاقتصادي والاجتماعي المتزايد على التكوين المهني. وهي دينامية،من بين رهاناتها الأساسية تأهيل الاقتصاد الوطني والرفع من تنافسية المقاولة، وتنمية القطاعات ذات القيمة المضافة العالية على مستوى إحداث فرص الشغل ، عبر الإشراك الفعلي للمهنيين في مختلف مراحل مسلسل التكوين المهني وتكريس الشراكة بين القطاعين العام والخاص كخيار واعد. فبعد التجربة الناجحة التي راكمها قطاع التكوين المهني في مجموع المؤسسات المنجزة في إطار التدبير المفوض والشراكة مع المهنيين، تواصل وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي سياسة تطوير المعاهد المتخصصة، وتفويض تدبيرها إلى مهنيي القطاعات المعنية بهدف تقريب التكوين من حاجيات مقاولات هذه القطاعات من الكفاءات والرفع من تنافسية الاقتصاد الوطني وتحسين قابلية تشغيل الشباب. وفي هذا الصدد، يندرج إحداث معهد التكوين في مهن النقل والخدمات اللوجستية بالنواصر، الذي أعطى السيد سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي- الناطق الرسمي باسم الحكومة- الانطلاقة الرسمية للشروع في أشغال بنائه يوم الجمعة 05 فبراير 2021. وإن ما يعكس أهمية هذا المشروع، لهو الحضور الوازن والمتنوع للعديد من المسؤولين، إذ تميز حفل إعطاء الانطلاقة بمشاركة القنصل العام للولايات المتحدةالأمريكيةبالدارالبيضاء، ووالي جهة الدارالبيضاء-سطات، عامل عمالة الدارالبيضاء، ورئيس جهة الدارالبيضاءسطات ورئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب والكاتب العام لقطاع التكوين المهني، وعامل إقليم النواصر والمدير المقيم لهيئة تحدي الألفية بالمغرب، والمديرة العامة لوكالة حساب تحدي الألفية-المغرب، والمدير العام للوكالة المغربية لتنمية الأنشطة اللوجيستيكية، ورئيس جامعة النقل واللوجستيك... ويتم إحداث هذا المعهد في إطار برنامج التعاون "الميثاق الثاني"، الموقع بين حكومة المملكة المغربية وحكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية، ممثلة بهيئة تحدي الألفية، وسيعهد بتدبيره لجامعة النقل واللوجستيك المنضوية تحت لواء الاتحاد العام لمقاولات المغرب، في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص. سيحدث هذا المعهد بتكلفة إجمالية تناهز 82,7 مليون درهم، منها مساهمة قدرها 57,1 مليون درهم من طرف صندوق "شراكة". ليساهم في توسيع العرض التكويني بتوفير 860 مقعدا بيداغوجيا سنويًا، 320 منها في التكوين المهني الأساسي في شعب تهم على الخصوص تدبير المستودعات، واستغلال النقل واللوجستيك، واللوجستيك الصناعي، وتدبير الإنتاج. و540 مقعدا في التكوين التأهيلي. حيث سيمكن هذا المعهد من تعزيز مهارات المتدربين في مهن صيانة المركبات ذات المحركات (شعبة النقل البري)، وقيادة العمليات اللوجستيكية، والسياقة.