حسم المجلس الإداري للمكتب الوطني المغربي للسياحة في سيناريو المرحلة المقبلة في عمل المكتب، إذ تم اعتماد مقاربة القطيعة التي سيخصص لها غلاف مالي بقيمة 805 مليون درهم لمعدل نمو منتظر في عدد الوافدين يقارب 3 في المائة، بدل مقاربة الاستمرارية التي لا يتجاوز غلافها المالي 600 مليون درهم. وقال لحسن حداد، وزير السياحة “قررنا الرفع من المجهود الاستثماري إلى 805 مليون درهم وعيننا على سياح تركيا والهند” فيما اعتبر أن تأثير الظرفية الدولية على السياحة الوطنية تسبب سنة 2015 في تراجع عدد السياح الوافدين على المغرب بنحو 0.9 في المائة بالمقارنة مع العام الما ضي، وأوضح الوزير ” لقد انعكست تداعيات الظرفية الدولية على السياحة الوطنية، حيث سجل تراجع نسبي في عدد السياح الأجانب الوافدين على المغرب، غير أن السياحة الوطنية أبدت مع ذلك نوعا من المناعة والمقاومة، وهو ما سمح بالتخفيف من تلك التداعيات”. وتوقع “حداد” أن يعود الانتعاش إلى سوق السياحة الوطنية مع مطلع العام القادم ، وقال الوزير “إننا سنتخذ مجموعة من الإجراءات الهادفة إلى إعادة الانتعاش إلى السياحة الوطنية، وعلى رأسها الرفع من ميزانية المكتب الوطني للسياحة و الرفع من الاهتمام بالأسواق الألمانية والإنجليزية والروسية وكذل كذا التركيز على السياحة الداخلية”. من جهته عبر بلاغ للمكتب الوطني المغربي للسياحة عن دفاعه رغم " سياق يتسم بارتباك كبير على مستوى الأسواق بسبب الأحداث العديدة التي عرفتها الأسواق المصدرة، وخصوصا فرنسا وبلجيكا، عن انجازاته لسنة 2015 والتي سجلت استقرارا في عدد الوافدين الاجانب بلغ ناقص 0.2 بالمائة”. وتدارس المجلس الذي جمع بين وزير السياحة ومدير المكتب الوطني للسياحة، أهم التوجهات الاستراتيجية وخطط العمل التكتيكية التي يجب تنفيذها خلال سنة 2016 من أجل الحفاظ من جهة على تموقع الوجهة المغربية، ومن جهة أخرى العمل على استعادة بؤر استراتيجية للنمو مثل روسيا وبولندا والدول الاسكندنافية. كما سيتم إيلاء اهتمام خاص للأسواق الألمانية والبريطانية والتي عرفت نموا جيدا سنة 2015 بالنسبة للوجهة المغربية بمعدل بلغ 8 بالمائة و 6 بالمائة على التوالي. هذا وكان وزير السياحة لحسن حداد،قد ترأس في وقت سابق اجتماع عمل خصص للنظر في التدابير التكتيكية على المدى القصير لتعزيز وجهة المغرب لدى السوق الروسية. و خصص الإجتماع الذي حضره كل من رئيس الكنفيديرالية الوطنية للسياحة، والمدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة والمدير العام للمكتب الوطني للمطارات وممثل المدير العام لشركة الخطوط الملكية المغربية ورئيس المجلس الإقليمي للسياحة بمراكش ورئيس الفيديرالية الوطنية للصناعة الفندقية. ومن بين التدابير المقترحة، تم الاتفاق على دراسة الجدوى وإطار الشراكة فيما يخص إقامة رحلات جوية مباشرة من موسكو إلى أكادير، مرورا بمراكش. وقد أكد مكتب المطارات أيضا التزامه بدعم جهود قطاع السياحة، ولا سيما من خلال التحفيزات التي تمنح لشركات الطيران على مستوى المطارات السياحية المغربية.