أعلنت الأمم المتّحدة امس الأربعاء ،أنّ مبعوثها إلى الصحراء الرئيس الألماني الأسبق هورست كوهلر 76 عاماً استقال من منصبه “لدواع صحّية”. وقالت المنظمة الدولية في بيان لها إنّ “الأمين العام أنطونيو غوتيريش يأسف بشدّة لهذه الاستقالة لكنّه قال إنّه يتفهّمها تماماً وقد أعرب عن أطيب أمنياته للمبعوث” الأممي الذي تسلّم مهامه في يونيو من سنة 2017. ولم توضح الأممالمتحدة طبيعة المشاكل الصحية التي دفعت بالرئيس الألماني الأسبق إلى ترك منصبه وتقديم الإستقالة. ومنذ عيّن” كوهلر ” مبعوثاً إلى الصحراء سعى المبعوث الاممي بكل جهوده إلى إحياء المساعي الرامية لإيجاد حلّ نهائي لهذا النزاع المعمر و المعقد. وبعد ستّ سنوات من انقطاع الحوار، نجح “كوهلر” في جمع الأطراف المعنية ، و إعادتها إلى طاولة الحوار، ولا سيما حين عقد في سويسرا اجتماعين، في ديسمبر 2018 و مارس الماضي ، شارك فيهما اطراف النزاع الاربعة ، كل من المغرب وجبهة البوليساريو والجزائر وموريتانيا. وفي نهاية الاجتماع الثاني قال” كوهر” إن المواقف لا تزال “متباينة بشكل جوهري” ، وكان مقرّراً عقد اجتماع ثالث في الأشهر القليلة المقبلة، لكنّ موعده لم يحدّد بعد. وفي بيانها الصادر الأربعاء 22 ماي ، أعلنت الأمم المتّحدة بأنّ أمينها العام ، الذي شكر المبعوث المستقيل على عمله، “شكر أيضاً الطرفين المغرب و جبهة البوليساريو ، والدول المجاورة الجزائر وموريتانيا ، على انخراطهم مع “كوهلر” في العملية السياسية” الرامية إلى إيجاد مخرج لنزاع الصحراء. وتأتي استقالة المبعوث الأممي “كوهلر ” المفاجئة، بينما كانت المساعي جارية لعقد جولة ثالثة بين الأطراف المعنية بملف قضية الصحراء ، وتعود آخر جولة بينها إلى شهر مارس الماضي. المانيا علقت على استقالة كوهلر، في بيان اصدره وزير الخارجية الالماني هايكو ماس صباح اليوم الخميس 23 ماي ، أعرب فيه عن خالص شكره الشخصي وشكر ألمانيا، وعميق الاحترام لهورست كولر، ولما أسماه “التزامه الدؤوب”. وأضاف البيان أن كولر وبعد أكثر من عقد من الجمود، تمكن من تحقيق كل شيء، حيث جمع الأطراف حول طاولة واحدة، مشيرا إلى أنه قد وضع الأسس للتفاوض، لاستئناف العملية التي يمكن أن تؤدي إلى إيجاد حل واقعي وعملي ودائم في إطار الأممالمتحدة. وختم البيان بالتأكيد على أن ألمانيا سوف تستمر في دعم هذه الجهود لإيجاد حل سياسي لهذا النزاع، وسوف تمارس دورها من خلال عضويتها بمجلس الأمن على تحقيق هذا المبتغى.