في مثل هذا اليوم 29 أكتوبر و قبل 53 سنة، اختطف المهدي بن بركة في قلب العاصمة الفرنسية باريس، أمام مقهى-مطعم "ليب" الموجود بالشارع الراقي "سان جيرمان"'. أزيد من نصف قرن مرّ دون أن تكشف كل الحقائق عن هوية من نظم عملية اختطاف المهدي بن بركة في باريس يوم 29 أكتوبر 1965. روايات عديدة أشارت بأصابع الاتهام إلى المخابرات المغربية أو الفرنسية أو الأمريكية أو الإسرائيلية، أو كلها مجتمعة، غير أن التحقيق القضائي الذي فتحته فرنسا في القضية لم ينته لحد الآن، بينما لم يُفتح تحقيق رسمي مغربي في الواقعة. الكثير من زملاء الراحل داخل الحزب وخارجه، باتوا يخلدون كل عام ذكرى اختطاف بن بركة مميزة عن غيرها، فيما تميزت ذكراه الخمسين سنة 2015 برسالة وجهها الملك محمد السادس إلى الإتحاديين اعتبر فيها أن بنبركة كان رجل سلم قريب من العائلة الملكية. و مؤخراً بعد اعتراف مفاجئ للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بمسؤولية بلاده عن مقتل واختفاء موريس أودان، أستاذ الرياضيات والمناضل الشيوعي الذي عذبه الجيش الفرنسي، عام 1957، خلال حرب الجزائر ، طالبت عائلة المعارض اليساري المغربي الراحل المهدي بن بركة، الذي اختفى في باريس عام 1965، للمطالبة برفع "سرية الدفاع" عن الوثائق المتعلقة بقضيته. نجل بنبركة "البشير" قال في لقاء مع إذاعة فرنسا الدولية (RFI)، أن الرئيس الفرنسي مطالب برفع السرية عن الوثائق المتعلقة بقضية اختفاء والده في فرنسا يوم 29 أكتوبر 1965 و أضاف أن الدولة الفرنسية لعبت فيها دوراً أساسياً في عملية اختطاف والده بتواطئ جنرالات مغاربة. وقال البشير بن بركة إن: "القرار الأخير الذي اتخذه ماكرون باسم الدولة الفرنسية، يشكل خطوة كبيرة إلى الأمام في هذا العمل المتعلق بالذاكرة والحقيقة، وأن الوقت قد حان لأن تتمكن قضايا أخرى من الاستفادة من هذا الانفتاح، داعياً العدالة الفرنسية إلى تسليط الضوء على مصير والده". واعتبر بن بركة الإبن أن : "المسؤوليات في قضية اختقاء والده، مشتركة بين فرنسا والمغرب فهي المسؤوليات في الأساس مغربية، لكن هناك أيضا تواطؤات فرنسية، لأن الدولة الفرنسية تسيء استعمال مفهوم (سرية الدفاع)، حتى تمنع العدالة الفرنسية من الوصول إلى أرشيفات المخابرات الفرنسية." ولفت بن بركة، إلى أن ماكرون باعتباره سلطة عليا، يمكنه رفع السرية عن جميع الوثائق، بما في ذلك تلك المتعلقة بقضية اغتيال والده المهدي بن بركة.