هل يستخدم رؤساء شركات التواصل الاجتماعي مواقع التواصل مثلما نستخدمها نحن؟ يجيب الكاتب في صحيفة غارديان البريطانية ألن هيرن عن هذا السؤال بالنفي. فمارك زوكربيرغ لا يستخدم فيسبوك مثلما تفعل أنت أو أنا، حيث يملك رئيس الشركة فريقا من 12 شخصا مخصصا لحذف التعليقات والإزعاجات من صفحته، وفقا لموقع بلومبيرغ الإخباري. ولدى زوكربيرغ “حفنة” من الموظفين يساعدونه في كتابة منشوراته وخطبه، وعددا من المصورين المحترفين لالتقاط صور مثالية له “أثناء لقائه قدامى المحاربين في كنتاكي، أو أصحاب الشركات الصغيرة في ميسوري، أو بائعي الجبن في فيلادلفيا”. وتعني الطبيعة المقيدة لفيسبوك أن المستخدمين العاديين لا يستطيعون رؤية المنشورات الخاصة في الجدول الزمني لزوكربيرغ، لكن من الصعب تخيله مثلا داخلا في جدالات بشأن مشاركة قريب عنصري معارض للمهاجرين، وفقا لكاتب المقال. ولا يتعلق الأمر بزوكربيرغ وحده، فجميع كبار المديرين التنفيذيين للشركة لا يملكون حضورا “عاديا” على فيسبوك، ولا يمكنك إضافتهم كأصدقاء، وهم نادرا ما ينشرون للعموم، ويحتفظون بسرية بعض المعلومات التي تقترح المنصة إتاحتها للعموم بشكل افتراضي، مثل عدد الأصدقاء على الشبكة. وإذا أتينا إلى تويتر فالقصة نفسها، فمن بين تسعة من أكبر المديرين التنفيذيين في الشركة، أربعة فقط يغردون أكثر من مرة واحدة يوميا في المعدل. ويذكر الكاتب مثالا على ذلك الرئيس المالي للشركة نِد سيغال الذي يملك حسابا على تويتر منذ أكثر من ست سنوات لكنه لا يغرد إلا مرتين أو أقل شهريا، والمؤسس المشارك جاك دورسي الذي يعد غزير التغريد نسبيا، فقد أرسل نحو 23 ألف تغريدة منذ إطلاق موقع التدوين المصغر، لكن هذا الرقم يظل أقل بكثير من نصف ما يرسله المستخدمون المنخرطون في الفترة الزمنية نفسها. ونادرا ما يرد دورسي على الغرباء، ويتجنب النقاشات أو الجدال على الموقع، ولا يغرد مباشرة على العروض التلفزيونية أو المباريات الرياضية. وفي الواقع، فإنه لا يستخدم تويتر “فعليا” وإنما ينشر مشاركات عليه من وقت لآخر. وهذا النمط ينسحب على كافة القطاع، وفقا لكاتب المقال. ويتساءل الكاتب عما إذا كان رؤساء الشبكات الاجتماعية يفهمون مواقع التواصل التي يملكونها، فالمستخدمون العاديون تواجههم مشاكل مثل العيوب في الموقع وإساءة الاستخدام أو قرارات التصميم السيئة التي لم يكن للمديرين التنفيذيين أن يفهموها دون استخدم الموقع بأنفسهم. ويتساءل هل بإمكانهم بناء خدمة أفضل إذا لم يستخدموا شبكاتهم مثل الناس العاديين؟ ويضيف تساؤلا جديدا هو “ما الذي يعرفونه ولا نعرفه نحن؟ عن شبكات التواصل الاجتماعي”. وينقل الكاتب عن الطبيب النفسي أدام ألتر مؤلف كتاب “لا يُقاوم”، وهو دراسة في إدمان التقنية، قوله إن الحديث عما إذا كانت وسائل التواصل الاجتماعي تجعلك سعيدا أو حزينا على المدى القصير أمر ثانوي، لأن المسألة الأعمق هي أن استخدامك لها قهري أو حتى إدماني. وينصح الكاتب مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بالحد كثيرا من استخدامها، أو إغلاق حساباتهم، ويضيف ساخرا: إن كنت ممن لا يستطيع منع نفسه من استخدامها، فعليك أن تحاول الاقتداء بزوكربيرغ نفسه، وتعين فريقا من 12 شخصا ليقوموا بمتابعة حساباتك في مواقع التواصل نيابة عنك.