يخوض برشلونة متصدر ترتيب الدوري الإسباني أهم اختبار له في الموسم عندما يواجه غريمه التقليدي ريال مدريد على إستاد السانتياغو بيرنابيو معقل النادي الملكي في ال 26 من شهر أكتوبر الجاري في الجولة العاشرة من الليغا ، وهو الاختبار الهام للبارسا والأهم لمدربه الجديد لويس انريكي الذي يطمح لتجاوزه بنجاح من خلال العودة إلى المدينة الكتالونية بالنقاط كاملة مثلما فعل مدب الفريق السابق الارجنتيني تاتا مارتينو الموسم المنصرم. ولتحقيق هذا الأمل الذي يراوده و يراود جمهور النادي يدرك انريكي جيداً انه مطالب بالتنقل إلى مدريد في افضل أحواله الفنية و الذهنية وهو ما جعل فترة التوقف عن المنافسة بسبب يوم " الفيفا " تشكل توتراً لكافة مسؤولو النادي وخاصة لمدرب الفريق والسعي لاستغلالها من أجل تجهيز الفريق للموقعة الكلاسيكية . صحيفة " سبورت " القريبة من البيت الكتالوني اعدت تقريراً تناولت فيه الأحداث الخمسة التي تشغل بال أنريكي و التي يعمل عليها مساعديه من الجهاز الفني لإزالة أي عائق قد يساهم في تقليص فرص زملاء ليونيل ميسي في تحقيق نتيجة إيجابية في الكلاسيكو في ظل صفاء الأجواء التي تخيم حالياً على النيو كامب بعد النتائج الجيدة التي سجلها الفريق. 1- العقبة الأوروبية : يطمح انريكي إلى تحقيق فوز مقرون بالأداء والنتيجة ضد آياكس أمستردام في الجولة الثالثة من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا و لكن دون إهدار المخزون البدني و الذهني للاعبين لأن المباراة تأتي قبل أيام قليلة عن موعد الكلاسيكو في حين ان منافسه ريال مدريد تنتظره مباراة صعبة على ملعب الانفيلد رود ضد ليفربول الإنكليزي المطالب بالفوز من أجل الحفاظ على آماله في التأهل. و الحقيقة أن رغبة انريكي في الفوز على آياكس تمليها ضرورة تجاوز خسارة باريس سان جيرمان نهائياً و تعزيز فرصه في التأهل إلى الدور القادم ، وأيضا خوض الكلاسيكو بدون منغصات ، لذلك فهو يرغب ان تكون مواجهة الهولنديين بروفة ناجحة للكلاسيكو الإسباني . 2- فيروس " الفيفا " : يمثل يوم الفيفا الذي يخصصه الاتحاد الدولي للمنتخبات لخوض المباريات الرسمية و الودية صداعاً خطيراً في رؤوس مدربي جل الأندية التي تمتلك في تشكيلاتها عدد هاماً من اللاعبين الدوليين ، و من بينها برشلونة الذي يضم في صفوفه حالياً 15 لاعباً دولياً سواء من الإسبان أو الأجانب ، والذين سيكونون معنيين بيوم " الفيفا " الذي يمتد لعشرة أيام تخوض خلاله المنتخبات الأوروبية تصفيات أوروبا 2016 بينما تخوض منتخبات أمريكا الجنوبية مواجهات ودية. و بالنسبة للبارسا ومدربه انريكي فأن ما يزيد من حدة الصداع أن جل لاعبيه الدوليين يعتبرون قوام منتخباتهم الوطنية و مشاركتهم أكيدة و على رأسهم الثنائي البرازيلي نيمار دا سيلفا و الأرجنتيني ليونيل ميسي اللذان سيلتقيان وجها لوجه ومعهما الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو في العاصمة الصينية بيكين في ودية بين التانغو السامبا السبت المقبل ، لذلك يخشى عليهما انريكي من الإرهاق- فضلا عن الإصابة - بسبب طول مدة السفر ، كما يخشى على دولييه الآخرين من الإصابات لكونهم يخوضون مواجهات رسمية صعبة ، حيث يأمل انريكي ان يستعيد لاعبيه الدوليين وهم في أفضل حالاتهم البدنية حتى لا تختلط عليه الحسابات التكتيكية بما انه يراهن عليهم في الكلاسيكو ، كما ان انريكي لا يريد ان يواجه نظيره الإيطالي كارلو انشيلوتي بأوراق مكشوفة فهو يسعى أن يكون تعداده البشري خال من الإصابات و الإيقاف لخلط أوراق و حسابات انشيلوتي. 3- الحفاظ على فارق النقاط الحالي: يتطلع انريكي إلى خوض الكلاسيكو بإريحية من خلال الحفاظ على فارق الأربعة نقاط الذي يفصل حالياً البارسا عن الميرينغي ، أو دعمه في حال تعثر النادي الملكي ، و من أجل تحقيق ذلك يجب على أشبال اللوتشو تسجيل انتصارهم السابع في الجولة التاسعة من الدوري الإسباني ضد فريق ايبار على النيو كامب على أمل تعثر ريال مدريد خارج ملعب ضد ليفانتي و ذلك قبل أسبوع عن المواجهة التقليدية بينهما . والحقيقة أن انريكي يدرك جيداً ان فريقه بإمكانه أن يكسب معركة الكلاسيكو مثلما قد يتعثر ، وأن كان الاحتمال الأول سيؤدي إلى إبعاد الريال عن دائرة المنافسة على اللقب فأن الاحتمال الثاني لا يريده انريكي بأن يؤدي إلى سكر لإيقا البلوغرانا بل مجرد سحابة صيف عابرة. 4- عودة لويس سواريز : يتزامن موعد الكلاسيكو مع إنتهاء عقوبة إيقاف المهاجم الأوروغواني لويس سواريز و تدشين عودته بمواجهة ريال مدريد ، حيث يريده انريكي سلاحاً فتاكاً لاكتساح دفاع الفريق الملكي ، لذلك يعمل جاهداً لتجهيزه بدنياً و نفسياً للمباراة ، وحتى إقامة المباراة فسيكون سواريز قد لعب أربع مباريات ودية اثنتين مع الفريق الثاني للبارسا و اثنتين مع منتخب بلاده. والحقيقة ان انريكي يريد أن يجعل من عودة سواريز إلى المنافسة حدثاً إيجابياً يصب في مصلحة اللاعب و في صالح الفريق و لايستبعد ان يقحمه في التشكيل الأساسي منذ البداية رغم غيابه عن أجواء المنافسات الرسمية منذ يونيو المنصرم. 5- تحصين الدفاع و تقوية الهجوم : يمتلك البارسا في الوقت الحالي أفضل خط دفاع في الدوري بعدما حافظ الحارس كلاوديو برافو على نظافة شباكه مقابل تسجيل خط هجومه ل 19 هدفاً ، بينما يمتلك غريمه الريال اقوى هجوم بقيادة البرتغالي كريستيانو رونالدو ب 25 هدفاً سجلها منها الدون 13 هدفاً ، غير ان دفاعه تلقى تسعة أهداف. و تصب هذه الارقام في مصلحة البلوغرانا ، ذلك ان الريال تلقى 9 أهداف أمام منافسين متواضعين فكيف سيكون حاله عندما يواجه البارسا بثلاثي هجومي كاسح يتكون من نيمار و ميسي و سواريز ، لكن على انريكي تحصين دفاعه أمام كاسح الالغام رونالدو لأن الخطوط الهجومية التي قابلها برافو حتى الآن ليست على نفس الخطورة ، لذلك هو مطالب بإيجاد علاج للكرات الثابتة التي تسببت في خسارة الفريق في باريس و رفع درجة التناغم بين عناصر الدفاع الأربعة فضلاً عن تجهيز الظهيرين للقيام بواجباتهما الدفاعية قبل دعم الهجوم.