عبر تاريخ بطولات كأس العالم لم يستطع سوى مدرب واحد فقط الفوز باللقب مرتين، وهو الايطالي فيكتور بوتسو، الذي قاد بلاده للتتويج ببطولتيّ 1934 و 1938، ومن وقتها عجز أي مدرب عن تحقيق هذا الانجاز والذي بات أشبه بالإعجاز! ولكن في مونديال البرازيل 2014 هناك مدربين إثنين لديهما فرصة ذهبية لمعادلة رقم بوتسو التاريخي، أحدهما يمكن أن يحقق انجاز مطابق لما فعله بوتسو بالفوز ببطولتين متتاليتين، وهو الاسباني ديل بوسكي بطل اللقب السابق في 2010، والمدرب الآخر هو البرازيلي سكولاري الذي فاز من قبل مع منتخب بلاده ببطولة 2002.
هل يستطيع سكولاري فعلها .. ويصبح بوتسو الثاني ؟
يخوض سكولاري البطولة مع المنتخب البرازيلي في ولايته الثانية ولديه عاملان مهمان يدعمان حظوظه بالتتويج، حيث تقام البطولة على أرضه وملاعبه وأجواء جوية معتاد عليها، بجانب الجماهير الداعمة بجنون، كما أن سكولاري لديه فريق جيد كأفراد في كل المراكز وأصحاب خبرة ومهارة.
فضلاً على أن فوز السيليساو ببطولة كأس القارات أعطت الفريق دفعة معنوية كان في أمس الحاجة اليها، كل هذه عوامل تدعم سكولاري لأن يحقق انجاز بوتسو.
حظوظ ديل بوسكي في التتويج الثاني ؟
ربما المنتخب الإسباني الوحيد الذي لديه منتخب كامل متميز من اللاعبين الغير مختارين في قائمة ديل بوسكي ! وهذا يدلل على مدى وفرة اللاعبين المميزين في اللاروخا، وهذه أولى مزايا وقوة المنتخب الإسباني وهي وفرة اللاعبين المميزين كأساسيين واحتياطيين وبنفس المستوى.
والميزة الأخرى هي القدرة التنافسية العالية لدى هؤلاء اللاعبين، لذا فهم معتادين على الضغوطات النفسية والجماهيرية والتنافسية أثناء البطولات.
وهناك ميزة أخرى لدى المنتخب الإسباني وهي الانسجام التام بين اللاعبين والمدرب، بسبب اللعب مع بعضهم لمدة تفوق 4 أعوام.
ولكن ديل بوسكي لديه مشكلة قد تؤرق وتعوق من احتمالات تتويجه باللقب وهي ارهاق اللاعبين الكبار في السن وارتفاع معدل اعمار المنتخب مما قد يجعل اللياقة البدنية خاصة في طقس البرازيل الحار والرطب تؤثر على المردود الفني للفريق، فهل يكون ديل بوسكي هو استنساخ فيكتور بوتسو 2014 ؟
من هو فيكتور بوتسو صاحب هذا الرقم الذي استحال على كل مدربين العالم طوال 16 بطولة سابقة؟
ولد بوتسو في 2 مارس 1886 بتورينو، وكان لاعب بفريق جراسهوبرز، ثم فريق تورينو.
بعدها درب المنتخب الإيطالي عام 1912 وخاض معه بطولة دورة الألعاب الأوليمبية 1912 استوكهولم وخسر من فنلندا في أول لقاء بنتيجة (3-2) واستقال.
وقام بعدها بتدريب فريق تورينو من 1912 حتى 1921، ثم عاد لتدريب الاتزوري عام 1924 وخاض معه دورة الألعاب الأوليمبية وقتها في باريس وهذه المرة وصل الى دور ربع النهائي لكنه خسر أمام سويسرا (2-1) ليستقيل بعدها، وتولى تدريب فريق ميلان للفترة من 1924 - 1926.
وفي عام 1929 عاد من جديد لتدريب الاتزوري ولم يشارك منتخب بلاده في بطولة كأس العالم الأولى بأوروجواي 1930، لكن تقرر أن تنظم ايطاليا البطولة عام 1934 واستطاع تحقيق اللقب لأول مرة من أول مشاركة، وحقق المنتخب الايطالي معه الميدالية الذهبية في أولمبياد برلين 1936 ليواصل رحلة معانقة الذهب والتتويج مع الاتزوري.
وفي البطولة الثانية التي أقيمت عام 1938 في فرنسا كانت الاجواء أكثر اثارة سواء من الناحية الرياضية أو السياسية حيث كان العالم على حافة الحرب العالمية الثانية، ولكنه استطاع الفوز على المنتخب المجري العنيد في المباراة النهائية بنتيجة (4-2) بعدما تخطى المنتخب البرازيلي في نصف النهائي بنتيجة (2-1). وصرح بوتسو بعد الفوز باللقب لقد رددنا اليوم على كل المشككين.. ويقصد الأقوال التي سرت بعد التتويج الأول في الاراضي الايطالية والحديث عن ضغوطات من حكومة موسوليني وتجنيس للاعبين من دول أخرى منهم 4 من منتخب الارجنتين الأساسيين.
بعد التتويج الثاني حرمت الحرب العالمية الثانية بوتسو ومنتخبه من تحقيق الانجاز المستحيل بالفوز بالبطولة الثالثة، وقد قيل عن بوتسو بأنه أحد أفضل المدربين الذين برعوا في وضع التكتيكات وتنظيم انتشار اللاعبين في الملعب، واستمر بوتسو مدرباً للمنتخب الايطالي حتى عام 1948، وبعدها عمل كناقد رياضي الى أن وافته المنية في 21 ديسمبر 1968.