يواصل الأطباء المقيمون والداخليون بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء احتجاجاتهم على ما أسموه ب"التجاهل الممنهج" من قبل وزارة الصحة لمطالبهم رغم خوضهم لأطول إضراب قطاعي في تاريخ المغرب تحت الاقتطاع. وحسب ما عاينته "رسالة الأمة"، فقد انخرط أزيد من 3000 طبيب وطبيبة، صباح أمس الخميس، في وقفة احتجاجية احتضنتها ساحة الأممالمتحدة تحت اسم "مسيرة البيضاء"، معلنين عن أنهم "مامفاكينش" حتى تستجيب الوزارة الوصية لمطالبهم المشروعة. وتأتي هذه الخطوة التصعيدية التي كان مقررا خوضها على شكل مسيرة بعدما حددت لها انطلاقة من مستشفى ابن رشد وصولا إلى ساحة الأممالمتحدة، قبل أن تتدخل المصالح الأمنية بالعاصمة الاقتصادية لمنعها لدواعٍ أمنية وهو ما تعامل معه الأطباء بشكل إيجابي وقرروا الذهاب في حلقات إلى أن اجتمعوا في ساحة الأممالمتحدة، (وتأتي) كبداية لسلسلة من الأشكال التصعيدية التي أعلنت عنها، في وقت سابق، التنسيقية الوطنية لهؤلاء الأطباء دفاعا عن مطالبهم المتمثلة في التعويضات عن الحراسة التي لم يتوصلوا بها منذ 2011 رغم مصادقة الحكومة على ذلك، وتحسين ظروف التكوين، بالإضافة إلى الزيادة في الأجور، من أجل صون كرامة الطبيب والمريض وتحسين الأوضاع الكارثية للمستشفيات والتي تنعكس على صحة المريض ومردودية الأطر الطبية، حسب ما أكده زكرياء الجواهري عضو اللجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين في تصريح ل "رسالة الأمة"، مشددا على أنهم متمسكون بمطالبهم ولن تثنيهم تهديدات وزارة الوردي أو الاقتطاع من الراتب الشهري. وأوضح زكرياء، أن غاية الأطباء المضربين من مسيرتهم الاحتجاجية هذه والتي حلت، حسب تعبيره، محل الأرقام والكلمات الجافة الاعتيادية، هو إماطة اللثام عن كل الشبهات ليفهم الناس "حقيقة الوضع" الذي يعيشه الطبيب في ظل غياب شبه الكلي لتجهيزات العمل الضرورية، وفي الوقت نفسه، التعبير عن رفضهم للحالة الكارثية التي أصبحت عليها المستشفيات الجامعية بالمغرب والتي تنعكس سلبا على صحة المواطنين أمام تعنت الوزارة الوصية في تجاهل ممنهج لمطالب الأطباء. وأشار زكرياء إلى أن إضراب الأطباء عن العمل ما زال مفتوحا، باستثناء مصالح المستعجلات والإنعاش، التي يحرصون أن تظل مفتوحة أمام المرضى الذين تستدعي حالاتهم علاجا مستعجلا، إلى أن تضع الحكومة الحل للأزمة، محملا إياها المسؤولية الكاملة فيما أصبحت تعيشه منظومة الصحة اليوم في ظل التسلط والتعنت الذي يواجه بهما الوزير الوردي مطالب الأطباء.