مبادرة لافتة تلك التي أقدمت عليها ثانوية الجاحظ الاعدادية بسلا ، حين أقدمت على منح الفرصة لتلامذتها كي يناقشوا بأنفسهم همومهم ومشاكلهم الدراسية في إطار علمي وتربوي ، لا يخوض غماره عادة إلا المتخصصون والكبار . فلئن كانت المناظرة الوطنية المقبلة حول التعليم التي ستنظم في الدارالبيضاء، أيام 23- 24 – 25 أكتوبر 2014 قد اتخذت موضوعا لها هذه السنة " سوء التوافق الدراسي و برامج المواكبة التربوية " ، إلا أن تلامذة " سلا " كانوا أسبق إلى دراسة هذا المشكل الذي يؤثر على مسارهم الدراسي ، ومسار العديد من تلاميذ المغرب . وهكذا ، قام تلامذة مؤسسة الجاحظ الاعدادية بسلا ، في إطار " يوم التلميذ " الذي اختتمت به مؤسستهم فعالياتها الثقافية لهذه السنة ، وجرى يوم السبت 24 رجب 1435 ه / 24 ماي 2014 م ، وتميز بحضور باحثين من كلية الآداب والعلوم الانسانية أكدال ومؤسسة دار الحديث الحسنية بالرباط ، فضلا عن أطر المؤسسة وآباء وأولياء تلاميذها . بدراسة هذا الموضوع في إطار نشاط تربوي متميز ، تحت شعار :" التلميذ ، وصعوبات التوافق الدراسي .. الواقع ، الحلول ، والآمال " . هذا النشاط الذي تميز بفعاليات علمية تربوية وفنية ، توزعت إلى : - جانب علمي وتجسد في عروض علمية وتربوية متعددة قدمها تلامذة المؤسسة حول الصعوبات التي تعتري المسار الدراسي للتلميذ ، وتؤثر على توافقه وتوفقه في دراسته . وشملت مستويات متعددة : – فعلى المستوى الشخصي ( النفسي والبيولوجي ) للتلميذ وأثره الدراسي : تناولت التلميذة سميرة لفتوحي عرضا ناقشت فيه موضوع " المراهقة السلبية وصعوبة التوافق الدراسي للتلميذ " . - وعلى المستوى الاجتماعي ودوره في التوفق الدراسي للتلميذ : أ – وفي محور الحياة الاجتماعية : تطرقت التلميذة حسناء الطنطاوي في عرض جاد لموضوع " الأسرة ودورها في التوفق الدراسي للتلميذ " ، كما ناقشت التلميذة سعيدة الحبشي في عرض متميز موضوع " الرفقة وأثرها في المسار الدراسي للتلميذ " . ب – أما في محور الظواهر الاجتماعية : فقدمت التلميذة زينب تابث عرضا شيقا حول " المخدرات وأثرها السيء على المسار الدراسي للتلميذ " ، هذا العرض الذي اكتسب قيمة كبيرة، خاصة وأنه تزامن مع قرب اليوم العالمي لمكافحة التدخين ، والذي يحتفي به العالم في 31 مايو من كل السنة . - أما على المستوى التربوي : فحاولت عروض التلاميذ الوقوف على بعض الصعوبات ذات الصبغة التربوية التي تعتري سير التمدرس ، ويكون لها الأثر الواضح في توافق التلميذ الدراسي . فالتلميذة فاطمة الزهراء الشعيبي وقفت في عرضها على محور هام يتعلق ب " علاقات التلميذ بالمؤسسة ودورها في توافقه الدراسي : علاقة التلميذ أستاذ نموذجا " . في حين ناقش عرض التلميذة ندى حيمودي ظاهرة تربوية مؤثرة تتعلق ب " ظاهرة العنف بالمؤسسة التعليمية وأثره على السير الدراسي للتلميذ " . واهتمت خاتمة العروض بتناول أحد أهم النتائج المتولدة عن تعثر التوافق الدراسي للمتمدرس ، وهكذا تطرق التلميذ مروان غبال في عرضه الخاتم لموضوع " الهدر المدرسي سببا ونتيجة لتعثر التوافق الدراسي ، الآثار والحلول " . هذه العروض التي تميزت بالجودة ، رغم حداثة سن العارضين ، واهتمت بتشخيص أهم الظواهر التي تؤثر على مسار المتمدرس في توافقه الدراسي ، مع تتبع عدد من مظاهرها في الواقع المعيش للتلميذ ، وأثرها سلبا وإيجابا على سيرورته الدراسية، دون أن تغفل الوقوف على مختلف الحلول التربوية والواقعية المقترحة لذلك . ومما زكى قيمة هذا النشاط ، ما عرفه من الاستعانة بنتائج الاستمارات الميدانية التي تم تهييئها خصيصا لهذا النشاط ، وتمت تعبئتها من طرف عينة متنوعة من تلاميذ مختلف المستويات بالمؤسسة ، وأسفرت عن نتائج هامة . وكذلك ، تلك الشهادات الحية المسجلة ( بالصوت والصورة ) لتلاميذ المؤسسة حول موضوع " الصعوبات المؤثرة في التوافق الدراسي للتلاميذ " ، مما صب في مصلحة النشاط ، إغناءا لفعالياته ، وتأكيدا لمصداقية نتائجه . جانب فني وتجلى في عروض فنية من أناشيد ومسرحيات متنوعة ، تخللت العروض العلمية المقدمة : وتميزت بجودة مواضيعها التي انخرطت في موضوع النشاط التربوي ، وتكاملت مع العروض التربوية المقدمة ، وخاصة العروض المسرحية من قبيل : " بقايا تلميذ وحطام مدرسة " ، " العلم والجهل " ، " لا للغش " وغيرها . كما أسفرت هذه العروض عن بروز طاقات فينة واعدة ، وخاصة في الجانب المسرحي ، مما يعكس الكفاءات الكبيرة التي يختزنها التلميذ ، والتي لا تحتاج إلا الفرصة للظهور ، والرعاية ضمانا لحسن التوجيه . جانب تنافسي " المسابقات " وتمثل في مسابقات ثقافية غنية ، منها ما بدأ قبلا ، كمسابقات " الابداع الحر " و " القراءة والتلخيص " ، ومنها ما جرت كل فعالياته يوم النشاط ، كمسابقات " الابداع المسرحي " و " المسابقة الثقافية " . واختير لهذه المسابقات أن تتركز حول موضوع النشاط ومضامينه ، تكريسا للوعي لدى التلميذ بأهمية محاور هذا النشاط ، ودورها الأساس في التوفق الدراسي لكل متمدرس . ليختتم النشاط بتوزيع الشواهد والجوائز على الفائزين في مختلف المسابقات، وتهنئة منظمي النشاط وتكريمهم، وخاصة تلاميذ المؤسسة الذين بذلوا الكثير من الجهد والوقت للإعداد له وإنجاحه . وقد خلص النشاط التربوي ، إلى أن أفضل وسيلة للنجاح في معالجة مشاكل التلميذ ، في همومه وصعوباته الدراسية ، هو بإشراكه من طرف المؤسسات التربوية والباحثين ، التربويين وغيرهم من العاملين في الميدان ، في مختلف مراحل تناولها ومعالجتها باعتباره الفاعل الأساس فيها ، وباعتبار نجاحه هو المبتغى الأول من جهودها ، وكذلك حتى نصل للنجاح المراد للمسار الدراسي لتلامذتنا في مختلف الأسلاك التعليمية . ذ . جمال الرحوم المنسق والمؤطر العام للنشاط نادي التنشيط التربوي إعدادية الجاحظ – سلا عندما يناقش التلاميذ مشاكلهم الدراسية تلاميذ ثانوية الجاحظ الاعدادية بسلا يناقشون موضوع : " التلميذ وصعوبات التوافق الدراسي "