الأمن المدرسي في صلب اهتمامات المديرية العامة للأمن الوطني تزامنا مع الانطلاقة الفعلية للموسم الدراسي 2013˗2014، الأربعاء والخميس 11˗12 شتنبر الجاري، كما حدده مقرر وزارة التربية الوطنية بمقتضى رقم : 1942، بتاريخ : 11 أيريل 2013، بشأن تنظيم السنة الدراسية برسم الموسم الدراسي 2013˗2014، عمدت المديرية العامة للأمن الوطني إلى تفعيل مخطط أمني، يروم تدبير الأمن والسلامة في محيط المؤسسات التربوية، في المدن والمدارات الحضرية، الخاضعة لنفوذ الأمن الوطني. ويقوم هذا المخطط الأمني على مقاربة استباقية ونوعية لمحاربة تجليات الجريمة والانحراف، في محيط المدارس الابتدائية، والثانويات الإعدادية، والثانويات التأهيلية. وتشارك في إعماله مختلف البنيات الشرطية، من أمن عمومي، وشرطة القضائية، وشرطة الاستعلام، التي تندمج فيما يطلق عليه بالاسم : الوحدات المختلطة لتأمين محيط المؤسسات التعليمية. وتقوم المقاربة الجديدة للأمن المدرسي، من منظور المديرية العامة للأمن الوطني، على تعزيز انتشار عناصر الأمن في محيط المؤسسات التعليمية، وحضورها البارز للعيان، من خلال الدوريات الراجلة والراكبة. كما تستند المقاربة الشرطية على تنفيذ تدخلات مستمرة في الزمان والمكان، من جهة، والقيام، من جهة أخرى، بعمليات يتم تحديد أهدافها سلفا، سيما في ما يرتبط بترويج المخدرات، وحيازة السلاح الأبيض، والاتجار غير القانوني في المشروبات الكحولية. ولتعزيز الأمن في محيط المدارس والثانويات بالحواضر المغربية، تراهن المقاربة الجديدة للأمن المدرسي، على تنمية آليات الشراكة مع الفاعلين المؤسساتيين (وزارة التربية الوطنية، نيابات التعليم)، والهيئات الإدارية داخل المؤسسات التعليمية، من خلال عقد اجتماعات دورية، من أجل التنسيق والإنتاج المشترك للأمن، دون إغفال الدينامية التشاركية والتواصلية مع فعاليات المجتمع المدني، التي توجت بتنظيم أيام تحسيسية وتوعوية لفائدة التلاميذ في مختلف مدن المملكة. وبالرجوع إلى الإحصائيات المسجلة خلال الموسم الدراسي 2012-2013، نقف على أرقام ومعدلات لها دلالات. فعلى سبيل المثال، قامت الفرق المختلطة لتأمين محيط المؤسسات المدرسية، خلال الموسم الفائت، بمعالجة 2.238 قضية، مقابل 1.752 قضية تمت معالجتها خلال الموسم الدراسي 2011-2012، مسجلة بذلك ارتفاعا بنسبة 27,74 %. هذا الارتفاع في عدد القضايا التي تمت معالجتها، يعزى إلى المجهودات التي تبذلها أطر وعناصر الفرق المختلطة لتأمين المؤسسات التعليمية، والتي تم حثها باستمرار على مضاعفة اليقظة والتحلي بروح المبادرة، من أجل محاصرة أفعال الجريمة والسلوكات المنحرفة، داخل فضاء التمدرس، وفي محيطه. وفي تفاصيل الإحصائيات المسجلة، عالجت عناصر الفرق المختلطة لتأمين محيط المؤسسات التعليمية، برسم الموسم الدراسي 2012- 2013، ما مجموعه 810 قضية لها علاقة بترويج المخدرات، في محيط المدارس والثانويات، و1.428 قضية تتعلق بجرائم مختلفة، ترتب عنها توقيف 2.700 مشتبها به، ضمنهم 308 دون سن الرشد القانوني (قاصرون). كما ترتب عن تلك القضايا المعالجة، توقيف 121 مروجا للمخدرات، و866 مستهلكا للمادة ذاتها، و144 متورطا في قضايا العنف الخطير. وفي التفاصيل الإحصائية دائما، نتوقف عند مدينة الدارالبيضاء، التي عرفت تسجيل أكبر حصة من القضايا التي تمت معالجتها ب 664 قضية. فيما عالجت الوحدات المختلطة التابعة لولاية أمن الرباط 211 قضية، محتلة بذلك المرتبة الثانية. ومن جهة أخرى، أسفرت القضايا التي عالجتها الفرق المختلطة لتأمين محيط المؤسسات المدرسية، خلال الموسم دراسي 2012-2013، عن حجز كميات مهمة من المادة المخدرة، التي كان المشتبه بهم يعتزمون ترويجها في صفوف المتمدرسين. حيث تمكنت مصالح الأمن من حجز أزيد من 08 كلغ من مخدر الشيرا، و4 كلغ من الكيف، وأزيد من 2 كلغ من مادة المعجون، ناهيك عن كميات هامة من الأقراص المهلوسة، ومخدر الكوكايين والهيروين.