نجاح المهرجان الوطني الأول للطرب الجبلي الأصيل بشفشاون أسدل الستار يوم الاثنين 17 يونيو بشفشاون على المهرجان الوطني الأول للطرب الجبلي الذي نظمته جمعية ابن مشيش لرعاية التراث الحضاري لشفشاون، تحت شعار " تكريم الأغنية الجبلية كتراث حضاري أصيل "، في الفترة الممتدة ما بين 15-16-17 يونيو بالساحة الكبرى التابعة لمجمع محمد السادس للرياضة والثقافة والفنون، وقد تم خلال هذه النسخة الأولى من مهرجان الطرب الجبلي تكريم الفنانة والمبدعة لطيفة العروسية سفيرة هذا التراث بالديار الاسبانية، تشجيعا لعطائتها الفنية ومن أجل المزيد من الإبداع والرقي نظرا لعشقها هذا الفن منذ الطفولة. مهرجان الطرب الجبلي الأصيل عرف مشاركة المع نجوم ورواد هذا الفن العريق، وجاء تنظيم هذا العرس الفني الذي يعنى بالتراث الجبلي الأصيل اعترافا وتقديرا لهذا الفن المتميز الذي كان وما يزال حاضرا في مسيرة الغناء المغربي التراثي و رد الاعتبار لهذا التراث والتعريف به وتشجيع رواده وتكريمهم لدعمهم للمزيد من التألق والإبداع وإغناء الرصيد الثقافي الفني المغربي. افتتح المهرجان بكلمة للسيد يوسف السمار عضو جمعية ابن مشيش لرعاية التراث الحضري لشفشاون رحب فيها بالمشاركين والضيوف والجمهور العاشق للفن الجبلي، بعد ذلك استهل الحفل بفرقة عبد اللطيف الخمسي الذي يعتبر من رواد هذا التراث الجبلي، الفكاهة والمرح كانت حاضرة وبقوة خلال اليوم الأول من هذا المهرجان حيث شارك الثنائي التطواني الجبلي والبلدي بفقرات هزلية أتحفت الجمهور الذي ملأ جنبات الساحة الكبرى عن آخرها، كما صفق الحضور بحرارة للصغيرتين الجبلية والبلدية ( آية و نرمين ) اللتان بصمتا على حضور قوي في مجال الفكاهة والضحك، ضيف الشرف كان الفنان الأب الروحي لهذا الطرب الجبلي الذي حضر رغم الإكراهات الصحية حيث أبان عن مدى تشبثه بهذا الفن الجميل، الحاج محمد لعروسي من رواد الطقطوقة الجبلية وفن العيطة، فنان كاتب وملحن يعشقه أهل الشمال عامة وجبالة خاصة. بوعلام الصنهاجي، عبدو الوزاني، شامة الزاز ولطيفة لعروسية بدورهم أبدعوا في هذه السهرة التي أدخلت البهجة والسرور على كل ضيوف وسكان مدينة شفشاون الساحرة. تعود جذور هذا التراث الجبلي إلى ما قبل دخول الإسلام إلى المغرب، حيث كان غناءا جماعيا مبني على ما يسمى بالحوار الشعري المرتجل، على حد تعبير الأستاذ الباحث المرحوم بوحميد، والذي كان يقوم به شخص واحد من المجموعة التي كانت تضم عدة أشخاص من الجنسين، وهذا النوع من الغناء كان يستعمل أدوات جسمانية أكثر من غيرها، وهي التصفيق باليد والتوقيع بالقدم عكس الأنواع التعبيرية في شمال المغرب، - جبالة – حيث يستعمل الغناء والتطريب للتقريب إلى فهم الموضوع الذي تحمله الأغنية. ثاني أيام المهرجان عرف مشاركة الفنان عبد المالك الأندلسي صاحب عدة أغاني جبلية معروفة في الوسط الشمالي مثل "توحاشتك الوالدة" وأغنية "لله يا شيخ لقبيلة خليني نشوف جميلة" وغيرها، كما أتحف الجمهور كل من الحسين العروسي الطنجاوي والساحلي عبد السلام، وتخلل هذا اليوم الثاني حضور نجمي الكوميديا الثنائي الطنجاوي جمال ونور الدين اللذان أبدعا بفقرات هزلية وسكيتشات عادت بالجمهور لأيام الضحك الجميل مع الحسين بنياز باز والمرحوم بن ابراهيم، ومصطفى الداسوكين. اليوم الثالث من مهرجان شفشاون للطرب الجبلي عرفت مشاركة عدة نجوم أبرزهم مجموعة الفنان حجي السريفي، كريمة الطنجاوية، عزيز الوزاني ولطيفة العروسية، ومجموعة عبد العالي التوناني، المفضل المساري ومجموعة أولاد محجوبة للفلكلور الجبلي، وكان للجمهور الشفشاوني لقاء مع نجمي مدينتهم في الفكاهة يوسف ولطفي اللذان لقيا التصفيق الحار من الجمهور. المهرجان الوطني الأول للطرب الجبلي عرف حضور عدة شخصيات على رأسها باشا مدينة شفشاون ورئيس المجلس البلدي، وفي ختام هذا العرس الجبلي كانت الكلمة لرئيس جمعية ابن مشيش لرعاية التراث الجبلي المنظمة لهذا المهرجان السيد عبد السلام بوعبيد، شكر من خلالها كل الفنانين المشاركين على حضورهم لمدينة شفشاون وتلبية دعوة الجمعية وقدم شكره الخالص باسم جمعية ابن مشيش لكل من عمالة إقليمشفشاون ومجلس جهة طنجةتطوان، والجماعة الحضارية لمدينة شفشاون ومندوبية وزارة الثقافة، على دعمهم المادي والمعنوي، كما قدم شكره الجزيل لكل من ساهم في إكمال الدورة الأولى من هذا المهرجان الذي عرف نجاحا كبيرا على مدار الثلاثة أيام التي رقص فيها الجمهور على إيقاع الطرب والموسيقى والمرح حتى ما بعد منتصف الليل. تصوير: عبد البديع علال تقرير: رشيد يشّو