بعدما فشل الطالبي العلمي في "حرب الإشاعات" التي كان يهدف من خلالها إلى إحداث شرخ وسط أحزاب الأغلبية الحكومية المساندة لترشيح الدكتور عبد الهادي بن علال لرئاسة جهة طنجةتطوان، وبعدما لم يتبق عن موعد إجراء انتخابات تجديد مكتب هذه المؤسسة سوى أسبوع واحد، انتقل صديق صلاح الدين مزوار إلى الحرب الإعلامية، فلجأ إلى صحفيه المفضل بجريدة "الصباح" عبد الله الكوزي الذي تعود أن يقضي معه منذ سنوات إجازته الصيفية بأحد المنتجعات السياحية بالشمال، ليقوم بحملة إعلامية لفائدته. وبالمقابل وجدنا ذ. زين العابدين الحسيني بالرغم من انتسابه لحزب "التجمع" لم يسلك نفس اتجاه عبد الله الكوزي، في الملف الذي قام بإعداده لفائدة جريدة "تمودة" المحلية. فالأستاذ الحسيني وجدناه، ربما لأول مرة، يتقمص دور الصحفي لاستقصاء حدث سياسي من العيار الثقيل، الذي سيكون له تداعياته على الخريطة السياسية بجهة طنجةتطوان، وقاده هذا التحقيق إلى قراءة مقتضبة لأسباب إحداث المجالس الجهوية، ثم عرج إلى ملامسة المنافسة الشديدة ما بين بن علال والطالبي، والمفاجأة أنه لم يبد تعاطفه مع هذا الأخير، حينما أكد بأن ترشح الطالبي العلمي لولاية ثانية لرئاسة جهة طنجةتطوان ما زال في علم الغيب "حيث لم يقدم لم أي طلب رسمي بشأن ترشيحه" أو حينما لمح إلى أن ترشيح الطالبي لنفسه من الممكن أن يجر عليه "العديد من الانشقاقات وردود الفعل السلبية" فهل أصبح الطالبي منبوذا إلى هذه الدرجة، حتى من المقربين إليه من حزبه ؟ وعلى العكس من ذلك لمسنا في كاتبنا حنينا واضحا لحزب الاستقلال، "فما الحب إلا للحبيب الأول" حيث وجدناه في عموده "نقط على الحروف" بنفس الجريدة يتساءل عن إمكانية إعادة حميد شباط البريق للحياة السياسية والحزبية، ليجيب بأن ذلك ممكن "إذا استطاع أن يوقظ حزب الاستقلال، ومن ثم تستيقظ معه باقي الأحزاب المغربية". ربما إنه البريق الذي كان يبحث عنه كاتبنا حينما غادر حزب الاستقلال متجها إلى حزب "الحمامة"، ولكنه لم يجد "لا سياسة ولا هم يحزنون" بل وجد مجرد أشخاص يتملقون لفرد "يعدهم ويمنيهم...." دون أن نكمل الآية القرآنية الكريمة، والفاهم يفهم. وعلى العكس من ذلك وجدنا صديق الطالبي عبد الله الكوزي، قد أتى بمعطيات مغلوطة في عدد جريدة الصباح الصادر بتاريخ 1 أكتوبر الجاري، والتي مفادها أن حزبي الاستقلال والأصالة والمعاصرة قد قررا التصويت لفائدة الطالبي العلمي، وهو ما فنده الدكتور عبد الهادي بن علال، الذي أكد لنا أن الأحزاب المشكلة للأغلبية الحكومية، بما فيها حزب الاستقلال قد اتفقت كلها على مساندته لرئاسة جهة طنجةتطوان. أما فريق الأصالة والمعاصرة، فالجميع يعرف أن معظم أعضائه قد فضلوا الالتحاق بأحزاب أخرى، بعدما لمسوا أن هناك شبه وصاية يحاول الطالبي العلمي أن يفرضها على الحزب ولا سيما بمدينة تطوان. يبدو أن الحملة الإعلامية التي حاول الطالبي العلمي أن يقوم بها قد فشلت بدورها، بعدما فشلت حرب الإشاعات، ولكن هناك مجموعة من المتتبعين يتخوفون أن تقوم جهة معينة بإفساد هذا العرس الديمقراطي باستعمال المال الحرام، ولكن نعتقد أن الحزم والصرامة التي أبان عنهما محمد اليعقوبي والي جهة طنجةتطوان في مجموعة من المحطات، وعلى رأسها الانتخابات التشريعية الأخيرة، ستكون بمثابة ضمانة لتمر هذه الانتخابات في جو من الشفافية.