بدأت تظهر بوادر أزمة خفية داخل حزب الأصالة والمعاصرة، بسبب استيراد «الأبقار البرازيلية» لتغطية الخصاص في السوق الوطنية، بعدما وجهت إلهام الساقي، البرلمانية عن فريق «البام»، سؤالا شفويا إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، حول «جودة رؤوس الأبقار المستوردة لتزويد السوق الوطنية باللحوم الحمراء». وقالت البرلمانية إن «الحكومة باشرت تدابير مستعجلة لتعزيز السوق الوطنية بما يكفي من المواد الأساسية، وفي ظل ما عرفته أثمان اللحوم الحمراء من ارتفاع لا يتناسب ومحدودية القدرة الشرائية للكثير من المواطنات والمواطنين، عملت الحكومة على استيراد ما مجموعه 3890 رأسا من الأبقار منذ 3 فبراير 2023»، فيما ساءلت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات عن «جودة رؤوس الأبقار المستوردة لتزويد السوق الوطنية باللحوم الحمراء». وأفادت المصادر بأن هذا السؤال أغضب عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي طالب بسحب السؤال، خاصة أن مستورد الأبقار له «وزن» كبير داخل الحزب. وكان مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة، قد أكد أن جميع الأبقار المستوردة يتم افتحاصها مخبريا ويتم التأكد من سلامتها، بما فيها الأبقار التي تم أخيرا استيرادها من البرازيل، مشددا خلال الندوة الصحفية التي أعقبت المجلس الحكومي، على أن «هذا الموضوع لا تساهل فيه وجميع المنتجات التي يتم استيرادها ببلادنا مطابقة للجودة، وتخضع لمستويات متعددة من الرقابة ومن الاختبار». ووصلت شحنة من «الأبقار البرازيلية» إلى شركة متخصصة في تسمين الأبقار، يمتلكها عبد الفتاح عمار، البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، عبر ميناء الجرف الأصفر بالجديدة، الأسبوع الماضي، وقالت مصادر رسمية إن «الشحنة تضم 2800 رأس، تم شحنها من ولاية بارا في البرازيل، ومن المقرر شحن 3000 حيوان آخر إلى ميناء الجرف الأصفر في تاريخ 8 أبريل الجاري»، وأبرزت أن «العجول التي وصلت هي عجول مهجنة بين سلالتي أنغوس ودرباني، علما بأن المغاربة لم يعرفوا هذه الأخيرة بشكل جيد مسبقا، وأن هذه هي المرة الأولى التي تدخل فيها هذه السلالة البرازيلية إلى بلدنا». وسجل المسؤول نفسه أن «الاستيراد من البرازيل أرخص من الاستيراد من إسبانيا، كما أن البلاد تتمتع بصورة جيدة في المغرب بشأن ما يتعلق بالزراعة وتربية المواشي. وأن البرازيل قادرة الآن على التنافس على قدم المساواة مع أوروبا».