المغرب أعطى خيرة أبناء جيشه لتضحي بهم السعودية في حربها على الحوثيين، ولم يدعمنا ماسك السلطة الجديد بنسلمان حتى لتنظيم المونديال مابالك أن نعول عليه في ملف الصحرا المغربية إذا قامت حرب مع البوليزاريو لاقدر الله! الأمير بنسلمان الماسك الجديد بالسلطة في المملكة السعودية قرر وضع استقرار وتحصين عرشه كأولوية فوق الجميع، بدءا باعتقال أقربائه من مسؤولين ورجال أعمال كأول وسيلة ترهيب وإخضاع ونزع الولاء التام ثم المال، المال الذي سيستعمله لاحقا لشراء دعم الرئيس الأمريكي ترامب لكل قراراته، من عرض أسهم شركة آرامكو الملكية السعودية للبيع في البورصة الأمريكية إلى اقتناء عدة من الأسلحة التي صورها له تترامب في صور كاريكاتير مقابل مئات ملايير الدولارات أو ما وصفه ترامب بأنه "ليس سوى فول سوداني مقابل ما تملكون من مال" / this is peanuts for you ! أسلحة وتحالف أمريكو إسرائيلي باسم تحصين عرشه من "بوعو" إيران والإخوان. استقرار عرشه أولوية فوق الجميع، لينهي عهد "المملكة السعودية حامية العروبة والإسلام"، وعهد حماية جيران العروبة والإسلام ويتضح من تويتات قادة وكتاب ونخب سعودية أن القضية الفلسطينية أصبحت خارج اهتمامات المملكة السعودية، واتهامات قاسية أنهم لن يستطيعوا الدفاع عن فلسطينيين باعوا أرضهم، هكذا أخْل السعوديون ذممهم. وبعد اليومين الماضيين والرأي العام الدولي يستنكر ما قام به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيمين نتانياهو من قتل بدم بارد ل17 فلسطينيا مدنيا مسالما وجرح أكثر من 1400 في يوم العودة المعترف به من طرف الأممالمتحدة، منهم إسرائيليون أنفسهم خرجوا في تظاهرات يطالبون نتنياهو بالرحيل، ومنهم صحفي إسرائيلي "كوبي ميدان" تم طرده من العمل بعد أن كتب: "إنني أخجل من كوني إسرائيليا"، وبرقية من ملك المغرب محمد السادس تؤازر الفلسطينيين وتعبر عن موقف مساندة دائم وأبدي بما تيسر للمغرب من دعم مادي ومعنوي - قرر الأمير بنسلمان تحديد حليفه بشكل واضح قطعي وصرح حرفيا ب"حق الإسرائيليين في العيش على أراضيهم بسلام". استقرار عرشه أولوية فوق الجميع لينهي "تحالف الملكيات السنية ضد المؤامرات الغربية وضد التمدد الشيعي" والذي جمع المغرب والأردن مع مجلس التعاون الخليجي إبان الربيع العربي.. فعرش بنسلمان لم يعد قائما على السلطة الدينية بعد اعترافه في تصريح للواشنطن بوست الأسبوع الماضي بأن دعم الوهابية كان استجابة لطلب حلفائه لمواجهة الاتحاد السوفياتي (نفس ما وقع بأفغانستان).. وبعد إنزال جرعة انفتاح على السعودية شكلت صدمة لدى مجتمع لم يتآلف بعد مع سياقة المرأة! بدل التدريج في الاجتهاد الديني، نزَع بنسلمان سلطة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفتَح هيئة الترفيه.. وحروبه اليوم على إيران وأذنابها لن تأخذ معه طابعا دينيا: سنة vs شيعة، إنما طابعا سياسيا محضا، قد لا يكون للمغرب ناقة فيه ولا جمل. وإن كان المغرب لازال يعتبر السعودية حليفة له، ينتظر دعمها المادي، أو مؤازرتها له في ملف الصحرا، أو أصواتها أو ضغطها لتنظيم المونديال، فإن النظام المغربي يظلم نفسه ظلما كثيرا. فنحن أمام نظام سعودي جديد سياسته: "أنا وبعدي الطوفان"، ضاربا بعرض الحائط كل الحلفاء التاريخيين.