تحتضن مدينة تطوان في الفترة ما بين 03 إلى 10 نونبر الجاري الدورة التاسعة عشرة لعيد الكتاب. و اختار المنظمون لهذه الدورة: "من أجل مجتمع قارئ" شعارا، إيمانا بالدور الذي تلعبه القراءة في تقدّم الشعوب والمجتمعات وازدهار الحضارات الإنسانية.
و قالت وزارة الثقافة و الاتصال في بلاغ لها إن تنظيم هذه الدورة يعد توطيدا لموعد ثقافي سنوي هام، يُشكِّل ذاكرة ثقافية ورمزية وتاريخية تفرّدت بها تطوان ومنطقة الشمال. وتأتي هذه الدورة بحسب ذات المصدر في سياق إنساني متسّم بالفقدان، فقدان أحد رواد الشعر المغربي الحديث بالمغرب، وأحد المؤسسين لعيد الكتاب في دوراته ذات الهوية المغربية الصرفة، وهو الشاعر الكبير محمد الميموني، الذي وافته المنية يوم 12 أكتوبر 2017، فجاءت أعمال هذه الدورة مهداة له، ومُفتَتَحَة بسَلامٍ على روحه، يشارك فيه أصفياؤه وأصدقاؤه وتلامذته.
وكذا فقدان أحد الشعراء الأوائل في المغرب، وهو الشاعر محمد البقالي الذي توفي يوم 02 أكتوبر 2017م.
وفي سياق تعريف أكبر بتاريخية ورمزية عيد الكتاب، سيشهد الافتتاح الرسمي للأروقة زيارة معرض للصور الفوتوغرافية،تخلد لهذه التظاهرة التي شهدتها تطوان، دون باقي مدن المملكة والعالم العربي، في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، إذ أقيم هذا العيد، أول الأمر، بمبادرة من إدراة الحماية الاسبانية للتعريف بالكتاب الإسباني (1914 1939). غير أن الضغط الذي مارسه الوطنيون، عجّل بصدور ظهير خليفي يؤسس للاحتفال بالكتاب العربي، تحت شعار"عيد الكتاب العربي‘" ابتداء من سنة 1940م.
وتعرف الدورة الحالية مشاركة أكثر من 60 كاتبا في حقول الإبداع والمعرفة الإنسانية المختلفة، سيحتفى بأعمالهم من خلال حفلات توقيع وتقديم ولقاءات مفتوحة مع جمهور الأدب والفكر والمعرفة.
وإضافة إلى فعاليات البرنامج الثقافي، سيُنظّم، كما جرت العادة، معرض للكتاب تشارك فيه 28 دارا للنشر و مؤسسات جامعية إلى جانب مؤسسات ثقافية مغربية و أجنبية لعرض آخر إصدارتها.