…وتحرك يحمل متاعه نحو كتلة خشبية على الشاطئ ، والأمل يشرق في قلبه ويخفق تارة وهو يشق خيوط الظلام الحالك في ليل دامس والبحر يهدر والريح تزمجر كأنها تصيح من الأعماق قد أعذر من أنذر وكأن البحر ينادي بجدية ويقول : أنا لا أقبل الدعابة . لم يكن وحده بل كانوا كثر لكن الصمت الرهيب جعل كل واحد يتصور نفسه وحيدا – تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون – . ظلمة الأفق وكثافة السحب التي غطت وجه القمر ؛ استحوذت على كيانهم و أشعلت بداخلهم جمرة الرهب والرعب …. آنذاك اصطدم الخيال بالواقع وتحولت جنة الفردوس في أذهانهم إلى جحيم لا يطاق. وبعدها أشرقت الشمس بنور ربها ، الصباح كعادته هادئ لكن جمال الشاطئ أفسده منظر غير مألوف تتقزز منه النفوس ، حرس الشاطئ ينتشلون الجثث، حينها أدركت الجثة الهامدة أن حلم صاحبها قد تحطم على صخرة الواقع وأنه كان يسير إلى المصير المجهول.