أصدر حزب الأصالة والمعاصرة مساء أول أمس الخميس 30 ماي 2019 إعلانا هاما حول الوضعية التي يعيشها الحزب مؤخرا أطلق عليه اسم “نداء تطوان”. وأعلن النداء، الذي وقعه منتخبو ومسؤولو الحزب بأقاليم تطوان وشفشاون ووزان والمضيق الفنيدق، عدم الانصياع وراء المغالطات التي تريد النيل من الحزب، ومطالبة الأمين العام لاستعمال صلاحياته القانونية للقطع مع أساليب البلطجة والريع السياسي، مؤكدا تشبث هياكل الحزب بالمنطقة بدعم الأمين العام الحالي حكيم بنشماش. واعتبر النداء، الصادر في ختام فعاليات اللقاء المنظم بأحد فنادق مدينة تطوان حول موضوع “رهان الحزب وتطلعاته”، وحضره حكيم بنشماش الأمين العام للحزب، اعتبر اللقاء بمثابة أرضية من أجل إطلاق إشعاع جديد للحزب يقطع مع أساليب الابتزاز والفوضى واستيعاب الغيورين على مشروع الحزب، داعيا مناضلي حزب البام بالمملكة إلى الانخراط في بناء مرحلة جديدة والالتفاف حول الحزب وأمينه العام والتخلص من الأنا والممارسات المشينة والانخراط في بناء حزب حداثي ديمقراطي تحكمه الممارسات الديمقراطية المؤطرة بالقانون الأساسي للحزب ونظامه الداخلي. في سياق متصل، اعتبر حكيم بنشماش الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، في معرض تفاعله مع النقاش الدائر بهذا اللقاء، ما يقع بالحزب خطرا يضر بجميع المناضلين ويقلقهم، مشيرا أن الحزب سيعقد مؤتمره الوطني في وقته المحدد، رغم “محاولات التشويش” التي يقوم بها البعض، معتبرا ما وقع في الاجتماع الأخير داخل اللجنة التحضيرية للمؤتمر “محاولة للسطو على الحزب ومؤسساته”. واعترف بنشماش بوجود بعض الأخطاء التي لا يمكن الاستمرار فيها، مؤكدا أنه سيتصدى بمعية مناضلي الحزب لأي محاولة تسعى إلى تحطيم الحزب أو السيطرة عليه. في سياق متصل، أشار محمد أوبيهي الأمين العام الإقليمي لحزب الجرار بتطوان إلى أن مناضلي الحزب ومسؤوليه بالإقليم يدعمون الشرعية داخل الحزب ويؤيدون حكيم بنشماش على رأس القيادة، معتبرا هذا اللقاء فرصة للنقاش الجماعي حول راهن الحزب وآفاقه المستقبلية. ومن جهة أخرى، اعتبر حميد أبولاس نائب رئيس الهيئة الإقليمية لمنتخبي البام بتطوان أن جميع مناضلي الحزب بالأقاليم المشاركة في هذا اللقاء ملتفون حول الأمانة العامة للحزب وشرعية المؤسسات، مشددا على أنه لا محيد عن هذا الاختيار، أو تبني أي طرح أخر يمكن أن يهدم الحزب. تجدر الإشارة إلى أن حزب الأصالة والمعاصرة دخل مؤخرا في دوامة من الصراعات الداخلية بين الأمين العام للحزب وبعض أعضاء المجلس الوطني، وطفت على السطح مجموعة من التيارات داخل المكتب السياسي التي تسعى إلى إقالة بنشماش عن رئاسة الأمانة العامة. وينبئ المسار الذي دخله الحزب في الأسابيع القليلة الماضية بحدوث انشقاقات كبيرة قد تعصف بحزب الجرار، خصوصا بعد تزايد حدة الاحتجاج على الأمين العام للحزب واتهامه “بالفشل” في تدبير الاختلافات الداخلية للحزب وغياب رؤية واضحة للتواصل مع المواطنين عبر الجهات علاوة على سوء تدبير بعض المحطات الانتخابية بالعديد من المدن المغربية.