دشنت سنة 2015 مرحلة تنموية جديدة بمنطقة الحسيمة بعد أن تم رصد أزيد من 6 مليار درهم لتقليص الفوارق المجالية وتنويع نشاطها الاقتصادي وابراز مؤهلاتها وجاذبيتها الاستثمارية. وستستفيد منطقة الحسيمة، التي أضحت تشكل مع منطقتي طنجةوتطوان جهة واحدة، من مشاريع بنيوية سوسيو اقتصادية تفعيلا لرؤية الملك المتعلقة بالجهوية المتقدمة، والتي تروم تقليص الفوارق الترابية، وتكريس اللامركزية وقيم التضامن. ولتقليص هذه الفواق المجالية وتحسين الخدمات الاجتماعية وتقريبها من المرتفقين مع الارتكاز على نقط قوة إقليمالحسيمة، أطلق الملك محمد السادس يوم 17 أكتوبر الماضي بمدينة تطوان برنامج التنمية المجالية لإقليمالحسيمة، الذي يمتد الى غاية سنة 2019 ويحمل اسم "الحسيمة منارة المتوسط"، وسيكلف غلافا ماليا يبلغ 6,515 مليار درهم . ويهدف هذا المشروع الرائد الى إبراز نقط قوة إقليمالحسيمة المتمثلة في نشاطه الاقتصادي المعتمد على السياحة والصيد البحري، وتنويع النشاط الاقتصادي بالإقليم وإخراجه من الموسمية من خلال إبراز مؤهلاته وفرص الاستثمار التي يوفرها. ويقوم هذا البرنامج أيضا على مقاربة تشاركية، ينخرط فيها مختلف الفاعلين بالإقليم ويتوزع على خمسة محاور أساسية تهم التأهيل الترابي، والنهوض بالمجال الاجتماعي، وحماية البيئة وتدبير المخاطر، وتقوية البنيات التحتية، وتأهيل المجال الديني، وتنمية الوسطين الحضري والقروي للإقليم بشكل متوازن وعادل، إضافة الى تعزيز المكتسبات والإنجازات المحققة منذ الخطاب الملكي التاريخي ل 25 مارس 2004 بالحسيمة ،منها المراكز الاستشفائية المتخصصة ومطار الشريف الإدريسي ومنطقة صناعية و المشاريع الاجتماعية الموجهة بالأساس للشباب والفئات الهشة. ويقوم هذا المشروع المهم على مقاربة مجددة من حيث أفقية وإلتقائية وتناسق التدخلات العمومية ويطمح لمصاحبة النمو الحضري والديموغرافي الذي يشهده إقليمالحسيمة وتعزيز موقعه الاقتصادي جهويا ووطنيا وتحسين إطار عيش ساكنته وحماية بيئته. ويستهدف المشروع في الشق المتعلق بالتأهيل الترابي المناطق القروية ،عبر فك العزلة وغرس 8700 هكتار بالأشجار المثمرة وتثمين المنتوجات المحلية، والحسيمة الكبرى ،عبر تهيئة مداخل المدينة والمحاور الطرقية الرئيسية بها والفضاءات العمومية والفضاءات الخضراء، ومنطقة الساحل ،عبر بناء مارينا وتهيئة فضاءات ومناظر جميلة. وفي الشق المتعلق بالنهوض بالمجال الاجتماعي يهم برنامج التنمية المجالية لإقليمالحسيمة بناء مستشفى إقليمي ومركز لتصفية الدم وتجهيز المركز الجهوي للأنكولوجيا وبناء وتجهيز خمسة مراكز صحية للقرب وتأهيل وتجهيز البنيات الاستشفائية الموجودة. كما يهم بناء مؤسسات تعليمية وملعب كبير لكرة القدم وإحداث مسبح أولمبي وقاعة مغطاة بمعايير دولية وتشييد قاعتين مغطاتين بجماعتي أجدير وإساكن وتهيئة ملاعب رياضية لفرق الهواة إلى جانب بناء مسرح ومعهد موسيقي ودار للثقافة. وفي ما يتعلق بحماية البيئة وتدبير المخاطر يتضمن البرنامج محاربة انجراف التربة والوقاية من الفيضانات وتأهيل المطارح العمومية بالإقليم وإحداث متحف إيكولوجي ومختبر للأبحاث البحرية وإحداث حزام أخضر وتثمين المنتزه الوطني للحسيمة. أما بخصوص محور تعزيز البنيات التحتية يتضمن هذا البرنامج خصوصا توسيع وتهيئة الطرق المصنفة وإحداث محطة لتحلية مياه البحر وتزويد الجماعات والدواوير التابعة لإقليمالحسيمة انطلاقا من سدود أسفلو وبوهودة وبوعاصم وتحديث وتوسيع شبكة الماء الشروب والكهرباء على مستوى مدن الحسيمة وأجدير وإمزورن وبني بوعياش وتارجيست. وعلى المستوى الديني يروم برنامج التنمية المجالية لإقليمالحسيمة بناء مركب إداري وثقافي تابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومسجد ومدرسة للتعليم العتيق إلى جانب إعادة تأهيل ثلاثة مساجد. ولا شك في أن هذا البرنامج المتجانس، من حيث أهدافه ومشاريعه، سيمكن إقليمالحسيمة من حظوة خاصة لتحقيق تنمية مندمجة ومتوازنة وشاملة ستمكن المنطقة من الارتقاء إلى مصاف الحواضر الكبرى وتحقيق التكامل مع باقي مكونات الجهة.