في إطار انفتاح جريدة بريس تطوان على جميع الهيآت والمؤسسات الخاصة والعامة، وسعيا منها لتقريب القارئ من مجريات الأحداث وحقه في الوصول إلى المعلومة، قامت الجريدة ولازالت بعدة حوارات صحفية سيتم نشرها تباعا . والحوار التالي مع السيدة "خديجة البقالي" مديرة المحطة الجهوية لإذاعة تطوان، والتي فتحت قلبها لبريس تطوان، في دردشة إعلامية خاصة. بريس تطوان: ماهو تقييمك لأداء إذاعة تطوان منذ إنطلاق بثها سنة 1984 إلى حدود اليوم؟ ج: أعتقد أن المتتبع هو من يستطيع إعطاء تقييم موضوعي، و أن من يجب أن يقدم التقييم عليه أن يكون من الخارج و ليس من الداخل، كالجمهور أو المتتبعين للإعلام في الجهة هم من يمكن أن تكون لديهم قراءة موضوعية حول الإذاعة. لكن يمكنني أن أتكلم من الداخل باعتباري اضطلعت إلى حد ما على التجربة السابقة و أباشر العمل داخل الإذاعة حاليا كعضوة في الفريق الذي يشتغل بالإذاعة، ففي تقديري الشخصي فإن إذاعة تطوان كانت محطة مهمة جدا، و جاءت لكي تلبي حاجيات السكان في المنطقة التي لها خصوصية حضارية، ثقافية، تاريخية و اجتماعية . كذلك فالمنطقة فيها تنوع ثقافي كبير على المستوى الديمغرافي و الثقافي و الحضاري، و على مستوى اللغة و المشارب الثقافية: الأندلسية، الأمازيغية ، العربية، اليهودية و المتوسطية .. في الحقيقة كانت هناك حاجة الجمهور لهذه الإذاعة لكي يعبر عن تنوعه و في نفس الوقت تغطي حاجياته. و طبعا حاجيات المستمع سنة 1987 ليست كاليوم هناك تحول كبير جدا، فالإذاعة آنذاك كانت تبث لمدة أربع ساعات باللغة العربية و الأمازيغية و القليل من الإسبانية ، ساعة من الإسبانية و ساعة من الأمازيغية و ساعتين من العربية كانت معظم البرامج مسجلة و لكن هذا لا يعني بأنها كانت لا تستجيب لحاجيات المستمع في ذلك الوقت، و يمكن أن نقول أنها كانت أقل حدة مما هو عليه حاليا. بالإضافة إلى أن هناك تطلع المجتمع لتلبية الحاجيات و الرغبات التي بدأت ترتفع، فمثلا عندما بحثت في شبكات البرامج التي كانت تُبث في ذلك الوقت لاحظت أنه كانت هناك مجموعة من البرامج التي كانت تدور حول عنصر مهم جدا و هو عنصر القرب الذي هو مستمر من 1984 إلى غاية اليوم، و لكن حاليا هناك مجهود بشري يحتمل أن يكون جيدا أو لا، و هناك مجهود على حسب قدرتنا و إمكانياتنا البشرية و التقنية و مدة البث التي تسمح للإذاعة بأن ترتقي بأدائها المهني بشكل يجعلها قادرة لتستجيب لحاجيات المتلقي اليوم. بريس تطوان: ما هو موقع إذاعة تطوان في ظل تعدد الإذاعات الخاصة؟ ج: هناك إذاعات عمومية و إذاعات خاصة في الشمال، وأعتقد بأن إذاعة تطوان في علاقتها مع الإذاعات العمومية فهي مكملة، كل إذاعة لها دور و إذاعة تطوان هي في الحقيقة مكملة للأدوار التي تقوم بها الإذاعات الأخرى ، فيما يتعلق بعلاقة إذاعة تطوان بالإذاعات الخاصة فهي إذاعة مختلفة، أولا بحكم طبيعتها كإذاعة عمومية تقدم خدمة عمومية بينما الإذاعات الخاصة هي إذاعات تجارية و إن كانت إلى حد ما تقدم خدمة عمومية و لكن هي أساسا تقوم على الربح. بريس تطوان: هل إذاعة تطوان استطاعت أن تواكب التنافس الذي تعرفه الساحة الإعلامية في المجال الإذاعي؟ ج: في تقديري الشخصي ليست هناك منافسة، إذاعة تطوان تستجيب لحاجيات الجمهور في منطقة معينة لها خصوصية معينة، و البرامج التي تقدمها إذاعة تطوان يجب أن تكون ملائمة لحاجيات الجمهور التي تقدمها له، فإذاعة تطوان لها هوية خاصة تختلف عن الإذاعات الأخرى مما يجعلها متميزة عن باقي الإذاعات. بريس تطوان: ما هي البرامج الإضافية هذه السنة في شبكة برامج رمضان؟ ج: طبعا شبكة رمضان هي من ضمن الشبكات الثلاث الرئيسة طيلة السنة بالإذاعة، فهناك شبكة دخول الموسم و شبكة الصيف و شبكة رمضان، وبحكم طبيعة و قوة رمضان يجب أن تعطى له شبكة خاصة التي تأخذ بعين الاعتبار جميع أجوائه سواء المادية أو الروحية أو الثقافية أو الصحية أو الغذائية أو الترفيهية، هذه العناصر كلها يجب أن تأخذ بعين الاعتبار عند وضع شبكة جديدة خاصة برمضان. و من هذا المنطلق نعد مجموعة من البرامج التي تلائم طبيعة هذا الشهر، فمثلا هذه السنة تمت إضافة برنامج "تطوان الموسيقى" الذي له طابع ثقافي حضاري فني يستحضر الخصوصية الموسيقية لمنطقة تطوان و التي لديها علاقة بشهر رمضان. فمثلا برنامج "غزلات المعلم" هذا البرنامج فرصة لاستحضار التراث التقليدي المغربي في المنطقة، و هناك برامج لها علاقة بالجانب الديني و الروحي أي التحسيس و التوعية، و" نساء و سؤال" و هو برنامج مشاركة يتفاعل مع المشتركين و المشتركات فيما يتعلق بالصيام و طقوسه. في رمضان لدينا تقريبا عشرون برنامجا كله له علاقة بأجواء رمضان نحاول من خلاله الاستجابة لحاجيات الجمهور في هذا الشهر. بريس تطوان: كيف تستطعين التوفيق بين عملك كمديرة لإذاعة تطوان، وطالبة باحثة في سلك الدكتوراه و كذا فاعلة و ناشطة جمعوية؟ ج: العمل واجب لكن الحياة ليست العمل لوحده، الإنسان هو منتج لنفسه و للمجتمع و الوطن، الإنتاج و النشاط خلقا مع الانسان، العمل بالنسبة لي هو شيء بديهي و لكن نحن لم نخلق فقط للاشتغال و إنما أيضا للتفكير و تطوير قدراتنا المعرفية و العلمية و العقلية و العقلانية و ننفتح على العوالم كلها و نؤثر أيضا. فمن خلال العمل المدني أعبر عن قناعاتي و أساهم في تطوير المجتمع بما أستطيع كفرد، و العمل المعرفي الذي في تقديري يساهم في توسيع الأفق المعرفية للإنسان و من خلالها يطور علاقته بالآخر. بريس تطوان: كيف استقبلت التكريم الذي حظيت به من قبل جمعية فنون و شعر تزامنا مع اليوم العالمي للراديو؟ ج: هنا أغتنم الفرصة لأشكر جمعية فنون وشعر و جمعية حماية المستهلك للمنتفع من الخدمات العمومية و الجمعية المغربية للإعلام الجديد، وهذا التكريم لم يكن لي شخصيا و إنما بالنسبة لي هو تكريم لإذاعة تطوان في شخص الفريق الإذاعي بالإذاعة الذي أنا فقط عضوة فيه، و هذا تقدير للمجهود الذي تقوم به الزميلات و الزملاء، وما يميز هذا التكريم أنه يبين أن المستمعين والمستمعات لديهم حس الاستماع الإذاعي و تقدير المجهود و العمل هذا حافز من أجل تطوير العمل الذي نقوم به ، و نشكر الناس لأنهم قدروا هذا العمل و المجهود. بريس تطوان:كلمة أخيرة ج: أشكر بريس تطوان و أتمنى لكم التوفيق، و نبقى دائما أسرة واحدة و زملاء و زميلات، و أتمنى أن تكون لنا فرصة لنلتقي مرة أخرى لتبادل التجارب.