كثيرة هي القراءات و التنبؤات المتداولة حول الخريطة السياسية المرتقبة بمدينة تطوان، في أفق الانتخابات الجماعية المقبلة و ذلك من منطلق المؤشرات التي عرفها المشهد السياسي في الآونة الأخيرة أبرزها سطوع أسماء جديدة و خفوت نجم أخرى. و في استشرافه للسيناريوهات المحتمل أن تطرأ على الخريطة الانتخابية في تطوان، يرى محمد بودن رئيس المركز الدولي لتحليل المؤشرات العامة أن السيناريوهات المحتملة في المشهد السياسي التطواني تبدو واضحة إذا ما تم الاعتماد على تقنية "القبعات" أو تصنيف قوة الأحزاب "التطوانية"، وبيان قوة طرف سياسي في المدينة يجب أن ينبني على النتائج المحققة في استحقاقات 2009، فضلا عن الترسانة الانتخابية لكل" قطب انتخابي تطواني". الانتخابات..أقوياء..أرانب و كومبارس و قال بودن في تصريح لبريس تطوان إن بعض القوى الجديدة في المدينة قد تفاجئ القوى التقليدية في انتخابات 4 شتنبر، نظرا لأنها أعدت العدة وعززت الطاقم الانتخابي بأسماء لها شرعية رمزية في المدينة، و يمكن القول إن الخريطة الانتخابية في تطوان ستتشكل من اربع مكونات: مربع الأقوياء، منشطي اللعبة الانتخابية ، الأرانب الانتخابية، الكومبارس الانتخابي. موضحا أن "مما لاشك فيه أن حزب العدالة والتنمية في مدينة تطوان، لازال محتفظا، بقوته الانتخابية رغم تأثر شعبيته في الكثير من المناسبات، وهذا راجع لكونه يتوفر على قاعدة صلبة ومنضبطة، تؤمن له التواجد في المعادلات المقبلة". الوافد الجديد..ورهان الشرعية و في قراءته للتوازنات السياسية المرتقبة في المدينة بعد دخول أسماء جديدة المعركة الانتخابية المقبلة، أشار بودن إلى أن الحليف وطنيا ، والخصم العنيد "تطوانيا" للعدالة والتنمية هو حزب التجمع الوطني للاحرار، الذي تعاظمت قوته في المدينة، بعد نجاح رشيد الطالبي العلمي في الكثير من مسؤولياته، بحيث أصبح رجل دولة "تطواني" وعلامة للمدينة، أعادت تعريف مفهوم النخبة في تطوان، هذه الشرعية الرمزية أفادت الحزب بتطوان والنواحي، بحيث أن الحزب استعاد جاذبيته وبدأ يستقطب نخب لها حضور ووزن وإمكانيات انتخابية، قد تجعل منه الحزب الأول في تطوان مجددا. و أضاف بودن أن "اللاعبون الجدد"، أو " المزعجون الجدد" للنخب التقليدية في تطوان، يحتضنهم حزب الاستقلال وحزب الأصالة والمعاصرة، ويبقى أشرف ابرون هو الماركة الرياضية، التي يراهن عليها حزب الاستقلال بتطوان لصناعة رجل سياسة، قد يربك حسابات باقي القوى لما يتوفر عليه من شرعية رمزية، استمدها من الملاعب، وبطبيعة الحال جزء كبير من "الالتراس" المعروفة بتأطيرها الجماهيري ستساند ابرون. حزب الأصالة والمعاصرة سيرهق خصومه، بجناحين، جناح محترفي الانتخابات، وجناح الواجهة الإعلامية، قد يحصل على مقاعد، تمكنه من التفاوض على القيادة الجماعية لتطوان. حزب الوردة..و "الباب الدوار" و عن حظوظ حزب الوردة في الكعكة الانتخابية المقبلة شدد بودن على أن حزب الاتحاد الاشتراكي في تطوان، له حضور تقليدي، إلا أن هذه الإستحقاقات بمثابة "الباب الدوار " الذي قد يرمي به خارج التحالفات، طالما أن الحزب يعتمد " على البرلماني الملاحي " الذي سيكون منشغلا بالتباري في جماعة أخرى، بالإضافة إلى أن الحزب رغم توفره على قواعد إلى أنها تستنزف بوتيرة مستمرة من قبل القوى الجديدة. شرفات أفيلال..الحصان الأسود و حول إمكانية دخول شرفات أفيلال المعركة الانتخابية المقبلة، و قدرتها إلى جانب عبد السلام أخوماش على تغيير شيء في المعادلة السياسية؟ قال بودن "لابد من تسجيل ملاحظة حول طموح حزب التقدم والاشتراكية اذا ما ترشحت الوزيرة شرفات افيلال، وبدرجة اقل الحركة الشعبية بقيادة اخوماش المتمرس، هذه الطموحات قابلة للنمو انتخابيا، و اللذان يبقى بإمكانهما تغيير المعادلة السياسية، لكن بشكل جزئي، وليس بشكل كلي ، الملامح الرئيسية ستبقى، لا سيما شرفات أفيلال باعتبارها جديدة على الساحة السياسية بالمدينة". ويتابع بودن مستدركا "غير أن قلة التجربة السياسية، ليست مركب نقص مؤثر، إذا ما حظيت شرفات افيلال بدعم العربي أحنين وبعض رؤساء الجماعات القروية التقدميبن، الذين لهم امتدادت في مدينة تطوان. لتبقى هذه تكهنات، على ضوء المعطيات المتوفرة، لكن بكل تأكيد ، وبالنظر لمعطيات الواقع، فإن الانتخابات المقبلة في تطوان ، ستأتي بوجوه جديدة للمجلس الجماعي بتطوان.