خلال الشهر الماضي أقدم حزب الأصالة والعصارة بتطوان على تأسيس فرع له بجماعة جبل الحبيب في إطار سياسة القرب التي ينهجها الحزب على الصعيد الوطني ؟ ومنذ الصباح الباكر توافدت جماهير غفيرة من كل مداشر القبيلة تحمل لافتات لصور رئيس المجلس شاكرين حامدين لا يخصهم شيء ، وأفرزت عملية انتخاب المكتب: احمد بنعلال كاتبا للفرع وآخرون لم يتم الكشف عنهم لحد الساعة كما ذكر الحاضرون أنفسهم ؟ ما يثير الدهشة والاستغراب هي عقلية بعض الأحزاب السياسية أو جميعها التي أصبحت تنهج أساليب سخيفة استعدادا للاستحقاقات باعتمادها علاقة مع إفراد محسوبين على رؤوس الأصابع لهم الخبرة الجيدة في شراء الأصوات وكم ثمن الصوت بالتقسيط وبالجملة . وما حدث بجماعة جبل الحبيب خلال الانتخابات البرلمانية السابقة لخير دليل على فساد بعض الأحزاب التي فقدت مصداقيتها ولم يعد لها بصيص من الأمل فكسبت ثقافة وزارة الداخلية خلال العهد السابق لدرجة أصبحت عائقا أما كل إصلاح يتم الإعداد له على أعلى المستويات يجعل من المغرب بلدا ينهج بالفعل النهج الديمقراطي الحقيقي الذي هو وحده الكفيل يجنبه ويلات ما يحدث بدول عربية أخرى. فخلال الانتخابات البرلمانية السابقة عرفت ساحة جماعة جبل الحبيب خلال الحملة الانتخابية استعمال المال بشكل لم يسبق له مثيل وكل الأصوات تقريبا تم شرائها وفي العلن في الأحياء والمقاهي وتحت أعين السلطات المحلية التي أخذ نصيبها من الغنيمة فسكتت كعادتها وأرسلت تقارير كاذبة تتماشى مع مقصها المحلي، فقوت بحسب مصالحها الفردية من تشاء وأضعفت من تريد ، ورغم تكبدها خسائر مالية كبيرة ولم تفز بأي منصف لم تستوعب الدرس فتريد كما يبدو النزول مرة أخرى للساحة بنفس الأساليب مستعملة نفس الأشخاص بحيث لا حظ لها إلا بالمال الحرام الذي هو مال المواطن نفسه. وإذا كان رئيس المجلس الجماعي تموقع رسميا في لاحه حزب التراكتور وهو أحد قادة سماسرة الانتخابات بالإقليم يبقى الرئيس السابق وهو خبيرا في تلك السمسرة في كفة أخرى ، فبغرم التقارب الكبير بينه وبين الرئيس الحالي يبقى ماسكا بريش الحمامة بيده اليمنى لارتباطه الكبير والتاريخي بجماعة بني جرشن ، واليسرى في التراكتور للحفاظ على مصالحه الشخصية ...والاعتبار الأخر تلك الجماعة هي الحاسمة في نتائج كل انتخابات جهوية آو برلمانية بحيث عدد سكانها يفوق سكان جماعة جبل الحبيب أربع مرات وفوز الحمامة يكسبه الربح المادي والمعنوي ، وعلى التراكتور بتطوان كنصيحة منا أن لعب ورقة جبل الحبيب وحدها غير مجدية تماما ومجرد أكلة خفيفة" ساندوتش" . وما مصير الأحزاب الأخرى التي سميت في وقت سابق بالوطنية ولم يكن لها أبدا وعبر التاريخ أي حظ بقيادة جبل الحبيب حيث كانت تعتمد على المناضلين متمسكة بمنطق النزاهة والشفافية آخذة بأفكار سي علي الذي حرق كل أوراق حزب الاستقلال بالمنطقة بحيث كان رسولا للأحزاب الأخرى دوره تمويه مفتشية حزب الاستقلال بتطوان ليتلقى الحزب طعنة كبيرة.... وقد عاد حزب الاستقلال لجماعة جبل الحبيب وجدد فرعه خلال عدة شهور ، وقد جريدة العلم بعد تجديد الفرع نشرت مقالا بعد غيبة دامت عقودا من الزمن لتلفظ أخيرا بجماعة جبل الحبيب متضامنة مع سكان مدشر اهباطة للتعسفات التي طالتهم من خلال سيبة احد أعوان السلطة للمدشر في تماديه التلاعب مع آخرين بأراضي الجموع التي هي ملك ساكنته. وجاء تجديد فرع الحزب بالجماعة بعد أن تهيأت الأرضية ورأى البعض ضرورة تجديد فرع للحزب ليكون حزبا معارضا ، والحقيقة رغم عدة تحفظات فان الفرع ذلك تجدد في ظروف صحية نوعا ما بحيث حضر بالفعل جمهور لا بأس به من الساكنة بعكس ما تم خلال تأسيس فرع الأصالة والمعاصرة. غير أن وفاة كاتب الفرع أسكتت صوت بعض الناس الذين رأوا احتمائهم تحت مظلة حزب الاستقلال ، وبالرغم من وجود نواب للكاتب فان صوت الحزب سكت وكأن انه لا وجود لنوابه وأعضاء المكتب ؟ فهل لينجح الحزب بالمنطقة لا بد أن يكون كل أعضائه مطرودون من السلطة ؟ وهذا انطبق على فرع الجمعية الوطنية لمحاربة الفساد التي كانت أسست فرعا لها بالجماعة فانتقدتنا ولامتنا لما قلنا لمسئوليها بتطوان أن عمر الفرع قصير ... فأين كذلك محاربي الفساد من أعضاء هذا المكتب ومن بينهم أعضاء في المجلس الجماعي ؟ وأين حقوق سكان مدشر اهباطة الذين وعدوهم بالدفاع عنها ؟ لقد كان لهؤلاء سلة بعنب ولو أنه مرا... على الأقل عنبا ... وألان السلة في خطر.. نقول لكل من ذكرناهم أو اشرنا لهم من قريب أو بعيد رأفة بالمواطن الضعيف المغلوب وبأنفسكم أيضا أفلا ترون أنكم أصبحتم مغلوبين ؟ وكفا خدمة أسيادكم ورأفة بتلك الجماعة المفقرة المهجرة أخذتم كل شيء وماذا تبقى لكم بها ؟ وللمواطن الباكي نقول: أنت تجني ثمار بيع صوتك ولا حق لك إلا بعد أن تختار بقناعتك، وعلى الأقل لما ترى حاجة بيع صوتك فخذ مبلغه ولا تصوت على من اشتراك فأنت تعلم من يشتريك يبيعك.. آو لا تصوت على احد هكذا تكون خطوت خطوة هامة. بريس تطوان