وجدت دراسة أعدتها «الجمعية العربية للصحة الجنسية» بالقاهرة،أن الجنس يحتل مرتبة متقدمة ضمن أولويات الحياة للجنسين، وجاء في المرتبة الثالثة، متقدماً على الكثير من أولويات الحياة مثل القدرة المالية والحياة الأسرية، حيث احتلت الصحة العامة المرتبة الأولى بالنسبة للرجال تلاها العمل والمستقبل المهني. أما بالنسبة للسيدات فجاءت الحياة الأسرية على قمة الأولويات، بينما احتل الجنس المرتبة الخامسة، وبالرغم من أن 89% الرجال و69% من السيدات أقروا بأهمية الجنس في حياتهم، فإن 81% من الجنسين أقروا بعدم الرضاء عن حياتهم الجنسية الحالية. وقد شارك في الدراسة 50 ألف رجل وامرأة من سبع دول هي: مصر والسعودية والإمارات ولبنان والجزائر والمغرب بالإضافة إلى جنوب أفريقيا. وتعد هذه الدراسة الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط والتي تتناول العلاقة الجنسية بين الأزواج وتؤكد الدراسات السابقة أن نسبة الرضا عن الأداء الجنسي عند الرجال في مصر بلغت 39% فقط، في حين أكدت أن 41% من السيدات فقط راضيات عن أداء أزواجهن الجنسي. وكشفت الدراسة عن أن عدم الرضاء عن الحياة الجنسية لا يقتصر على المتقدمين في السن من الرجال والنساء، ولكن يشاركهم فيه الشباب أيضاً فقد تمت مقارنة المشاركين في البحث بعد تقسيمهم لثلاث مجموعات سنية شملت الأولى الرجال أو النساء قبل سن الثلاثين والثانية بين سن الثلاثين والخمسين والثالثة فوق سن الخمسين. وتبين أن السيدات تحت سن الثلاثين هن الأقل رضاءً عن حياتهن الجنسية، وعلى الجانب الآخر كان الرجال بين سن الثلاثين والخمسين هم الأقل رضاءً عن حياتهم الجنسية. وأظهرت النتائج أن الرضاء عن الحياة الجنسية يؤثر بشكل كبير على الرضاء عن أولويات الحياة الأخرى، فالنساء والرجال الذين أقروا بالرضاء التام عن حياتهم الجنسية أظهروا قدراً كبيراً من الرضاء عن أولويات الحياة الأخرى، ولديهم نظرة أكثر إيجابية لأمور الحياة العامة، وأظهروا قدراً أكبر من الثقة بالنفس، وتبين أن الرضاء بالنسبة الحياة الجنسية يؤثر على معدل النشاط الجنسي. وكشفت فعاليات مؤتمر الجمعية المغربية لأمراض المسالك البولية هذه السنة في الصخيرات، عن هذه الدراسة الميدانية، حول مدى رضى أزواج هذه المنطقة عن علاقاتهم الجنسية..عن أن 81 في المائة من المستجوبين العرب في الدراسة عبروا عن عدم رضاهم عن جودة حياتهم الجنسية، إذ قال 98 في المائة من الرجال و96 في المائة من النساء إنهم يجدون أن الحياة الجنسية تكتسي أهمية في حياتهم، مقابل تعبير 19 في المائة منهم عن رضاهم على جودة علاقتهم الجنسية داخل حياتهم الزوجية، وإجماعهم على أن الحياة الجنسية تصنف ضمن أولويات حياتهم الزوجية. وقال البروفيسور عبد النبي جوال، رئيس الجمعية المغربية لأمراض المسالك البولية، إن العيادات الطبية لجراحة المسالك البولية في المغرب تكشف عن أن 30 في المائة من الاستشارات الطبية لدى الطبيب الأخصائي يكون موضوعها مشاكل جنسية، و30 في المائة بسبب مشاكل في البروستات، بينما تشمل النسبة المتقبة أمراضا متنوعة أخرى، تدخل في مجال مشاكل الجهاز البولي والتناسلي. وقدم نتائج هذه الدراسة، خلال المؤتمر المشار إليه، البروفيسور فرانسوا كيليانو، الذي أكد أنها أجريت بمساعدة أطباء أخصائيين في علاج وجراحة المسالك البولية والجهاز التناسلي، حول الصحة الجنسية لدى الأزواج في دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وشملت 500 رجل و500 امرأة في 7 دول مختلفة من المنطقة المذكورة، وشملت السعودية، والإمارات، ومصر، ولبنان، والجزائر، وجنوب إفريقيا، والمغرب، مبينا أنها تهم الفترة من فاتح إلى نهاية سنة 2009. ولم تعط الدراسة معطيات محددة عن الوضع في المغرب، مقابل تضمنها أرقاما ومعطيات عامة عن الدول المذكورة، وأكد كيليانو أن أزيد من 55 في المائة من الرجال المغاربة يشكون انتصابا غير طبيعي، وبعضهم يشكون القذف السريع، وتتراجع لديهم القوة على الانتصاب ابتداء من بلوغهم سن الخمسين. ومن نتائج الدراسة، أن 80 في المائة من الرجال العرب المستجوبين، المتراوحة أعمارهم بين 30 و49 سنة، يعتبرون أن الحياة الجنسية مهمة بالنسبة إليهم، بينما عبر 42 في المائة منهم عن رضاهم عنها، مبينة أن قدرة الرجال على تحقيق انتصاب جيد محدد رئيسي لجودة العلاقة الجنسية بين الزوجين، وأن ضعفها له انعكاسات وتأثير بالغ على حياتهم العائلية. وحدد جودة الانتصاب عند الرجل في أربعة درجات، إذ تمثل الدرجة الرابع الأكثر أهمية، إذ أكد 76 إلى 80 في المائة من المستجوبين عبروا عن عجزهم عن تحقيق انتصاب جيد. وورد في خلاصات الدراسة أن المجالات، التي ينشغل بها الزوجان في حياتهما، ضمن لائحة تضمنت 18 أولية في الحياة العامة، شملت الحياة العائلية، والصحة البدنية، والمستقبل المهني، والحياة الاجتماعية، وجاء الانشغال بالحياة الجنسية في الرتبة الثالثة لدى الرجال، وفي الرتبة الخامسة من قبل النساء. وخلال النقاش، جرى حديث عن أن مشاكل الحياة الجنسية بين الزوجين، أضحى التحكم فيه ممكنا، وتصحيحه من قبل الأطباء الأخصائيين، من خلال وصف أدوية مبتكرة في المجال، إلا أنه وجب الحذر من مضاعفاتها الجانبية، ويشترط في أخذ هذه الأدوية استشارة الطبيب الأخصائي. من جهة أخرى، أفادت مصادر طبية مطلعة أن المغرب لا يتوفر على دراسة ومعطيات رسمية على الصعيد الوطني، حول مستوى جودة الحياة الجنسية عند الأزواج المغاربة، وبالتالي، لا يمكن الحكم على الحياة الجنسية عند المغاربة، في انتظار إنجاز دراسة وطنية، يستجيب للرد على تساؤلاتها الرجال والنساء، دون أي تحفظ. وأكدت المصادر أن الإصابة بمشاكل جنسية عند الرجال تكشف عن وجود أمراض متعددة أخرى، تكون السبب الأبرز وراء فقدان الرجال القدرة على ممارسة جنسية طبيعية، أو تراجع قدرة الانتصاب لديهم، إذ أن جل المصابين بالعجز الجنسي تكتشف إصابتهم بأمراض مزمنة، أبرزها السكري، وأمراض القلب والشرايين، وارتفاع ضغط الدم، أو نتيجة الخضوع لعلاجات طبية أو إشعاعية على الحوض، أو عند الجراحة.