قضاة ومحامون مغاربة وأمريكيون يحتفون برسالة المناضل لوثر كينغ بالرباط رئيسة المجلس القضائي الأمريكي تعتبر الذكرى تعزيزا للعلاقات المغربية الأمريكية نظمت أسرة القضاء المغربي حفلا تكريميا احتفاء بذكرى عيد ميلاد وإنجازات المناضل مارتن لوثر كينغ، أيقونة النضال من أجل الحقوق المدنية في أمريكا. وترأست أسرة القضاء الأمريكي التي حضرت الحفل، وضمت وفدا من 130 شخصية، بينهم قضاة ومحامون من الهيئة الوطنية لقضاة ومحامي أمريكا، ألفريدا دافيس لانكفورد، المديرة التنفيذية للمجلس القضائي الأمريكي، بينما ترأس أسرة القضاء المغربي، مصطفى فارس، الرئيس الأول لمحكمة النقض، ومصطفى مداح، الوكيل العام للملك بالمحكمة نفسها. وبعد ترديد النشيدين الوطنيين للولايات المتحدةالأمريكية والمغرب، قال مصطفى فارس إن مقاربة لوثر كينغ لمواجهة مشاكل العالم، كما سطرها في كتابه "خطوة نحو الحرية"، تقتضي الالتزام بالمبادئ التي تهيئ للوصول إلى المجتمع الحبيب، الذي يعتبره لوثر كينغ إطارا للمستقبل، لتحقيق عالم يسوده الوئام ورفع مستوى العلاقات البشرية للوصول إلى العدالة بكل معانيها، مضيفا أن "تكريس كينغ لهذه المقاربة جعلها وسيلة لحياة الشعب الشجاع، وقوة إيجابية لمواجهة قوى الظلم باستخدام القدرات الروحية والعاطفية والفكرية كقوة حية من أجل التغيير والمصالحة". وسرد فارس، خلال كلمته بالمناسبة، مراحل حياة الأسطورة مارتن لوثر كينغ، وثراثه قائلا إن "مارتن لوثر كينغ بصم الإنسانية جمعاء بمواقفه، التي أثرت بشكل كبير في المجتمع الأمريكي خاصة والمجتمع الدولي عامة". وأبرز الرئيس الأول لمحكمة النقض أمام الوفد الأمريكي منهج لوثر كينغ، الذي يقوم على "تقبل المعاناة دون الانتقام، للوصول إلى تحقيق الهدف من خلال تجنب العنف الداخلي للروح والعنف الجسدي الخارجي بهدف المحافظة على روح معنوية عالية خلال حملة اللاعنف"، موضحا أن التغيير الاجتماعي الذي ينشده كينغ يتطلب جمع المعلومات والتعليم والالتزام الشخصي والتفاوض والعمل المباشر والمصالحة". وفي كلمة لها، سلطت ألفريدا دافيس لانكفورد، المديرة التنفيذية للمجلس القضائي الأمريكي، الضوء على حياة لوثر كينغ، ونضاله الذي خول للمحامين والقضاة الأمريكيين من أصول افريقية إمكانية ممارسة مهنة القضاء والمحاماة، مذكرة بالمعاناة التي عاشها الأمريكيون من أصول أفريقية مع مختلف أشكال التمييز العنصري والإقصاء. ونوهت المدير التنفيذية باحتفال محكمة النقض المغربية بذكرى لوثر كينغ، ودعوة الوفد الأمريكي لمشاركته هذه الذكرى، معتبرة أن الاحتفاء بذكرى كينغ مع الشركاء المغاربة بالرباط "يعد مؤشرا على التقارب في العلاقات بين أسرتي القضاء في المغرب والولاياتالمتحدة"، معربة عن عزم الإطار الذي تمثله على تعزيز هذه العلاقات. وتابعت لانكفورد قائلة، عن دعوة الوفد القضائي الأمريكي للاطلاع على تجربة المغرب القضائية ومخططاته لإصلاح العدالة، إنه "أصبح بإمكان القضاة والمحامين الأمريكيين أن يأتوا إلى المغرب من أجل وضع خبرتهم رهن إشارة نظرائهم المغاربة من أجل الدفع بعجلة إصلاح منظومة العدالة التي انخرطت فيها المملكة المغربية". وأبرزت المحطات الأساسية في نضال كينغ ل"وضع حد للظلم العنصري الذي عاناه الأفارقة الأمريكيون" مشيدة بدوره الأساسي في مبادرة مقاطعة الحافلات العمومية في مدينة مانتغوميري بولاية ألاباما سنة 1955، وخطاباته التي ألهمت الملايين على امتداد الخمسينيات والستينيات من القرن المنصرم، وفي مقدمتها خطابه الشهير "لدي حلم". وخلال الحفل التكريمي عرضت أشرطة توثيقية للتعريف بحياة لوثر كينغ ونضاله وإنجازاته، كما زار الوفد الأمريكي متحف محكمة النقض، وعرض بورتريه لمارتر لوثر كينغ، من إنجاز الفنان التشكيلي المغربي عبد الهادي بن بلة، فضلا عن فقرات موسيقية نشطها العازف عبد الإله العمري، مخلدة لذكرى أسطورة النضال الأمريكي. يذكر أن الزعيم الأمريكي مارتن لوثر كينغ من أصول إفريقية، كان قسا وناشطا سياسيا، حاصل على جائزة نوبل للسلام سنة 1964، واعتبر من أهم الشخصيات التي دعت إلى الحرية وحقوق الإنسان في الولاياتالمتحدة، والقضاء على التمييز العنصري ضد السود، قبل أن يغتال في 4 أبريل 1968.