"حماية مصادر الصحفيين" موضوع الأطروحة التي أغنى بها الخزانة الوطنية وأشاد بها أعضاء اللجنة نال الأستاذ زهر الدين طيبي مدير نشر جريدة الحدث الشرقي، الدكتوراه في القانون باللغة الفرنسية بكلية الحقوق والعلوم الاقتصادية والاجتماعية التابعة لجامعة محمد الاول بوجدة ، بميزة مشرف جدا مع توصية بالطبع، حيث ناقش أطروحته، يوم السبت 15 يونيو 2013 ، والتي حملت عنوان: " حماية مصادر الصحفيين" و تعتبر هذه الدراسة الأولى من نوعها في هذا المجال، وقد أبرز الأستاذ زهر الدين أهمية الموضوع بالنسبة للمجال الحقوقي بصفة خاصة والمجال الإعلامي بصفة عامة في ظل الحراك القائم حول سؤال الولوج إلى المعلومة وحماية مصادر الصحفي، ونبه الأستاذ الباحث إلى ضرورة الفصل بين الحق في الحصول على المعلومة للجمهور وبين حق الجمهور في المعلومة، حيث أكد على أن حرية التعبير والرأي تندرجان ضمن حق الجمهور في المعلومة التي اعتبرها المشرع المغربي حقا جوهريا، بينما يبقى الحق في الحصول على المعلومة للجمهور أقل شأنا حيث لم يشر إليه إلا بشكل غير دقيق في قانون الصحافة، بينما الحق الأول لا يمكن ممارسته إلا في ظل ممارسة سليمة للحق الثاني. ولئن كان موضوع السر المهني قد تم تناوله في مجال الطب والخدمات البنكية والمحاماة... بكثير من الخصوصيات، فإنه في المجال الصحفي لم ينل حظه من البحث والدراسة سابقا إلا مع هذه الأطروحة التي قاربته اعتمادا على منهجية المقارنة والبحث في النصوص والوقائع التي تؤسس لهذه الأطروحة، خصوصا وأن الممارسة الإعلامية أثبتت أن هذا الحق في الولوج إلى المعلومة يبقى في المغرب مجرد شعار لا يرقى إلى مستوى التنفيذ والتطبيق. في الوقت الذي ينظر فيه لهذا الحق في الدول المتقدمة على أنه سر وجود الصحفي وأصله التجاري. فعندما كان أعضاء اللجنة العلمية يثنون على زهر الدين طيبي، ويستخرجون مواقع القوة في بحثه لنيل شهادة الدكتوراه، كانت هامة مدير جريدة "الحدث الشرقي" ترتفع وترقى إلى ما لم يسبقه إليه أي صحافي منسوب إلى هذا الجسم بوجدة. كان الموضوع هو حماية مصادر الصحافيين، وكان المجال هو المجال القانوني بالطبع، لكن المحتوى مرتبط بالصحافة والإعلام الذي انطلق منه زهر الدين في منتصف التسعينات كرئيس تحرير ومدير منتدب، ليصل إلى دكتور وباحث قد يغني الخزانة المغربية ببحث قال عنه الدكتور علي الكثير: "إنه بحث جدير أن يتعرف عليه كل الباحثين والمشتغلين بالقانون والإعلام على الصعيد الوطني والدولي". إن الإجماع الذي كان يتقاسمه كل أعضاء اللجنة حول سلامة اللغة التي كتبت به الأطروحة، واحترام المنهجية العلمية الدقيقة، جعل من مدير نشر جريدة "الحدث الشرقي" أحد الباحثين القانونيين الذين نقشوا أسمائهم بكثير من المثابرة والعصامية والجدية، وبقليل من الحظ. فمن هو هذا الباحث الذي شرف الجسم الصحفي بوجدة؟. إنه زهر الدين طيبي مدير أسبوعية "الحدث الشرقي"، و أستاذ بالمدرسة العليا لتكنولوجيات التابعة لجامعة محمد الأول بوجدة. لم تكن التجربة الإعلامية عنده مجرد تجارب ورسوم وبيانات على الأوراق، بل كانت رهانا حيويا للخروج من الانسداد الجهوي، إلى شساعة عملية صنع قرار السياسة الخارجية الأمريكية، فكان زهر الدين طيبي المشارك الوحيد من المغرب في برنامج الزائر الدولي للولايات المتحدةالأمريكية من 9 إلى 28 فبراير 2004، وكان أحد المساهمين في التأليف وإغناء خزانة العلاقات الدولية، كما أن أطروحته التي أعدها لنيل دكتوراه الدولة في القانون في موضوع "السر المهني في الصحافة" يعتبر من المواضيع القليلة التي تمت مقاربتها بدراسات أكاديمية على الصعيد الوطني. إن المتتبع للمسارات الإعلامية الموجودة من حياة زهر الدين طيبي يلحظ أنه لم يخطئ أيا من أصناف الصحافة كانت مكتوبة أو مسموعة أو مرئية ، فقد كان حاضرا منذ 1990 مع جريدة "أنتر وجدة" وكان مديرا منتدبا لجريدة إسلي سنة 1994، ورئيس تحرير جريدة الشرق، ومدير نشر أسبوعية الحدث الشرقي منذ سنة 1999، كما أعد وقدم برنامجا حواريا إذاعيا مباشرة من محطة وجدة بعنوان "قضايا ومواقف" وألفته الشاشة الصغيرة في كثيرة من المحطات فهو الأستاذ الباحث المشارك في إحدى حلقات البرنامج المباشر" قضايا وآراء" الذي تبثه القناة الأولى، وهو أيضا مقدم سهرة " نغموتاي" للتلفزة المغربية، وقارئ التعليق لمسلسل علماء المغرب بالأندلس، ومتعاون مع قناة أبوظبي في برنامج " أبرياء". قد يكون العنوان الكبير الذي يمكن ان يلتصق بمسيرة زهر الدين هو النجاح، والحياة إما أن تكون مغامرة جريئة...أو لاشيء، هكذا تتصور "هيلين كيلر" الحياة وما أحكمها، والمرء الذي لا يحاول أن يفعل شيئا أبعد مما يتقنه، فإنه لن يتقدم إلى الأمام قيد أنملة، وتلك حكمة أخرى منسوبة ل "رونالد إسبورت" وما أبلغها، وما بين الأولى والثانية ينتصب النجاح كقيمة إنسانية فريدة، قد تصاحب البعض في حياتهم كما تولي ظهرها للكثيرين، فالنجاح نادرا ما يكون حليف اولئك المترددين الذين يتهيبون المواقف و نتائجها، لكنه غالبا ما يكون حليف أولئك الذين يعملون بجرأة و صبر وهذه حال زهر الدين طيبي. يحق للصحافة الجهوية بوجدة أن تفخر بهذا الانجاز العلمي الكبير لأحد الصحفيين المنتسبين لهذه الجهة، وهذا التألق لمدير أسبوعية الحدث الشرقي يشرف كافة المنتسبين للجسم الإعلامي المحلي وينفي تلك الصفة الدونية المرتبطة بالاعلام الجهوي خصوصا بعد نزوح العديد من الجهلة والسوقة إلى هذا الميدان الذي ارتبط عبر مسيرته الطويلة بأهل الفكر والثقافة والرأي.