اتجه عدد من المطربين والمطربات العرب مؤخراً إلى أداء أغانٍ باللهجة المحلية المغربية في ألبوماتهم الجديدة، آخرهم المطرب الكويتي المعروف عبدالله الرويشد، والمطربة اللبنانية ديانا حداد، والمطرب الإماراتي فايز السعيد، والمغني السوري ساموزين. ويعزو مراقبون "لجوء" العديد من نجوم الغناء إلى استخدام اللهجة المغربية، رغم صعوبتها من حيث النطق والفهم، إلى محاولتهم إضفاء نوع من التجديد على مسارهم الغنائي المتراكم، وأيضا لاستكشاف هذه اللهجة التي ظلت "غريبة" لسنوات طويلة عن آذان الجمهور العربي. مشارقة بالمغربي ويستعد المطرب عبدالله الرويشد لإطلاق ألبومه الجديد، الذي يضم 12 أغنية جديدة بإيقاعات وألحان متنوعة، من بينها أغنية تعد مفاجأة الألبوم سيؤديها باللهجة الدارجة المغربية، والأغنية من كلمات الشاعر ساهر، وتلحين الفنان يوسف العماني. أما المطربة ديانا حداد فتُحضر أغنية جديدة باللهجة المغربية في تجربة ليست بالجديدة على المغنية اللبنانية، حيث سبق لها أن غنت باللهجة المغربية في ألبومها السابق "أول مرة"، وكانت الأغنية بعنوان "كنت حاسبك". كما أدت حداد أغنية "اللي ناوي" من التراث المغربي بلحن وتوزيع جديدين. وأكدت حداد لوسائل إعلامية مغربية مؤخراً أنها تفكر دائماً بالتنوع والتغيير في اختياراتها، وكشفت أنها تبحث بشكل مستمر عن كلمة ولحن جميلين لأغنيات مغربية تقدمها تقديراً لجمهورها المغربي الذي يطالبها دوماً بأغانٍ جديدة ومتميزة. أما المغني والملحن الإماراتي فايز السعيد فطرح، بموازاة ألبومه الجديد "صاروخ 2013"، أغنية بعنوان "أطير للمغرب" تتغنى بجمال مناطق المغرب، وهي من تلحينه وكلمات الشاعر الكويتي مصعب العنزي، الذي سبق له أن كتب أغنية "تْلاحْ" للمغنية اللبنانية ميريام فارس. وكان السعيد قد جرب الغناء باللهجة المغربية قبل ثلاث سنوات من خلال أغنيته "ويلي" التي لحنها بنفسه، وكتب كلماتها الشاعر عبدالله الملحم. ومن جهته خصص ساموزين، لأول مرة في مشاوره الغنائي الفتي، حيزا لتأدية أغنية باللهجة المغربية بعيدة عن التراث المحلي، أطلق عليها عنوان "كي دايْر"، أي "ما أخبارك"، ضمن ألبومه الجديد. كسر "عزلة" اللهجة المغربية وأرجع الباحث الموسيقي الدكتور محمد فنيدي، في تصريحات ل"العربية.نت"، ما سماه "تهافت" عدد من الأسماء اللامعة في سماء الغناء العربي حالياً على تأدية أغانٍ باللهجة المغربية إلى عوامل فنية وتجارية عديدة، منها نجاح تقريبا جميع الأغاني التي أداها مطربون ومطربات من المشرق باللهجة المغربية. واستدل فنيدي على كلامه بالإشارة إلى النجاح الجماهيري الذي لاقته أغنية "تلاح" للمغنية اللبنانية ميريام فارس ضمن ألبومها "من عيوني"، وهي الأغنية التي مزجت فيها فارس موسيقى "كناوة" المغربية التراثية بالإيقاعات العصرية. كما أشار إلى نجاح أغنية "أدعوك" باللهجة المغربية التي أداها المنشد الكويتي الشيخ العفاسي. وتابع المتخصص قائلاً إن اختيار المطربين الغناء باللهجة المغربية يدل على عدم صواب الفكرة التي أشيعت عن اللهجة المحلية بأنها صعبة ومعقدة، مضيفاً أن كل ما يلزم هو شيء من الاختيارات الذكية للكلمات واللحن المناسب لتعطي أغنية ناجحة. وأفاد فنيدي بأن غناء هؤلاء "النجوم"، شبابا كانوا أو مخضرمين، يعد فرصة ذهبية لكسر "العزلة" التي عانت منها اللهجة المغربية خلال عقود من الزمن، الوضع الذي أدى إلى اضطرار مطربات مغربيات بالخصوص إلى الغناء باللهجات المشرقية والخليجية من أجل انتشار فني أوسع.