ظلت »ميلودة» الشابة المقعدة التي لم تتجاوز21 ربيعا المقيمة في بلدة .... نواحي وجدة تتساءل كل مرة عن الوسيلة التي ستمكنها من التنقل عشرات الكيلومترات من قريتها البعيدة إلى دائرة للأمن الوطني بعرصة المعاش بمراكش غير بعيد عن ساحة جامع الفنا لإنجاز إجراءات البطاقة الوطنية البيومترية. كيف لا وهي التي لا تستطيع التنقل إلا بمساعدة أحد أفراد أسرتها، وذلك بسبب طبيعة إعاقتها وماتفرضه من عقبات وصعوبات في الحركة أو استعمال مرافق وخدمات وسائل النقل. حالة «ميلودة» ليست الوحيدة من الحالات التي تقف ظروفها حجرة عثرة أمام التنقل إلى مراكز الأمن لإنجاز الهوية، بل هناك الكثيرون من أمثالها من لايستطيعون أو تسعفهم ظروفهم للتنقل، إما للإعاقة، أو المرض، أو إكراهات العمل وغيرها لمتابعة مسطرة الإنجاز. لكل هؤلاء وتعزيزا لمبادئ الحكامة الأمنية التي أكد عليها التعديل الدستوري الجديد، أطلقت المديرية العامة للأمن الوطني ابتداء من أول أمس الثلاثاء21 غشت، وتزامنا مع عيد الشباب، بوابة إلكترونية خاصة بالبطاقة الوطنية البيومترية بهدف تبسيط كل الإكراهات والصعوبات التي تحول دون إنجاز هذه الوثيقة. هذه الخدمة والتي تختلف بين ماهو مسطري وإجرائي، تأتي في إطار تقريب الإدارة من المواطنين، والتي يمكن الاستفادة من خدماتها عبر العنوان الإلكتروني WWW.CNIE.MA توفر لطالب الخدمة شروحا مفصلة لمسطرة ومواعيد مضبوطة للحصول على البطاقة ومعايير ومواصفات إنجازها، وتتبع مسطرة إعدادها ومواعد إنجازها إلى جانب خدمات استثنائية مقدمة للأشخاص المعاقين، أو كبار السن، أو المصابين بأمراض تحول دون تنقلهم إلى إدارات الأمن الوطني المكلفة بإنجاز البطاقة الوطنية، إما بالتنقل إلى منازلهم أو المستشفيات التي يوجدون بها. وللحصول على هذا النوع من الخدمة، ما على هؤلاء إلا تعبئة المطبوع الخاص بالحالات الخاصة والمتوفر في البوابة الإلكترونية، وإرفاقه بشهادة تثبت الإعاقة أو المرض، ويتم إيداعه من طرف أحد أفراد أسرة المستفيد، وذلك لتحديد موعد إعداد البطاقة الوطنية، وتنقل موظف الأمن إلى مكان إقامة الطالب للخدمة أو المستشفى الذي يقيم فيه. تأتي الخدمة الجديدة للمديرية العامة للأمن الوطني والتي سبقتها عمليات أخرى من قبيل البطاقة الوطنية الرقمية وجواز السفر الرقمي والبطاقة الرمادية ورخصة السياقة وغيرها من الوثائق الرسمية الإلكترونية في إطار مخطط المغرب الرقمي الذي انطلق العمل به منذ أكتوبر 2009، ويهدف إلى تحقيق منافع هامة على مستوى الكفاءة والفعالية والجودة والشفافية، ويهدف في نفس الوقت إطلاق حوالي 80 خدمة إلكترونية جديدة على الأنترنيت في أفق2013 ، بمبلغ إجمالي يقدر ب5 ملايير درهم. ويبقى التساؤل ما إذا كان هذه الخدمة التي أطلقتها المديرية العامة للأمن الوطني والتي تهدف إلى التواصل مع طالبي البطاقة الوطنية، ستشغل بالفعالية المطلوبة عكس الخدمات الأخرى، وخاصة بطاقة السياقة وبعض الخدمات الأخرى، والتي يجد العديد من المترددين على خدماتها في الأنترنيت صعوبات في تتبع ملفات حصولهم عليها. معلومات حول البطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية http://oujdia.info/news/forum.php?action=view&id=2696