ما هي رسالة حزب النهضة والفضيلة من استضافته أبي حفص بمدينة وجدة؟ إن استضافة الشيخ رفيقي محمد بن عبد الوهاب المشهور بأبي حفص من لدن حزب النهضة والفضلة بوجدة، وكذا اختيار موضوع "مفهوم الحرية في الإسلام" كعنوان لمحاضرته، له أكثر من قراءة، خصوصا وأنها أول استضافة للشيخ بهذه المدينة الأبية. لقد أثار موضوع الحريات شرائح واسعة من المجتمع، وتجندت للتعبئة له تيارات متباينة، ما بين رافض ومشكك ومرحب، فبعد الزوبعة التي أثارها الغزيوي بتصريحاته حول ضرورة إلغاء قانون تجريم العلاقات الجنسية خارج إطار الزوجية، والضجة التي خلقها رد الشيخ عبد الله نهاري على هذه التصريحات، بات من واجب الأحزاب التي تصف نفسها بالإسلامية أن تخرج من قوقعتها وتبدي موقفها من هذا النقاش، حيث إن حزب العدالة والتنمية الإسلامي والذي يترأس الحكومة قد أبدى امتعاضه من تصريحات النهاري، في حين أنه لم يلمز الغزيوي ولو بنصف كلمة، بل أكثر من ذلك، فقد أمر بفتح تحقيق مع انهاري، ولم يأمر به مع الغزيوي الذي استفز مشاعر الأمة. هذا ما جعل الباب مفتوحا على مصراعيه أمام حزب النهضة والفضيلة، الذي سجل أول ضرباته المركزة حينما بادر بإصدار بيان محبك الديباجة، برّأ فيه الشيخ انهاري مما نُسب إليه من تهمة التحريض على القتل، الشيء الذي لم يقم به حزب العدالة والتنمية، رغم أن الشيخ كان من أكثر المناصرين له، بل وسببا في فوزه بمقعدين برلمانين عن وجدة أنكاد. وتأتي هذا المحاضرة لترسم التوجه الجديد لحزب النهضة والفضيلة، في تمثيل المعارضة الإسلامية لِتَوَجّه حكومة إسلامية فقدت الكثير من بريقها، إثر التنكر لأسمى مبادئها المتمثل في حماية الدعوة والدعاة. إبراهيم تسولي: مسؤول بشبيبة الحزب