ميزانيات بالملايير بالجامعات والأندية تصادق عليها جموع فولكلورية ومنخرطون وهميون حسب الزميل عبد الإله المتقي عندما بعثت أندية الجمباز مراسلات إلى مختلف الجهات للمطالبة بافتحاص مالية الجامعة من طرف المجلس الأعلى للحسابات، اعتبر رئيسها الكولونيل مصطفى الزكري ذلك إهانة لمساره الرياضي وتنكرا لإسهامات على مدى 35 سنة. الرجل الذي أصبح أقدم رئيس جامعة بعد رحيل عبد الهادي غزالي عن جامعة الكرة الطائرة، محتاج إلى شيء يدافع به عن نفسه مع اقتراب نهاية عهده الطويل، فكان أحوج إلى متفشي المجلس لكي ينصفوه ويمسحوا ما تراكم من غبار على مرحلته، لكنه رفض واعتبر ذلك إهانة، بل لم يكتف بذلك بل أعلن استقالته. غضب المصطفى زكري واستقالته تلخص موقف المسؤولين في الرياضة الوطنية من كل شيء له علاقة بالمراقبة والحساب، ربما لذلك يرفضون عقد الجموع العامة بانتظام ويرفضون ترك مناصبهم لغيرهم، مخافة أن يفضح جرائمهم التي تنتهي في الغالب دون عقاب. فجامعات وأندية عديدة لا تعقد جموعها العامة، وفي مقدمتها جامعة كرة القدم، التي يشرف عليها علي الفاسي الفهري ويده اليمنى نوال خليفة، وهما نفسهما اللذان أشار إليها تقرير المجلس الأعلى للحسابات في إشرافهما على المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، فمن يخطئ في مهنته التي يحاسب عليها ويتقاضى أجره مقابلها، لا بد أن يخطئ في جامعة رياضية يسيرها بالتطوع دون حسيب ولا رقيب. والطامة الكبرى هي التي توجد في الأندية، فهي ليس مثل المكتب الوطني للماء الصالح للشرب الذي يخضع لمساطر مهنية مضبوطة وصارمة ومع ذلك وجدت به اختلالات، فيما تحصل الفرق الرياضية على الأموال من هنا وهناك، بعضها من أموال الشعب وبعضها عن طريق صفقات كبيرة بالملايير، وفي النهاية يطلب منها تقديم الحصيلة في جمع عام فولكوري وبمنخرطين وهميين. لهذا فالمجلس الأعلى للحسابات والمجالس الجهوية للحسابات أصبحت ضرورة ملحة في الرياضة الوطنية، حتى تحقق التوصية الملكية في المناظرة الوطنية بالصخيرات، والتي جاء فيها "نلح على اعتماد وتعزيز آليات المراقبة والافتحاص والمحاسبة، فهي النهج القويم لوضع حد للتعتيم الذي تعرفه مالية العديد من الأندية وميزانية الجمعيات ولنزوعات التبذير وسوء التدبير، وغيرها من الممارسات المخالفة للقانون وللروح الرياضية". وتأمل الساكنة الوجدية وتننتظر بفارغ الصبر موعد حلول المجلس الأعلى للحسابات بالجهة الشرقية بمختلف الأندية الرياضية،وخاصة بنادي المولودية الوجدية لكرة القدم لرفع اللبس الذي صاحب جمعه العام الأخير،خاصة بعد ما شنفت أسماع الساكنة العديد من الأصوات والجمعيات حول فساد التدبير والتسيير السابقين للمولودية....