فاس تعترف بالأدب والأدباء المغاربة الكبار وفي وجدة يتم إهمالهم ويتم تكريم شعراء "الخاوي" من أجل الإحتفاء بالشعر والشعاء ،احتضنت دار الثقافة بفاس حفلا امتزجت فيه الكلمة بالموسيقى وهو حفل توزيع جائزة القصيدة بالمغرب في دورتها الأولى مساء يوم السبت 18 شباط/فبراير 2012 والتي حملت علما شعريا مغربيا والمكرم في نفس الوقت وهو الشاعر ‘محمد علي الرباوي'،اللقاء نظم من طرف محترف الكتابة بفاس بتعاون مع المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بجهة فس بولمان ومؤسسة نادي الكتاب بالمغرب والجماعة الحضرية لفاس. تأتي هذه الجائزة حسب كلمة للسيد ‘سلام أحمد ادريسو' الكاتب العام لمحترف الكتابة بفاس: في إطار ملتقى سنوي يتسم بطابع خاص هذه السنة وهو امتداد وتتويج لما سطره محترف الكتابة السنة الفارطة وخلالها كان لنا برنامج ذو طابع خاص، حيث احتفينا خلالها ب “ثقافة الصحراء” بالمعنى الإنساني الشمولي بكل ما تحمله من إضافات كونية إنسانية،وفيها قمنا بإضافة فصل لهذا البرنامج وأعلنا عنه في وسائل الإعلام ولأول مرة أحدثنا جائزة “القيدة بالمغرب”.ويضيف في كلمته بأن هذه الجائزة ذات طابع عربي يسعى من خلالها المحترف إلى الإسهام في بناء أساسيات شعرية جديدة وفي هذا البناء الشعري المغربي الذي أصبح رائدا ليس على المستوى الوطني بل حتى العربي،وقد كانت مشاركة محمودة من قبل الشباب وكانت النتيجة فوز شاعرين بالجائزة. وفي كلمة للشاعرة ‘أمينة المريني' رئيسة محترف الكتابة بفاس قالت : لقد دأب المحترف في مشروعه الثقافي والجمالي أن يفتح آفاقا للإحتفاء بالمبدعين من أجل التواصل الوجداني.ولايتم هذا حسب قولها إلا من خلال فلسفتين: التقريب بين المجتمع والمبدعين والإستماع للتجارب الجميلة والمنفردة ثم خلق ممارسة ابداعية مختلفة ،وكل هذا يتم من خلال تكريم الرواد العرب ،وتختم بقولها بأنهم في المحترف يعتقدون ب اشعاع الجائزة كونيا لا يتم إلا إذا تظافرت العوامل المادية والمعنية والإبداعات الشابة والنوايا الصادقة. وقبل أن تسلم مفاتيح الإحتفالية للشعراء وفي كلمة أخرى للسيد ‘عبد الحق اصويطط' رئيس مؤسسة نادي الكتاب بالمغرب ،والذي ركز على الفعل الثقافي التشاركي في مدينة فاس الذي له طبيعة خاصة،حيث قال بأنه على الجميع المساهمة في تأسيس هذا الفعل الثقافي التشاركي المتميز وليس في البهرجة،وهذا الفعل يقوم على أسس تشاركية حقيقية.أما السيد ‘عز الدين كرا' المدير الجهوي لوزارة الثقافىة بجهة فاس بولمان،والذي ذكر في حديثه بأن مدينة فاس تزخر بالطاقات الشابة وغيرها في ميادين الشعر والأدب …والمديرية أبوابها مفتوحة من أجل دعم هذا الحس الإبداعي الفني القافي. وقبل الحديث عن المحتفى به الشاعر ‘محمد علي الرباوي'،أدلى مجموعة من الشعراء بكلمة في حق هذا الهرم الشعري المغربي،فالشاعر ‘محمد الموساوي' قدم شهادة بعنوان “لحن الذكريات” وقد جمعه مع المحتفى به لقاءات نادرة في الشاون والرباط وفاس مع الإلتقاء في بعض الصدف،و عرف المحتفى به قبل أن يتعرف عليه هو ،ويسرد تفاصيل تعرفه عليه وذلك من خلال ديوانه “الأعشاب البرية” ويقول : وجدت في شعرية محمد علي الرباوي نموذجا ابداعيا مختلفا يحتفي باللغة الشعرية،والقصيدة التي يكتب هي ذاتها التي يتنفسها ويعيش. أما الشاعر ‘جمال بوطيب' والذي سرد مشوار لقائه مع الشاعر الذي بهر الجميع في ربيع فاس من خلال قصيدة بعنوان المغرب الأقصى وهو مهرجان أقيم في التسعينيات من القرن الماضي،ويضيف في تفاصيل علاقته بالشاعر من خلال ثلاثة محطات ضمت ثلاثة عقود في الثمانينات لما كان طالبا عند الشاعر بكلية الآداب بوجدة وفي التسعينيات ثم في منتصف العقد الأول من القرن 21 .وحسب السيد ‘سلام أحمد ادريسو' فالشاعر ‘محمد علي الرباوي' لا يشبه إلا نفسه. والشاعر ‘محمد علي الرباوي' ينتمي إلى الصحراء وهي مسقط رأسه وبالضبط ‘تنجداد' له دواوين عديدة تفوق 20 ديوان ،نذكر منها “الكهف والظل” و”هل تتكلم لغة فلسطين” و”الطائرات والحلم الأبيض” و “الرمانة الحجرية” و “الأعشاب البرية” و “الولد الهر” و “أول الغيث” …وقامت وزارة الثقافة بجمع دواوينه وطباعتها في مجلدين.وقام الشاعر ‘عبد الله العرفاوي' بقراءة من مطلع قصيدته “المغرب الأقصى” حيث جاء فيها : المغرب الأقصى أدمى أمانينا ندنو منه هوى وهو يجافينا المغرب الأقصى أقصى أهالينا لأننا عشنا فيه مساكيننا … والجزء الموالي من الإحتفالية خصص للفائزين بجائزة القصيدة بالمغرب ،حيث عادت الجائزة الثانية لشاعر من ‘القصر الكبير' وهو ‘المصطفى الشريف الطريبق' لقصيدة بعنوان “أرضنا الصحراء”،أما الجائزة الأولى و عادت للشاعر الذي قدم من عاصمة الشمال طنجة وهو ‘أحمد الحريشي' عن قصيدة بعنوان “الصحراء جنوب الروح”. حضر حفل توزيع جائزة القصيدة بالمغرب شعراء لهم وزنهم ك شيخ الشعراء ‘محمد السرغيني' والشاعر ‘محمد بن طلحة' و الشاعرة ‘فاطمة بوهراكة' والشاعر ‘محمد المتقن' والشاعر ‘عبد الرحيم أبو الصفاء' والذي سير الجلسة الشعرية …وللعلم فمحترف الكتابة بفاس تأسس سنة 2008 وقام بتكريم مجموعة من الشعراء في لقاءات فكرية وشعرية عديدة ومن هؤلاء المكرمون :'عبد السلام الموساوي' و ‘محمد بودويك' و ‘علي القاسمي' و ‘محمد مفتاح' …