عندما سمعت العديد من الأرامل الثكالى أن الحكومة أقرت زيادة في المعاشات لا تقل عن 1000 درهم في الشهر ، كانت فرحتهن كبيرة لكن خيبتهن ستزداد نهاية الشهر الموالي... عندما علمن أن الزيادة سيضخها الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ، وأن الصندوق المغربي للتقاعد وصندوق الإيداع والتدبير غير معني بتلك الزيادة. نساء أرامل أنهكهن الزمن وضيق الحال ، يحملن بطائقهن نهاية كل شهر ، وينتظرن لساعات طوال مصطفات في طوابير أمام الوكالات البريدية لتسلم معاشاتهن الهزيلةالتي تصل في حدها الأدنى إلى 26 درهما في الشهر ..إيه نعم 26 درهما في الشهر لمن لا يصدق ..لنتصور نساء يعشهن بهذا القدر الزهيد ، أي بأقل من درهم في اليوم ، الأمثلة عديدة ، نسوق منها اليوم حالتين تستحقان أن تدخل حلبة الأرقام القياسية : السيدة أ.شامة أرملة رقم معاشها بالنظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد الذي يدبره صندوق الإيداع والتدبير هو 1/ 4 20119322 ، هذه الأرملة التي بلغت ردحا من الزمن لا يتجاوز معاشها الشهري ستة وعشرين درهما ، وإن أرادت استخلاصه فعليها أن تشد الرحال عبر سيارة أجرة صغيرة إلى وكالة البريد وتنتظر لساعات طوال ، ثم تعود أدراجها إلى البيت بعد أداء واجبات التنقل من وإلى بيتها لتجد أن ما تبقى لها هو 10 دراهم بالتمام والكمال ... نفس الحالة بالنسبة للسيدة ج. عائشة رقم انخراطها بالنظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد هو 2/ 4 201193224 ، تقطن بالبادية وتبعد عن المدينة ب10 كلم ، وعليها إن أرادت استخلاص معاشها الشهري الهزيل والمحدد في 26 درهما لا أكثر ، أن تنفق أزيد من 20 درهما كواجبات للتنقل للوصول إلى شباك البريد .... الحالتان معا «أ.شامة» و»ج.عائشة» أضربتا عن استخلاص معاشهما وكانت تلك طريقتهما للاحتجاج الهادئ على مهزلة عنوانها « كيف تعيش بأقل من درهم في اليوم « ، ومن أجل ذلك أفرد لهما صندوق الإيداع والتدبير عبر نظامه الجماعي لمنح رواتب التقاعد بطاقة معاش ورقما خاصا ومراسلة خاصة للاطلاع على وضعيتهما عبر شبكة الأنترنيت «كذا « ... عندما سمعت العديد من الأرامل الثكالى أن الحكومة أقرت زيادة في المعاشات لا تقل عن 1000 درهم في الشهر ، كانت فرحتهن كبيرة ... لكن خيبتهن ستزداد نهاية الشهر الموالي عندما علمن أن الزيادة سيضخها الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ، وأن الصندوق المغربي للتقاعد وصندوق الإيداع والتدبير غير معني بتلك الزيادة . فالمجلس الإداري للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي برئاسة جمال غماني وزير التشغيل أوصى في دورته الأخيرة المنعقدة خلال شهر غشت ، بالزيادة في المعاشات من 600 إلى 1000 بمفعول مالي ابتداء من فاتح يوليوز ، وسيتوصل المعنيات والمعنيون بالأمر بمستحقاتهم ابتداء من شهر شتنبر الجاري ، وتشمل الزيادة أزيد من 82 ألف متقاعد و ذوي الحقوق بكلفة مالية إجمالية تصل إلى 290 مليون درهم سنويا ........ حالات التقتها الجريدة نهاية الشهر الماضي أمام وكالة للبريد ، عبرت عن استنكارها للإهمال الذي يطال الأرامل وذوي الحقوق من فقراء صندوق الايداع والتدبير والصندوق المغربي للتقاعد، ومن بينها السيدة م.أمينة رقم معاشها 111/ 408126 ، توفي زوجها وكان يعمل قيد حياته بالقوات المساعدة ، لتعيش محنة مع معاشها المرصود من طرف الصندوق المغربي للتقاعد والمحدد في 387 درهما شهريا ، أي بمعدل لا يتجاوز 12 درهما في اليوم ..نفس المحنة تعانيها الأرملة أ.خديجة التي توفي زوجها سنة 1986 بعد أن ولج سلك التعليم مع مطلع الاستقلال ، وقضى به 30سنة ، الأرملة خديجة ورقم معاشها 244936 تتقاضى اليوم 774 درهما شهريا ، أي بتعويض يومي لا يتجاوز 26 درهما هي حصيلة ما يرصده لها الصندوق المغربي للتقاعد . خطورة الأوضاع الاجتماعية لمن يعيشون أو يعشن اليوم على بؤس المعاشات الهزيلة ، سبق أن نبهت لها فدرالية الجمعيات الوطنية للمتقاعدين بالمغرب التي استنكرت خلال شهر يوليوز الماضي هزالة التقويم الجديد لمعاشات الصندوق المهني المغربي للتقاعد الذي أقره خلال جمعه العام السنوي، وذلك عقب الإعلان عن زيادة سنوية لن تتجاوز1 في المائة سنويا ؟؟؟