تنظر غرفة الجنايات المكلفة بقضايا مكافحة الارهاب بمحكمة الاستئناف بملحقة سلا قريبا في ملف توبع فيه 13 متهما ينحدرون من حيي بني مكادة والسواني بطنجة، والذين يوجد من بينهم اثنان سبق أن حوكما في قضية إرهابية، وواحد منهما وآخران لهم سوابق في ترويج وحيازة المخدرات الصلبة والضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض والتغرير بقاصر، وإضرام النار عمداً وإلحاق خسائر مادية . واستمع قاضي التحقيق لشهود من رجال الأمن أكدوا أنهم تعرضوا للضرب والاعتداء عليهم من طرف أشخاص ملتحين سهلوا عملية فرار متهم مبحوث عنه من قبضة الشرطة وهو مصفد اليدين، حيث قال شاهد أصيب على مستوى ذراعيه بواسطة العصي أن عدد المعتدين فاق 60 شخصا يتزعمهم متهمان اثنان . وحسب محاضر الشرطة القضائية فإنه في إطار التحريات الأمنية لإيقاف المبحوث عنهم بموجب مذكرات بحث وطنية ودولية في قضايا مكافحة الإرهاب تم اعتقال مجموعة من المتهمين مدججين بأسلحة بيضاء بعد القيام باعتراض سيارتين للشرطة ومحاصرتهما واستهدافهما بالرشق، حيث انقلبت واحدة وقاموا بتخليص صاحب سيارة ومرافقه من أيدي الشرطة مع استعمال العنف في حق عناصرها . في هذا الصدد نسب تمهيديا إلى متهم أنه كان على متن سيارة مرقمة بإسبانيا بمعية شخص عند وصوله إلى ساحة تافيلالت ثم إيقافه من طرف دورية للأمن، وحينما طولبا بالإدلاء بهويتهما رفض وإثر الشروع في الصراخ وترديد عبارة "الله أكبر" بغرض لفت وتعاطف المارة وساكنة الحي، حيث تجمعت حولهم حشود كبيرة، خصوصا من أتباع السلفية الجهادية، مضيفا أنه عمل على تحريضه من أجل مواجهة العناصر الأمنية إلى أن بلغ عدد السلفيين أكثر من 200 شخص، وأنه بعد حضور سيارتين أخرتين للشرطة ومواصلة عملية محاصرة السيارة الأولى واصل تحريضه وقام بإحضار ثلاث مجموعات من التيار السلفي الجهادي من إحياء أرض الدولة وبئر الشعيري ومبروكة، حيث هناك من قدر عدد الحاضرين ب 300 شخص. ودائما حسب نفس المصدر فإن سيارة للأمن انقلبت وتمكن المتهم من الفرار ليتعالى الصراخ والسب والقذف وترديد عبارات: "الله أكبر، اقتلوا أعداء الله والبوليس". وأشار متهم في معرض تصريحاته التمهيدية أنه بعد قضائه عقوبة سنتين حبسا داوم على توطيد علاقته بالأشخاص المتبنين للفكر الجهادي وأنه بعد اندلاع الاقتتال في سوريا تولد لديه نوع من التعاطف، خصوصا حينما علم بالتحاق بعض اصدقائه من طنجةبسوريا من أجل الجهاد . وفي ذات السياق أوضح متهم أنه بفعل احتكاكه بأصحاب التوجه السلفي اقتنع بتوجهاتهم العقائدية وتعرف على أشخاص التحقوا بالتنظيمات الجهادية كالمسمى بلال الذي استشهد هناك، وكانوا يعقدون لقاءات واتفقوا على ضرورة دعم ومساعدة هذه التنظيمات في سوريا، إضافة إلى نشره قصيدة رثاء حول استشهاد أمير كتيبة طارق ابن زياد، التابعة لتنظيم دولة الاسلام في العراق والشام، وكذا نشر خطبة لأبي مصعب الزرقاوي . وقد نفى الظنين عند الاستماع إليه من قبل قاضي التحقيق انتماءه إلى أي تيار سلفي أو جهادي أو ديني متطرف ولم يسبق أن شارك في أية وقفة احتجاجية في إطار التنسيقية للدفاع عن المعتقلين الاسلاميين، مضيفا أنه لا يتذكر أنه قد قام بنشر أية تسجيلات صادرة عن تنظيمات ارهابية أو قصائد مهما كان نوعها . كما نفى المتهم قيامه بالاعتداء على رجال الأمن او تعريضهم لأي أذى، أو عنف، ولم يقم بأي سرقة ولا يعرف أي تاجر للمخدرات، مضيفا أنه ذات يوم اوقفته دورية للشرطة ببني مكادة وطلب عناصرها منه الاوراق إلا أنه لم يعثر عليها ليُشعرهم بذلك، وعند دخوله في نقاش وصراع تمكن من الفرار، مشيراً إلى أنه لم يشاهد أي شخص يقوم بمساعدته أو بالهجوم على الشرطة لكونه غادر المكان، وأنه لم يكن مبحوثا عنه لعدم سوابقه . ويمتهن المتابعون مهنا مختلفة، كتاجر في ملابس النساء والملابس الجاهزة وبائع متجول، وعامل، تاجر، بائع سمك، إضافة إلى عامل، حيث إن خمسة منهم متزوجون والباقي عزاب . ووجهت للمتهمين كل حسب المنسوب إليه تهم تكوين عصابة لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية، والاعتداء عمدا على سلامة الاشخاص والمشاركة في ذلك، والسرقة الموصوفة، وانتزاع الاموال، والتخريب والتعييب في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام، وتحريض الغير وإقناعه بارتكاب افعال ارهابية، والعصيان ومع اعتبار حالة العود، وإهانة موظفين اثناء قيامهم بعملهم باستعمال العنف في حقهم، وعقد اجتماعات عمومية بدون تصريح مسبق وممارسة نشاط في جمعية غير مرخص لها، أو مساعدة مجرم على الاختفاء، وتسهيل فرار مجرم من الاعتقال .