أنصار مرسي ومعارضوه دعوا للاحتشاد الجمعة (الفرنسية) حددت القوات المسلحة المصرية مهلة 48 ساعة لمعارضي خارطة الطريق التي أعلنتها "للانضمام إلى الصف الوطني والانطلاق نحو المستقبل"، في حين تواصل الاحتشاد من قبل أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي ومعارضيه، في وقت دعت فيه واشنطن الجيش المصري إلى "ضبط النفس". وفي رسالة تحت عنوان "الفرصة الأخيرة" نشرت عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قالت القوات المسلحة إن دعوة وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح السيسي للشعب المصري إلى الاحتشاد يوم الجمعة "لها معان ودلالات أعمق وأكبر من كل من اجتهد في التفسير". وأكد الجيش المصري أنه سيتعامل بصرامة وسيرفع السلاح "في وجه العنف والإرهاب الأسود" بعد المظاهرات المتوقع خروجها الجمعة، وقال إن "كافة المخططات باتت مرصودة وإن القوات المسلحة والشرطة لن تسمحا بالمساس بأمن واستقرار الوطن في كافة ربوعه مهما كانت التضحيات". وقال البيان إن القوات المسلحة "على قلب رجل واحد، وكل ما يقولونه على منصة الكذب والافتراءات هي من وحي خيال كاذب ومريض يفتقد إلى أبسط أنواع المصداقية"، في إشارة إلى المعلومات التي تداولها موالون لمرسي بشأن انشقاقات في الجيش. دعوات للتظاهر وجاءت هذه المواقف في ظل الدعوات المتواصلة إلى الاحتشاد من قبل مؤيدي خارطة الطريق التي أعلنها الجيش استجابة للدعوة التي وجهها السيسي لمنحه تفويضا بمحاربة "الإرهاب". ودعت جبهة 30 يونيو -وهي ائتلاف للأحزاب والحركات التي شاركت في المظاهرات التي طالبت في نهاية يونيو/حزيران برحيل مرسي، ومن بينها حركة تمرد- الشعب للخروج إلى ميادين مصر وشوارعها الجمعة تأكيدا لتمسكهم باستكمال ما وصفوها بالثورة، ورفضا لمحاولات ما سموه الإرهاب، وتأكيدا لكل العالم أن مصر لا تشهد حربا أهلية. وطالبت حركة تمرّد الخميس بطرد السفيرة الأميركية في القاهرة آن باترسون واعتبارها شخصاً غير مرغوب فيه، مشيرة إلى أنها تخطّت دورها الدبلوماسي، وأصبحت تلعب دوراً لصالح المخابرات الأميركية في دعم ما وصفته بقوى الإرهاب على الأراضي المصرية. في المقابل يواصل أنصار مرسي اعتصامهم في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر بمحيط جامعة القاهرة, لتأكيد رفضهم لما أسموه الانقلاب على الشرعية. وشدد المعتصمون على أنهم لن يفضوا تجمعهم قبل عودة مرسي إلى منصبه، كما رفضوا دعوة السيسي للمواطنين إلى الاحتشاد يوم الجمعة، واصفين خطابه بأنه تصعيدي يستخدم لغة الإقصاء والعنف ويثير الفتنة بين أبناء الشعب الواحد. وقال مراسل الجزيرة في القاهرة إن عددا من علماء الأزهر نظموا وقفة الخميس أمام مشيخة الأزهر رفضا لدعوة السيسي, بينما سيعقد مجلس الشورى المنحل اجتماعا هو الثاني في ميدان رابعة العدوية خلال أسبوع تنديدا بما سماه الانقلاب على الشرعية. ورفض المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع دعوة السيسي، واعتبر أن ما فعله وزير الدفاع "يفوق جرما ما لو كان قد حمل معوَلاً وهدم به الكعبة المشرّفة حجراً حجراً". وجدد بديع في رسالته الأسبوعية دعوته إلى مواصلة الالتزام بالنهج السلمي أثناء المظاهرات التي دعا إليها "تحالف دعم الشرعية" غدا في جميع أنحاء مصر، وطلب من أنصاره عدم اللجوء إلى العنف حتى لو بادرهم الآخرون بذلك. وحرّم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه الداعية يوسف القرضاوي استجابة المصريين لدعوة الفريق السيسي، وأصدر بيانا أكد فيه "حرمة الاستجابة لأي نداء يؤدي إلى حرب أهلية، أو لتغطية العنف ضد طرف ما، أو لإثارة الفتنة". وفي سياق متصل دعا نشطاء معارضون للجيش ولجماعة الإخوان المسلمين الشعب المصري إلى الخروج في مظاهرة الجمعة لرفض ما سموه الانقلاب ودولة العسكر ولرفض عودة مرسي إلى منصبه وحكم الإخوان. ضبط النفس وفي ظل هذه الأجواء المتوترة، حث البيت الأبيض الجيش المصري على ممارسة "ضبط النفس والحذر إلى أقصى درجة"، وبذل كل ما في وسعه لمنع وقوع اشتباكات بين متظاهرين متنافسين. وقال المتحدث باسمه جوش إيرنست إن واشنطن قلقة من "أي خطاب يشعل التوتر".