أسدل الستار، في أجواء إبداعية راقية، على فعاليات مهرجان بصمات الدولي الحادي عشر للفنون التشكيلية بسطات، الذي نظمته جمعية بصمات الشاوية ورديغة منذ الخميس الماضي. وشكل هذا المهرجان حسب العديد من المتتبعين والمهتمين، نقطة مضيئة في تاريخ المشهد الثقافي والفني بالمدينة والإقليم والجهة، ومحطة دولية راقية لتعزيز روح المحبة والسلام والتعايش بين مختلف الأجناس والشعوب، وذلك عبر ألوان الفنون التشكيلية التي شكلت من خلال المهرجان خيطا رفيعا بكل ألوان الطيف، التي عكست في صورة فنية بديعة، قيم الفنون الخالدة في ارض المغرب، ارض السلام والتسامح والثقافات الكونية والإنسانية. وقالت مديرة المرجان ورئيسة الجمعية الفنانة ربيعة الشاهد ان المهرجان استطاع أن يجعل من مدينة سطات ، جسرا دوليا للفنون حيث حظي المهرجان منذ بداياته ، بمشاركة عربية ودولية مهمة ، حيث تم تكريم المملكة العربية السعودية الشقيقة كضيف شرف في الدورة السابقة ، وتستمر المشاركة المكثفة خلال هذه الدورة بمشاركة 15 دولة، عربية وأوربية وأمريكية، وهي فرصة للتلاقي وتبادل التجارب الفنية والتعارف بين الفنانين. وشملت الدورة، تنظيم معرض دولي كبير بفضاء القصبة الإسماعيلية، وعقد ندوات فنية وثقافية من بينها ندوة (المرأة والتشكيل) من تنشيط أحمد بن يسف، عبد الحكيم قرمان وحسن إغلان، ثم (ندوة التشكيل والسينما) بمشاركة محمد شويكة، الحبيب الناصري وإبراهيم الحيسن، ولقاء (آثار وبصمات) مع عبد النبي داشين، شفيق الزكاري، أحمد فاسي، بنيونس عميروش وإبراهيم الحيسن. وبالموازاة مع المعرض الكبير تم بالمناسبة، تنظيم محترفات فنية على شكل أوراش اشرف عليها فنانون مختصون طيلة أيام المهرجان لتبادل الخبرات والتقنيات الفنية، منها ورش لصناعة الورق الذي أطرته الفنانة الفرنسية ماري جان، وورش لفن الزجاج ثم ورش للطباعة بالحرير الذي سيشرف عليه الفنان شفيق الزكاري. كما شهدت الدورة، التي اقيمت تحت شعار"آثار وبصمات" ندوة مهمة حول الفنون التشكيلية والسينما، وهي الندوة الفكرية التي نشطها الدكتور الحبيب الناصرين ومحمد شويكة، وإبراهيم الحيسن الناقد الفني وعلي البزاز. كما تم بالمناسبة تقديم فيلم وثائقي فلسطيني مغربي بعنوان" في أحضان حنظلة" لمخرجه الفلسطيني فائق جرادة، وسيناريو الحبيب الناصري.وهو الفيلم الذي يحكي عن جزء كبير من حياة الفنان التشكيلي الفلسطيني ناجي العلي مبدع شخصية حنظلة الذي اغتالته الأيادي اليهودية. وشكل حضور أربعين فنانا من خمس عشرة دولة وهي (المغرب، فرنسا، إسبانيا، السعودية، سويسرا، بلجيكا، كندا، أمريكا، تونس، ليبيا، إيطاليا، الجزائر، قطر، العراق، وفلسطين)، تتويجا للدورات السابقة من أجل خلق حوار متبادل حول العلاقات الممكنة بين التشكيل والأجناس التعبيرية الأخرى، من خلال العديد من الفقرات المتنوعة.