مجرد تساؤلات يمكنها أن تكون مجرد محطات(ك).. لكل الحق في التوقف أو الاستمرار. (1) صداقتك "الصداقة من أجل الصداقة" من أقوال الفيلسوف ألماني "كانط". جميل من فيلسوف لم يكن لديه كثير من الأصدقاء.. وهل كان تلامذته أصدقاءه؟ !! سنبتعد قليلا من الأقوال والفلاسفة والحكم عن الصداقة والصديق والطريق والبريق...ق/ق. لنتحدث هنا على ما تنفقه أنت (و أنا) على صداقتك بشكل مباشر. واسأل نفسك كم تنفق على صداقتك في كل شهر ؟.. كيف يكون جيبك وأنت مع أصدقاءك؟... كيف تنظر إليهم ؟... ألا يستحقون أن تخرج دراهم أو أوراق، من أماكنك "السرية"، كعربون صداقة دون أن يجبرك أحد.. مرة في الشهر.. في الأسبوع. كل يوم.. لا تفعل!! ألا يستحق من يوفر لك الإحساس بواجب الإصغاء ويمنحك حق الكلام والتعبير والضحك والبكاء أحيانا والتشارك والرضا والمجاملة (والنقد أحيانا) والتفكير بالأمن معهم ! ألا يستحق شيئا منك ؟ عندما تراجع شريط الذكريات (قديم أو حديث)، لن تجد بياضا أو سوادا.. بل أثرا وأزمنة وأمكنة.. هل تعرف أن اغلب العلماء يتمنون ويبحثون كيف يوفرون آلة تعيد الذكريات واللحظات بتقنية الHD... لكن وجودك بين أصدقاءك (جمع/مؤنث/مذكر/مفرد) فإنك ابعد عن الفلو (Flou). هل يكتفي أغلب الناس أن لو كان بإمكانهم أن يرجعوا أيام من الماضي، من أجل لحظات جمعت بين أصدقاءهم ؟ ما معنى أن تشتري شيئا وأنت بينهم بمناسبة اجتماعكم ولقاءكم... تبادر بإنفاق ما أمكنك بما يناسب الجميع ولو قليلا، حسب قدرتك على البذل... فان لم يكن، فأخرج كلمة من فمك.. تتمنى بها صادقا أنه لو كان... ولو... كذا وكذا... لا تخف من الإكثار من الأصدقاء فتكثر بذلك المصاريف... فدائرة الصداقة "لامرئية الأبعاد". (2) كتابك ماذا تفعل..؟ ليس الآن، بل عندما تكون مع نفسك في وقت الفراغ (لا تقل ليس عندك وقت !). هل تفكر في ماضيك أو حاضرك أو مستقبلك.. احذر من الثلاثة. أريد أن أحرك فيك ذلك التفكير (مفكرا كنت أو ممن يقتاتون عليه)، حول ما أصدرته بعض المراكز والمؤسسات في المغرب؛ أن الفرد يصرف في المتوسط درهم واحد.. ليقرأ كتابا واحدا في السنة، في حين أنه ينفق على سيجارته 22 درهما في اليوم... هل أنت من أصحاب الدرهم أو الدراهم؟ الأحسن أن تكون من أصحاب الدراهم (طبعا ليس في التدخين، مع أنه شأنك الخاص). وإلا فكم تنفق من أجل خلوتك مع كتاب (ولو عن فوائد التدخين !!)، أو من أجل تزين رفوف بيتك !؟ ليس معيارا أيضا أن تشتري كتابا باهضا، وتضيفه إلى ميزانيتك السنوية المخصصة من أجل ثقافتك؛ فكتاب واحد عن الطبخ (وليس عيبا) قد يفقر جيبك، في حين يمكنك شراء كتب ومجلات (دوريات شهرية وليست إخبارية)، بأثمنة لا يثور عليها "برلمان جيبك". كلنا نعرف أن من مشاكل العالم العربي عموما وفي المغرب خاصتنا هو القراءة. لكن خاصة الخاصة؛ هو كم ثمن القراءة عندنا نحن !؟ أي كم ننفق من أجل أن ننتقل من العموم إلى الخصوص إلى خاصة الخصوص؟ ولكي لا نبحث عن أنفسنا داخل الصندوق "الصيني"؛ نفتح الأول فنجد علبة داخل علبة داخل علبة... من أزمة القراءة إلى القارئ إلى المقروء إلى... الغرض من طرح سؤال الإنفاق ليس تحديد أكثرنا إنفاقا هو أكثرنا ثقافة ! بل أكثرنا ارتقاءً. أي عندما نخصص جزءا من تفكيرنا على حاجياتنا الثقافية وكم يلزمنا لذلك، من وقت وجهد وتخطيط وتحديد... فإننا نبني ونرتقي إلى عالم لا ندري انه يصلح لكل أبعادنا الإنسانية. (3) تفكيرك أعرف انك أدرى مني بأولوياتك... و بصداقتك و كتبك و صحتك، و جسمك ورغباتك ومظهرك وحبك... وأعرف انك أدرى ما هي حاجياتك وضرورياتك وأولوياتك وحتى واجباتك وما فرضه عليك حالنا وكيف حدد نمط عيشك واتخاذك لقراراته وليس قرارك... وما خفي أعظم !! لكن لا شيء من هذا كله يمنعك من أن تفكر وتفكر وتفكر... لا شيء يعيق خيالك وضجيج الكلمات عندما تتلاطم داخل فكرك... لا أحد سيفرض عليك ألا تفكر أبدا.. أو أن تتنازل له، بمقابل أو بدونه، ليفكر بدلا عنك. وإلا فليطلب منك أن تحب مكانه !!؟ ليس من الضروري أن تصنف التفكير ضمن قائمتك "الشهرية".. وتتساءل كم يكلف إلى جانب ضروريات المصاريف.. وهل أتكبد عناء تأويل "التفكر والفكر" و"خلوات الأفكار"... لك حرية كل ذلك، ما دمت تستطيع التفكير، لأن هذا الأخير هو الشيء الوحيد المجاني الذي مقابله أكثر غناء وربحا... "وما دمت تفكر لا تنس أن ترتب مقاعد أفكارك".