ملحوظة: الصورة قد تؤذي المشاعر. مقبرة جماعية لأشخاص قتلتهم قوات الأسد في داريا يوم الاحد صورة لرويترز اتهم نشطاء سوريون القوات الموالية للرئيس بشار الأسد يوم الاحد26 اغسطس الجاري بارتكاب مذبحة قتل فيها مئات الاشخاص في بلدة قرب العاصمة دمشق استعادتها القوات الحكومية من ايدي المعارضة المسلحة. وقال نشطاء انه تم العثور على جثث نحو 320 شخصا بينهم نساء واطفال في منازل وأقبية في بلدة داريا جنوب غربي دمشق واضافوا ان معظمهم أعدموا على أيدي القوات السورية خلال مداهمات من منزل الى منزل. وبث نشطاء عدة تسجيلات مصورة على الانترنت تظهر فيها صفوف من الجثث الملطخة بالدماء ملفوفة بملاءات. وبدا ان معظم القتلى من الشبان في سن القتال لكن تسجيلا مصورا واحدا على الاقل اظهر عدة اطفال قتلوا نتيجة اصابتهم باعيرة نارية في رؤوسهم على ما يبدو. وكانت جثة احد الاطفال غارقة في الدماء. ونظرا للقيود المفروضة على وسائل الاعلام غير الحكومية في سوريا لم يتسن التحقق بشكل مستقل من هذه الروايات. وتحتدم الاشتباكات في انحاء سوريا في الوقت الذي يزداد فيه عنف الانتفاضة المستمرة منذ 17 شهرا خصوصا في مدينة حلب الشمالية حيث يخوض الجيش السوري ومقاتلو المعارضة حرب استنزاف على ما يبدو. وقال صحفيون من رويترز في موقع الاحداث ان الاشتباكات في حلب يوم الأحد كانت اعنف قتال في الاسبوع الاخير. وألقت طائرات حربية قنابل واطلقت صواريخ على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في جنوب حلب كبرى المدن السورية في حين لاذ السكان بالفرار فزعين. وسمع مراسلو رويترز هناك انفجارات مدوية في حين تصاعدت سحب من الدخان الاسود لمسافة اكثر من كيلو متر في الهواء. واصبحت الانتفاضة التي بدأت في صورة احتجاجات سلمية حربا اهلية وحشية. واتهم محققو الاممالمتحدة طرفي الصراع في سوريا بارتكاب جرائم حرب لكنهم قالوا ان اللوم يقع على القوات الحكومية والميليشيات الموالية للحكومة اكثر مما يقع على المعارضة المسلحة. وقالت لجان التنسيق المحلية وهي شبكة نشطاء سورية إن عدد القتلى الذين سقطوا في داريا يرفع عدد قتلى يوم السبت إلى 440 قتيلا وهو واحد من اعلى أعداد القتلى في يوم واحد منذ اندلاع الانتفاضة في مارس آذار العام الماضي. وداريا بلدة سنية شهدت ثلاثة ايام من القصف العنيف قبل ان تقتحمها القوات الحكومية يوم الجمعة. وقالت الوكالة العربية السورية الرسمية للانباء "قامت قواتنا المسلحة الباسلة بتطهير داريا من بقايا الجماعات الارهابية المسلحة التي ارتكبت الجرائم ضد ابناء البلدة وبثت الرعب فيهم ودمرت وخربت الممتلكات العامة والخاصة." وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان اكثر من 90 شخصا قتلوا يوم الأحد ومن بينهم مدنيون ومقاتلون. وأضاف ان ما لا يقل عن ثمانية اشخاص قتلوا واصيب العشرات مساء يوم الاحد عندما قصفت قوات الامن بلدة بصرى الشام الجنوبية في محافظة درعا وان عدد القتلى سيرتفع على الارجح حيث ان الكثير من الاصابات خطيرة. وقال الأسد الذي اجتمع مع وفد برلماني إيراني في دمشق اليوم الأحد ان الازمة السورية ناجمة عن محاولة دول غربية واقليمية انهاء دور سوريا في مقاومة اي هيمنة غربية وإسرائيلية في المنطقة. ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء عن الأسد قوله "ما يجري حاليا من مخطط ليس موجها ضد سوريا فقط وانما ضد المنطقة بأسرها التي تشكل سوريا حجر الأساس فيها." وأضاف الأسد "الشعب السوري لن يسمح لهذا المخطط بالمرور والوصول إلى أهدافه مهما كلف الثمن." وتقول الاممالمتحدة ان اكثر من 18 الف شخص قتلوا في الصراع بين المعارضة التي يمثل السنة عمودها الفقري وبين النظام الحاكم الذي تهيمن عليه اسرة الأسد التي تنتمي إلى الاقلية العلوية. ورأى مراسلو رويترز في جزء جنوبي من حلب مقاتلات تحلق فوق المدينة مع ارتفاع اعمدة كثيفة من الدخان الاسود إلى السماء. وفر السكان الذين تملكهم الفزع مع انتشار مقاتلي المعارضة في الشوارع واطلاق نيران الاسلحة المضادة للطائرات على مقاتلة وطائرة هليكوبتر كانتا تحلقان على ارتفاع منخفض. ويقول مقاتلو المعارضة انهم يسيطرون على ما لا يقل عن نصف المدينة التي يقطنها 2.5 مليون شخص لكن قبضتهم عليها هشة ما دامت قوات الأسد تستطيع استخدام قوتها الجوية ضدهم. وكان بعض مقاتلي المعارضة في حلب يصوبون نيران بنادقهم على طائرة هليكوبتر عسكرية تطلق النار عليهم. وباءت الجهود الدبلوماسية الرامية لوقف العنف في سوريا بالفشل بسبب الانقسامات بين الدول الغربية ودول الخليج العربية وتركيا التي تدعم المعارضة السورية وبين إيرانوروسيا والصين التي تدعم الأسد. وما زال مجلس الامن الدولي عاجزا عن اتخاذ اي قرارات حيث تعارض روسيا التي تمتلك حق النقض (الفيتو) اتخاذ اي اجراء ضد الأسد. وتسعى مصر لترتيب اجتماع رباعي مع تركيا والمملكة العربية السعودية وإيران وهي الاطراف الاقليمية الرئيسية في الصراع. وإيران داعم رئيسي للأسد في حين ان من المعتقد ان السعودية تزود مقاتلي المعارضة بالسلاح. وتتهم إيران خصومها في الغرب والعالم العربي باشعال الصراع بدعم المعارضة. ورحب نائب وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبد اللهيان بالمبادرة المصرية. وقال إن طهران لديها "رؤيتها الخاصة بشأن العملية السياسية في سوريا وستطرح هذه الآراء لدى تشكيل هذه اللجنة." وأضاف "نرى ان اي تدخل خارجي واي اعمال ارهابية وحركات مسلحة كل ذلك يتعارض مع رغبات الشعب السوري." وكان الوفد البرلماني الإيراني الذي اجتمع مع الأسد يوم الأحد قد التقى في وقت سابق مع فاروق الشرع نائب الرئيس. وكان هذااول ظهور علني للشرع منذ اسابيع مما يضع حدا لشائعات الناشطين بأنه انشق وانضم إلى المعارضة. وقال علاء الدين بروجردي رئيس الوفد الإيراني ان طهران عانت هي ايضا من "الارهاب" وستواصل دعم الحكومة السورية. ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء عنه قوله "مثلما عانت إيران من الارهاب وتجاوزت هذه المرحلة الصعبة فإن سوريا ستكون قادرة على ذلك ايضا." وأضاف "أمن سوريا هو من أمن إيران."