السكوري: نسبة المشاركة في الإضراب العام لم تتجاوز 1.4% بالقطاع الخاص و32% بالقطاع العام    تخفيضات تصل إلى 5%.. تفاصيل امتيازات "جواز الشباب" في السكن    تقرير يدق ناقوس الخطر إزاء الوضعية الحرجة للأمن المائي والغذائي والطاقي بالمغرب ويدعو لتوحيد الجهود    الخطوط البريطانية "جيت2" تطلق خطين جويين جديدين إلى المغرب    بنك المغرب: 75% من أرباب المقاولات الصناعية يعتبرون الولوج إلى التمويل البنكي "عاديًا"    خبراء إسرائيليون يزورون المغرب للإشراف على وحدة تصنيع طائرات بدون طيار    بعد مقترح ترامب.. إسرائيل تعلن إعداد خطة لتسهيل "المغادرة الطوعية" لسكان غزة    المخدرات توقف شخصين في طنجة    ريال مدريد يحجز بطاقته لنصف نهاية كأس ملك إسبانيا على حساب ليغانيس (ملخص)    مجلس المستشارين يعقد جلسة عامة لمناقشة عرض السيدة الرئيس الأول للمجلس الأعلى للحسابات    ل"محاصرة بوحمرون".. الحكومة تتخذ إجراءات جديدة هذه تفاصيلها    وزير الداخلية الإسباني يكشف مستجدات فتح الجمارك في سبتة ومليلية    إنتاجات جديدة تهتم بالموروث الثقافي المغربي.. القناة الأولى تقدم برمجة استثنائية في رمضان (صور)    نورا فتحي بخطى ثابتة نحو العالمية    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    افتتاح معرض اليوتيس 2025 بأكادير    اخشيشين يؤكد دور الدبلوماسية البرلمانية في توطيد التعاون بين الدول الإفريقية المنتمية للفضاء الأطلسي    رونالدو يطفئ شمعته الأربعين..ماذا عن فكرة الاعتزال؟    السلطات تمنع جماهير اتحاد طنجة من التنقل إلى القنيطرة لدواعٍ أمنية    "جواز الشباب" يخدم شراء السكن    البرازيلي مارسيلو يعتزل كرة القدم بعد مسار حافل    إشاعة إلغاء عيد الأضحى تخفض أسعار الأغنام    بدر هاي يخرج عن صمته ويكشف تفاصيل اعتقاله    عجلة الدوري الاحترافي تعود للدوران بمواجهات قوية لا تقبل القسمة على اثنين    برامج رمضان على "الأولى": عرض استثنائي وإنتاجات درامية وكوميدية بحلة جديدة    قيوح يشدد على مصالح وزارته بضرورة تعزيز الشفافية وتسريع معالجة الشكايات    استعداداً لحملة ضد "بوحمرون".. وزراة الصحة بتنسيق مع وزارة التربية الوطنية تطلب من أولياء التلميذ الموافقة على الاطلاع على الدفاتر الصحية لأبنائهم    6 أفلام مغربية تستفيد من دعم قطري    مرصد أوروبي يكشف أن "يناير" الماضي الأعلى حرارة على الإطلاق    بعد عام من القضايا المتبادلة.. شيرين عبد الوهاب تنتصر على روتانا    تفاصيل المصادقة على اتفاقية لتهيئة حديقة عين السبع    تعيينات جديدة في مناصب المسؤولية بمصالح الأمن الوطني    مصدر خاص ل"الأول": "طاقم تونسي لمساعدة الشابي في تدريب الرجاء"    مواجهات عنيفة بين الجيش الجزائري وعصابة البوليساريو بتندوف (فيديو)    العيون تحتضن المؤتمر العربي الأول حول السياسات العمومية والحكامة الترابية يومي 7 و8 فبراير الجاري    ارتفاع طفيف لأسعار الذهب    المغرب يعزز قدراته الدفاعية بتسلم طائرات "بيرقدار أكينجي" التركية المتطورة    الاتحاد الأوروبي: "غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية"    كيوسك الخميس | إسبانيا تمنح تصاريح إقامة لأزيد من 11.500 عاملة مغربية    المغرب يحقق رقماً قياسياً في توافد السياح خلال يناير 2025    معرض للفن الإفريقي المعاصر يحول مراكش إلى وجهة فنية    فيديو: توافد المئات من المعتمرين والحجاج على معهد باستور بالدار البيضاء للتلقيح ضد التهاب السحايا    القوات الإسرائيلية تخرب 226 موقعا أثريا في قطاع غزة    وزير الدفاع الإسرائيلي يأمر بالتخطيط ل"هجرة طوعية" من غزة بعد مقترح ترامب للسيطرة على القطاع    شرطة ألمانيا تتجنب "هجوم طعن"    "قناة بنما" تكذب الخارجية الأمريكية    أستاذ مغربي في مجال الذكاء الاصطناعي يتويج بجامعة نيويورك    كأس انجلترا: نيوكاسل يؤكد تفوقه على أرسنال ويتأهل للمباراة النهائية    7 أطعمة غنية بالعناصر الغذائية للحصول على قلب صحي    اجتماع موسع بعمالة إقليم الجديدة لتتبع تموين الأسواق والأسعار (بلاغ)    تأجيل أم إلغاء حفل حجيب بطنجة؟ والشركة المنظمة تواجه اتهامات بالنصب    أجراس الحداثة البعدية في مواجهة منابر الحداثة    الرباط.. العرض ما قبل الأول لفيلم "الوصايا" لسناء عكرود    جامعة شيكاغو تحتضن شيخ الزاوية الكركرية    المجلس العلمي المحلي للجديدة ينظم حفل تكريم لرئيسه السابق العلامة عبدالله شاكر    أي دين يختار الذكاء الاصطناعي؟    أربعاء أيت أحمد : جمعية بناء ورعاية مسجد "أسدرم " تدعو إلى المساهمة في إعادة بناء مسجد دوار أسدرم    أرسلان: الاتفاقيات الدولية في مجال الأسرة مقبولة ما لم تخالف أصول الإسلام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صحيفة المساء: لا شكر على اعتذار
نشر في أون مغاربية يوم 27 - 06 - 2012


الصورة من موقع ناس هيس
من المؤكد أن أشياء كثيرة تغيرت في "مؤسسة المساء ميديا" بعد اعتقال الزميل رشيد نيني، ومن المؤكد أن صحافيين كبار غادروا السفينة بعد أن شعروا أن الزمان غير زمانهم وأن المكان غير مكانهم وأن البوصلة ضلت الوجهة، لكن مع ذلك لم أكن أتصور أن يصل الحال ببعض من تولى المسؤولية في الجريدة إلى هذه الدرجة من الإسفاف وعدم المهنية وسوء التقدير.
ولولا معرفتي الشخصية بوجود شرفاء داخل المساء وعلى رأسهم ذ محمد العسلي المغربي الصميم الشهم، الذي –يجزم كل من يعرفونه- أنه لا يمكن أن يقبل أن يساء لأي شخص فضلا على أن تقذف امرأة بريئة بتهمة نكراء في منبر إعلامي يرتبط باسمه لشككت في المسار والاختيار، ولجزمت أن المساء سقطت سقوطا كليا، بعد السعي المحموم لجهات مخزنية لحرف التجربة وطيها تحت الجناح.
وأصل الحكاية يبدأ من نشر المساء لخبر اعتقال "المناضلة هند زروق" في العدد 2178 المؤرخ في 16 يونيو 2012 بالمانشيت العريض*:" ضبط زوجة قيادي من العدل والإحسان متلبسة بالفساد مع بوتشيشي داخل منزله بفاس"- "فضيحة أخلاقية تهز العدل والإحسان والجماعة تتحدث عن اختطاف" فقد فوجئت كغيري من الإعلاميين بطريقة صياغة الخبر والصورة المرافقة له والمساحة والمضامين، وبدأ السؤال عن من وراء هذه المهزلة بكل المقاييس، فالحدث يشعر معه كل مبتدئ في الإعلام والسياسة أنه مفبرك بامتياز، فلماذا تسرعت المساء وانحازت للرواية الرسمية –وتشاطرت نفس الموقف مع بعض المواقع الإلكترونية المشبوهة-؟ لماذا لم يقدم حتى ألد خصوم العدل والإحسان على تغطية الخبر بنفس الطريقة؟ لماذا هذا الاستخفاف بسمعة الناس لهذه الدرجة؟ لكن مفاجأتي كانت أكبر حينما لمست استياء عارما لدى مجموعة من العاملين في المساء وعدم رضاهم على المنشور وطريقة نشره، فلما علمت السبب بطل العجب!!!
بلا شك أن الأخطاء في مهنة المتاعب واردة جدا لأنها جزء من ضريبة العمل الصحفي، والاعتذار عن الخطأ هو أيضا واحدة من القيم الرفيعة التي كرستها أخلاقيات هذه المهنة الشريفة ونظمها القانون، وكون المساء تقدم اعتذارا عن الإساءة للمناضلة هند زروق -وإن جاء متأخرا- فهذا أقل ما يجب، لكن هل تم كما يجب؟
فماذا يفيد الاعتذار الذي كتب على عجل بلغة ركيكة معممة، خلت حتى من الإشارة إلى عدد الصحيفة الذي تمت فيه الإساءة؟ ولماذا لم يتحمل "مدير التحرير بالنيابة" ذ مصطفى الفن وهو من نشر الخبر دون استشارة باقي زملائه في هيئة التحرير المسؤولية كاملة، ولماذا لم يتحل بالشجاعة الأدبية، فينشر الاعتذار موقعا باسمه بدل أن يختبئ وراء المؤسسة، كي يعلم الناس الفرق الشاسع بين رؤساء التحرير الكبار ومصححي الأخطاء؟ ولماذا لم ينشر الاعتذار في حجم وبهرجة الخبر الكاذب المنشور ونشر في زاوية صغيرة بشكل خجول؟ مما ينم على أنه مجرد "تسديد خانة" أجبر عليه ذ الفن، وليس اعتذارا أملته أخلاقيات المهنة وواجب الأخلاق ومواثيق الشرف؟
ورغم أن المساء أكدت في اعتذارها "وإذ نؤكد أننا لم ننشر هذا الخبر بسوء نية، لأننا نمارس الصحافة ولا شيء غير الصحافة، وفق الأخلاقيات المؤطرة لها" فإن الوقائع على الأرض والنتائج تقول عكس ذلك تماما، وتثبت سوء النية وسوء التقدير، فلماذا ربطت صورة الشيخ ياسين بصورة هند زروق؟ ولماذا لم ينشر خبر البراءة وحفظ الملف بنفس الحجم؟ ولماذا تأخر الاعتذار كل هذه المدة؟
أسئلة نتمنى أن يجيب عليها ذ مصطفى الفن الذي يبدو أنه لم ينس خصومته السياسية لفصيل "طلبة العدل والإحسان" أيام الجامعة، أو يبدو أنه أراد توجيه رسالة ولاء إلى الجهات المعلومة وإلى مالكي المساء الجدد المفترضين لينفي شبهة "إسلاميته السابقة".
كغيري من الزملاء الكثيرين لم يهمني في ما نشرته المساء لا الخبر ولا المؤسسة ولا الانتماء ولا الجماعة لأنهم يملكون ما يدافعون به على أنفسهم، ولأن مثل هذه الإشاعات هي خسائر مفترضة في الحرب مع النظام، ولكن الذي شغلني هو سمعة "امرأة" و"أم" و "زوجة" اسمها هند زروق، ما همني حقيقة هذا الإنسان الذي هو كتلة من المشاعر والارتباطات الاجتماعية *أهل وجيران وأبناء وإخوان وأصدقاء وزملاء العمل-، فهل استحضر ذ الفن -الذي وجد نفسه دون خبرة في موقع "أصدقاء" أصحاب القرار في "صحيفة المساء" واسعة الانتشار- كل ذلك حين سود بقلمه ما سود ؟ وهل يجبر اعتذاره ما انكسر؟ أشك.
على أية حال لا شكر على اعتذار، فاعتذار المساء واجب وسلوك متحضر، ينبغي أن لا تشكر عليه ولا ينبغي أن يتكرر..
---------------
*المانشيت كلمة فرنسية، تعني "العنوان مختصر"، يطلقها الصحفيون على عنوان الموضوع الرئيس في الصفحة الأولى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.