"خير الكلام ما قلّ ودلَّ"... مثل شعبي يختصر الحديث بجملة مفيدة، بليغة العبارة وشائعة الإتصال. لكن قبل الغوص في خبرات المجتمعات الثقافية وما إختزنته عن طريق المعاشرة والسمع، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الأمثال الشعبية هي أفضل الشواهد الثقافية التي تراكمت فيها تجارب الشعوب وخبراتها بكل تنوعاتها وتناقضاتها. فهي مخزون تراثي تقوم بدور الموجّه العام للسلوك البشري المرتكز إلى القِيم السائدة في المجتمع كالعادات والتقاليد والأعراف المتوارثة من جيل إلى آخر. واللافت في هذه الأمثال إحتلالها حتى يومنا هذا مكانةً مرموقة في ذاكرة الشعوب التي أبدعت في إستحضارها لمواجهة موقف ما أكان حزيناً أو سعيداً. العرب والتاريخ تُعد الذاكرة الشعبية العربية من أبرز العقول البشرية في مجال بناء الأمثال وإستحضارها. وقد جاءت نتاجاً لتداخلات التاريخ والثقافة والجغرافيا والأدب والإقتصاد والدين والعادات والتقاليد. في ما يلي مزيج شعبي يروي بعض العلاقات الإجتماعية العربية (باللهجة العامية) من حيث الخطبة والزواج والطلاق والعلاقة مع الأهل (أي العلاقة بين الحماة والكنّة بالتحديد): قبل الزواج البنت عند الأهل تِهنييه وعند الزوج تِربية قبل ما تخطب وتناسب، شاور وإسال وفكّر وحاسب بمالك وفلوسك بنت الأكابر عروسك حبّ حبيبك حبّ، لو كان عبد أو دبّ شيبه تِدللِك ولا شباب يِبهدلِك بعد الزواج الزواج أوله تدليل وآخره تذليل الحب بستان يضحك بالزهور، والزواج سجن نهايته القبور دوري في كل البلاد ولا تأخذي واحد عنده أولاد لو أردت أن أصرف من كيسي ما قبلتك عريسي بعد الصبر وطول العزوبيه، راح إتزوج كركوبيه بعد ما تمت الجازة صارت الخاطبه مالها عازه الطلاق والترمل دبش العروسة للبيت وصل، والأم مشغولة بتقطيع البصل اللي ما توفي مع عشيرها الطلاق مصيرها دقني يا دقني تسمح تعانقني والا روح وفارقني ثلاثة ما تنطاق، البق والنق والفراق رجوع البنت للأساس أثقل من الرصاص طليقك لا ترديه وعشيقك لا تاخذيه الكنة حماتي بطبريّا وصوتها واصل ليّا حماتي الله يخليها بنار جهنم يشويها قالوا للحماة ما كنتِ كنة، قالت كنت ونسيت يا كنة مين علاكي غير زوجك وبيت حماكي بين الطنّه والرنّه، ضاعِت بين الحماة والكنة الحماة اللي فقد حنان أمه يشوف له زوجه تلمه على إبنها حنونة وعلى كنّتها مجنونة الحماة اللي تحب الكنة لها كرسي في الجنة