أسندت أمور تسيير وتدبير كل شؤون المركب الرياضي الكبير لطنجة إلى شركة "صونارجيس"، التي يرأسها خليل بنعبد الله، وذلك لما أصبحت تلعبه شركات القطاع الخاص إلى جانب الأجهزة الحكومية في إدارة مختلف المرافق الاقتصادية، الاجتماعية، والرياضية الخ. وقد مرت الشركة من تجربة افتتاح المركب الكبير لمدينة مراكش، وتفوقت إلى حد كبير جدا في الموضوع، الأمر الذي يجعلها تحظى بثقة الوزارة الوصية وعدة جهات أخرى، على اعتبار اشتغالها الذي يقتضي هو الآخر إيجاد أحدث الطرق والوسائل التي أصبحت دولية الوصف، وبالتالي حتى تكون الشركة قادرة على صيانته وإصلاحه كلما تطلب الأمر وبشكل مستمر، ومن جانب آخر ضمان الاستفادة منه على طول السنة وفي كافة الأنشطة. التقينا بنعبد الله على هامش حضوره الإقصائيات المؤهلة لأولمبياد لندن 2012 والتي تجري أطوارها بكل من طنجة ومراكش خلال الفترة الفاصلة ما بين 26 نونبر و 10 دجنبر الجاري، وكان لنا معه الحوار التالي: ● كيف استطاع المغرب كسب الرهان، وتنظيم هذه الإقصائيات؟ ●● ما يجب أن يعرفه هو أن هذه الاقصائيات المؤهلة إلى أولمبياد لندن كانت ستنظم بمصر، وقد تم تحويل وجهة التنظيم من هذا البلد نظرا للظروف الاستثنائية التي يعيشها إلى المغرب، أي أنه لم تمر سوى أقل من شهر على تكليفنا من طرف الكاف بعملية التنظيم، وهي ليست بالمدة الكافية من أجل استقبال حدث كروي من هذا الحجم، ولله الحمد نحن واثقون أن كل الأمور سارت على ما يرام (المباريات الأربعة التي احتضنها ملعب طنجة)، من حيث التنظيم، وقد تجلى لنا هذا النجاح من خلال حضور شخصيات وازنة من عالم كرة القدم سواء بالنسبة للكاف والتي كانت ممثلة في عيسى حياتو، أو الفيفا التي مثلها إنياكي كنائب لجوزيف بلاتير، والذي حضر من أجل مراقبة والإطلاع على القدرات التنظيمية للمغرب، خاصة وأننا مقبلون على احتضان مجموعة من التظاهرات الرياضية الكبرى، وقد أبدى إنياكي ارتياحا كبيرا، لكونه لم يكن يتوقع وجود معلمة كروية بهذه المواصفات الدولية، ولا تنظيما في هذا المستوى العالي. ● ما هي أوجه التنسيق بين الشركة التي تتولون أمر تسييرها، والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم؟ ●● هناك تنسيق كبير ودائم بيننا كشركة مسيرة للملاعب والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، خاصة عندما اتخذ القرار على مستوى "الكاف" و القاضي بأن تسند عملية التنظيم إلى المغرب، نحن نتكلف بكل الأمور المرتبطة بالتنظيم داخل الملعب، باستثناء الحلبة الذي يعهد أمر تسييرها إلى الجامعة، والحمد لله التنسيق قد أعطى نتائج حسنة، تبدت من خلال السمعة الطيبة التي جعلت من مركب طنجة يحتضن منذ افتتاحه عدة أنشطة رياضية دولية، ولكونه كذلك صار الوجهة المفضلة للمنتخب المغربي الأولمبي... ● يشتكي العديد من غلاء التذاكر لولوج الملعب، وفي مقام آخر من انعدامها أو عدم التمكن من الدخول حتى مع التوفر على التذكرة في بعض الأحيان؟ ●● أؤكد لكم أن التذاكر ليست غالية وهي متاحة بثمن في متناول الجميع، وقد طرحت الشركة "باكاج" (مجموعة تذاكر) يحتوي على تذاكر لحضور 8 مباريات بقيمة 100 درهم، أي ما يعادل 12.50 درهم للمباراة الواحدة، ونحن في انتظار قدوم الجماهير الغفيرة، ولا أظن أن وسائل الإعلام بمختلف تلاوينها كانت مقصرة في الإخبار بخصوص هذا الحدث الرياضي، ولا شك أن الجماهير سيتزايد عددها خلال القادم من الأيام مع اشتداد المنافسة، واقترابها من حسم المنتخبات التي ستتأهل إلى الأولمبياد. ● تتحدث بعض الجهات عن وجود خلافات/مادية بينكم وبين فريق اتحاد طنجة لكرة القدم، فما صحة هذا الخلاف؟ ●● لا وجود لأي خلاف بيننا وبين اتحاد طنجة، والاتفاقية التي وقعت بين الطرفين يوم افتتاح الملعب في 26 أبريل 2011 (الشركة والفريق) لازال مفعولها ساريا، ومباشرة بعد انتهاء هذه الإقصائيات سيعود اتحاد طنجة إلى الاستقبال بالملعب الكبير، نحن شركة وطنية ولم يكن هدفنا ولن يكون هو الهاجس المادي، بل نعمل دوما ولا ندخر أي مجهود خدمة الرياضة وكرة القدم، كل ما في الأمر أننا كنا بصدد إجراءات بعض الإصلاحات في الملعب، وجاءت بعدها هذه الإقصائيات، وسيعود بعدها الفريق الطنجي إلى داره (المركب الكبير) كما في السابق. ● كلمة أخيرة ●● أرجو حقا أن يتجاوز المنتخب المغربي الأولمبي هذا المحك بنجاح ويتأهل إلى الأولمبياد، وبما أننا ننتظر عودة اتحاد طنجة إلى المركب الكبير، فإننا نأمل بالمقابل أن تشكل هذه العودة فأل خير عليه ليعود إلى قسم الأضواء في أقرب الآجال.