(الصورة: فلسطينيون يحتفلون باطلاق سراح الاسرى في غزة يوم الثلاثاء. تصوير: ابراهيم ابو مصطفى - رويترز ) استقبل الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة الغربية يوم الثلاثاء 18 أكتوبر الجاري مئات الفلسطينيين المحررين من السجون الاسرائيلية استقبالا حافلا لدى عودتهم مقابل الافراج عن جلعاد شاليط الجندي الاسرائيلي الذي احتجزته حركة حماس منذ خمس سنوات. واشادت الحشود التي تملكتها النشوة في قطاع غزة المحاصر بالاتفاق الذي شمل مبادلة اسير اسرائيلي واحد بالف فلسطيني ووصفته بأنه انتصار لحماس على اسرائيل. ورددت الحشود "نريد جلعاد جديد" في تأييد لتعهد حماس بأسر مزيد من الرهائن الاسرائيليين لمبادلتهم. وتواصل السجناء المفرج عنهم حديثا وهم يضحكون ويبتسمون من خلال نوافذ الحافلات ليصافحوا مئات الايدي بينما توجهت قافلتهم التي تقدمها اسماعيل هنية القيادي بحماس الذي جلس على سقف احدى السيارات التي كانت تتحرك ببطء شمالا الى مدينة غزة في الطريق الذي يبلغ طوله 40 كيلومترا من مصر حيث افرج عنهم. وقال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس في كلمة اذيعت من القاهرة ان "التفاوض الذي يملك ورقة القوة" يجبر العدو على دفع الثمن." وأضاف "هزمنا الاسرائيليين." ورافق عشرات الرجال الملثمين المدججين بالسلاح التابعين لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس موكب الحافلات التي تحركت وسط الاف الفلسطينيين الذين يلوحون بالاعلام والذين اصطفوا على جانبي الطريق. وانطلقت زخات الرصاص فوق اسطح المباني في غزة في المساء وسارت مواكب السيارات في الشوارع. وفي الضفة الغربية احتشد الالاف من مؤيدي حماس ومنافستها حركة فتح في مجمع الرئيس محمود عباس لحضور حفل الاستقبال الرسمي. وقال عباس "ان تضحياتكم وجهدكم وعملكم لم يضع سدى. فأنتم عملتم وناضلتم وضحيتم وسترون نتائج نضالكم في الدولة الفلسطيية وعاصمتها القدس." من جهته قال مسؤول أمريكي إن الولاياتالمتحدة تساورها مخاوف بشأن بعض الفلسطينيين الذين افرجت عنهم إسرائيل يوم الثلاثاء في مقابل الجندي الاسرائيلي المخطوف جلعاد شاليط لانهم قتلوا أو أصابوا مواطنين أمريكيين. وقال المسؤول الذي طلب ألا ينشر اسمه ان حكومة أوباما نقلت مخاوفها الى الحكومة الاسرائيلية قائلة انها فعلت ذلك في اللحظات الاخيرة حينما قامت اسرائيل بترتيب المبادلة للافراج عن شاليط. وفي اطار صفقة لمبادلة الاسرى عاد يوم الثلاثاء الجندي الاسرائيلي شاليط الى اسرائيل في الوقت الذي أفرجت فيه اسرائيل عن 477 سجينا فلسطينيا. وفي الصفقة مع حماس التي تعتبرها واشنطن منطمة ارهابية اجنبية تعتزم اسرائيل الافراج عن أكثر من الف اسير فلسطيني. وغادرت المجموعة الاولى منهم وعددها 477 سجونا اسرائيلية يوم الثلاثاء الى غزة والضفة الغربية والخارج. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية مارك تونر للصحفيين ان الولاياتالمتحدة تساورها مخاوف بشأن بعض الفلسطينيين الذين شملتهم صفقة المبادلة لكنه لم يشأ أن يحدد هل أحد من هؤلاء كان بين الذين تم بالفعل الافراج عنهم. وقال تونر في رسالة بالبريد الالكتروني "تعارض الولاياتالمتحدة من حيث المبدأ الافراج عن أفراد أدينوا بجرائم في حق أمريكيين." واضاف قوله "نقلنا موقفنا الى حكومة اسرائيل بعد أن علمنا أن أفرادا معينين جزء من هذا الافراج." وقال البيت الابيض يوم الثلاثاء ان الرئيس الامريكي باراك اوباما عبر عن سعادته للافراج عن الجندي الاسرائيلي شاليط مؤكدا رغبته في ان يتخذ الاسرائيليون والفلسطينيون خطوات نحو استئناف محادثات السلام. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض للصحفيين خلال جولة لاوباما بالحافلة في ولاية نورث كارولينا انه لم يتضح بعد مدى تأثير الافراج عن شاليط على عملية السلام في الشرق الاوسط لكنه قال ان اوباما "سعيد بصفة شخصية" تجاه هذه التطور. واضاف كارني "يتعين على كل جانب اتخاذ خطوات تسهم في تيسير العودة للمفاوضات."