دخلت الأندلس عهد ملوك الطوائف ما أدى إلى انقسامها لعدة دويلات صغيرة، وهو ما شجع ملك إسبانيا «ألفونسو السادس» على شن حرب تهدف إلى إزالة الوجود الإسلامي من الأندلس فاستولى على مدينة طليطلة العريقة سنة 478ه، ما دفع المعتمد بن عباد وهو من بين أقوى ملوك الطوائف إلى الاستعانة بالمرابطين وزعيمهم "يوسف ابن تاشفين"، فتم إعلان الحرب. وقد أدرك المعتمد بن عباد خدعة ألفونسو بعدما كتب للمسلمين قوله: "إن الجمعة لكم والسبت لليهود وهم وزراؤنا وخدامنا ولا نستغني عنهم، والأحد لنا، فاللقاء يكون الاثنين". ويوم الجمعة الموافق 12 رجب 479ه فوجئ الصليبيون بالقوات الأندلسية بقيادة «المعتمد بن عباد»، حيث اشتبك الجيشان في معركة كانت تروم استدراج الصليبيين واستنفاذ قوتهم في انتظار نزول الجيوش المرابطين إلى ساحة المعركة، وهو ما تم فعلا ، حيث فتكت هذه الأخيرة بالجيوش الصليبية وأضرمت النار في معسكر ألفونسو الخلفي، الذي حاول إنقاذ معسكره إلا أنه فر ومن بقي من جيشه بعدما واجه كتيبة خاصة مكونة من أربعة آلاف مقاتل من منطقة «غانا»، كما أصيب ألفونسو في فخذه بطعنة خنجر ظل بعدها أعرجا طول حياته. وانتصر المسلمون نصرا عظيما في هذه المعركة التاريخية التي جرت عند وادي الزلاقة على نهر الوادي الكبير.